خواجات «العملة الصعبة».. اتحاد الكرة يتفوق على الأهلي والزمالك.. و11 أجنبيا في الجبلاية بلا إنجاز واحد
عندما ترى أن هناك أزمة طاحنة فى العملة الصعبة والحكومة تتخذ إجراءات كثيرة لتسهيل الحصول على العملة لتوفير السلع الأساسية تفاجأ بأن الأندية المصرية تنفق هذا الكم من الدولارات على مدربين من شتى بلدان العالم.
فعلًا سبحان الله ونحن ننفق هذا الرقم الكبير، وتجد أن المحصلة النهائية أنك لست الأول أفريقيًّا أو عربيًّا على المستوى الرياضى، وهنا معيارنا فى القياس بالنسبة للرياضة هو الدورات الأولمبية وفى كرة القدم كأس العالم الذى نذهب إليه كل 30 سنة.
الأندية تتفنن فى إنفاق العملة الصعبة، والمفاجأة أن لعبة مثل الجمباز لم نحقق فيها ميدالية واحدة أولمبية تجد أن الأندية تستعين بمدربين من الخارج.
ورغم أن بعض الأندية لم تكن صادقة فى إرسال البيانات للجهة الإدارية، فمنهم من كتب الراتب الشهرى الصافى وحذف الضرائب، ومنهم من كتب رقما على اعتبار أن أحدا لن يراجع وراءه.
الأهلى فى المقدمة
الأهلى يمنح مدربيه الراتب باليورو، وبلغ ما تم حصره قرابة الـ158 ألف يورو يحصل منها كولر وحده على 110 آلاف يورو، ولم يتعرض البيان لمساعديه، ولا أحد يعرف إذا كان هذا المبلغ شاملا معاونيه، وإن كان غالب الظن أنه يخصه وحده فقط، وبالإضافة للسويسرى كولر يوجد مدربان من بيلاروسيا فى الجمباز، ومدربين إسبان لكرة اليد والسلة، وبالطبع قبل أن يرحل مدرب اليد ويحل مدرب آخر بسعر أعلى.
وفى نادى الجزيرة العريق تمت الاستعانة بالأجانب فى لعبة الجمباز فقط، وللأمانة فإن الراتب لأى مدرب لا يتجاوز الـ4000 دولار، ونفس الأمر فى المعادى وهليوبوليس ونيو جيزة والصيد.
بيان الزمالك
فى بيان نادى الزمالك الذى أرسله لمديرية الشباب والرياضة بالجيزة، فإن هناك أكثر من ألف علامة استفهام على راتب الخواجة جيسفالدو فيريرا، حيث أكد البيان أن الخواجة يتقاضى راتبا قدره 53750 يورو، وهو راتب ضعيف جدا، وربما يفوقه الراتب الحقيقى بثلاثة أضعاف.
أجانب فى القسم الثانى
ومن الواضح أن فريق وادى دجلة الذى يلعب فى القسم الثانى استعان بجهاز فنى كرواتى يتقاضى قرابة الـ25 ألف يورو، فضلًا عن مساعد المدير الفنى الذى يتقاضى راتبه بالجنيه المصرى.
غزل المحلة وخواجة بالجنيه
كشف المستند أن نادى غزل المحلة الذى يلعب فى الدورى الممتاز اتفق مع القبرصى بابا فاسيلو ومساعده نيكولاس إسكندر على راتب قدره 325 ألف جنيه مقابل عقد مدته 10 شهور.
فاركو
هذا النادى الذى يمثل إحدى شركات الأدوية قرر الاستعانة بطاقم كامل برتغالى يقوده نونو ألميدا، يحصل المدير الفنى على راتب قدره 40 ألف يورو، ومساعدوه على 25 ألف يورو شهريا، وفى الاتحاد السكندرى يحصل الصربى زوران على 19 ألف دولار، ومساعدوه من تونس والمغرب وصربيا على رواتبهم بالدولار.
بيراميدز
وفى بيراميدز يحصل تاكيس على 35 ألف دولار شهريا، ومساعدوه على أرقام أقل.
هذا البيان خاص بالأندية والهيئات الرياضية، ولم نتعرض لحصر الهيئات الرياضية الخاصة، وهناك علامات استفهام كثيرة على الأرقام التى أرسلتها الهيئات للجهة الإدارية، وعما إذا كانت سليمة أم لا.
وفى الاتحادات الرياضية التى تباطأت فى إرسال بياناتها للجهة الإدارية حاولنا قدر الإمكان أن نحصرها، وإن كان العدد أكبر من ذلك بكثير.
اتحاد الكرة
هو صاحب النصيب الأكبر، وربما يتفوق على جميع الهيئات الرياضية فى مصر، ولما لا؟ فهو لأول مرة يستعين بـ11 أجنبيًّا للعمل فى الاتحاد بمعدل خمسة يمثلون الجهاز الفنى لفيتوريا، و4 فى الجهاز الفنى للمنتخب الأولمبى بقيادة البرازيلى ميكالى، وخبير التحكيم ومساعده.
فيتوريا يحصل وجهازه على 240 ألف يورو شهريا، وميكالى وجهازه على قرابة المائة ألف يورو، وكلاتنبرج يحصل على 30 ألف دولار شهريا.
أرقام مرعبة ومفزعة من العملة الصعبة تطير فى الهواء، رغم أن المحصلة فى النهاية أن أحدا لا يضمن وصولنا للمونديال، أو أن المنتخب الوطنى لم يحصل على بطولة الأمم الأفريقية.
كرة اليد
يحصل الإسبانى روبيرتو جارسيا على راتب سنوى قدره 90 ألف دولار، ومساعده أوسكار أجيلار على 30 ألف دولار سنويا.
وفى الرماية يحصل الإيطالى نيكوترا على راتب سنوى قدره 75 ألف دولار، ونفس الأمر لمدربين اثنين آخرين فى الرماية، وفى السلة الكندى روى رانا المدير الفنى للمنتخب الأول يحصل على 140 ألف دولار سنويا.
وهناك مدربون أجانب فى اتحاد الكرة الطائرة للرجال والسيدات، وكذلك فى اتحاد الجمباز والرجبى والهوكى و(...) وسيظل القوس مفتوحا.
وبات الأمر يحتاج إلى إيقاف هذا العبث، لأن عملية الاستعانة بالمدربين الأجانب ارتبطت بعمليات سمسرة مشبوهة وإهدار للعملة الصعبة بشكل غريب جدا يحتاج إلى وقفة حاسمة من الدولة إذا اعتبرنا أن مال الأندية والاتحادات الرياضية هو مال عام.
الترتيب فى الدورات الأولمبية
ولو عدنا بالزمان لآخر الدورات الأولمبية نجد أن مصر فى آخر دورة أولمبية احتلت المركز الـ54 وفى ريودى جانيرو 2016 حصلنا على الترتيب الـ66، وفى لندن 2012حققنا المركز الـ56، وفى أولمبياد بكين 2008 أحرزنا المركز الـ80، هذه المراكز لم تضمن لنا الريادة سواء أفريقيًّا أو عربيًّا أو حتى شرق أوسطيا، رغم هذا الإنفاق الذى يصل إلى حد السفه.
وفى كرة القدم حدِّث ولا حرج، فالأندية الكبيرة تغير من بعضها فى الاستعانة بالأجانب، رغم أن المراكز هى نفسها، ولم تحدث بها طفرة كبيرة، بدليل أن المدربين الوطنين مثل الكباتن حسام البدرى ومحمد يوسف حققا البطولة الأفريقية، ولكن تبقى عقدة الخواجة.
فى هذه الجزئية تحدثنا عما تنفقه مصر من العملة الصعبة فى قطاع واحد، وهو «المدربون الذين يتم الاستعانة بهم من الخارج» ولم نتحدث عن الأرقام الرهيبة التى يتم إنفاقها على جلب لاعبين من الخارج ومن كل الجنسيات، وهو الأمر الذى يحقق استفادة لقطاع السماسرة، والغريب والمثير أنه فى عز الأزمة الخاصة بالعملة الصعبة يقرر الاتحاد المصرى لكرة القدم فى استمرار فتح الباب للأندية فى الاستعانة بخمس محترفين من الخارج، ليس هذا فحسب، وإنما الاستعانة بثلاثة تحت السن فى سابقة لم تحدث من قبل فى تاريخ الكرة المصرية.
و«فيتو» بدورها تقدم هذا البيان لأعضاء لجنة الشباب ببرلمان مصر العظيم لمحاولة إيقاف تلك المهزلة من أجل الصالح العام، لأنه حتى تاريخه ما زالت الرياضة تمثل عبئًا على موازنة الدولة التى تدعم هذا القطاع بمبالغ كبيرة جدا.. وللحديث بقية.
نقلًا عن العدد الورقي…،