5 توصيات مهمة بالدورة الأولى للمنتدى العربي للبيئة 2022
اختتمت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ورئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة، أمس الأربعاء، الدورة الأولى من المنتدى العربى للبيئة 2022، والتى تعقد برئاسة مصر وتنظيم مشترك بين جامعة الدول العربية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تحت شعار "معًا للحفاظ على بيئتنا وسط الأزمات الراهنة".
وكان الهدف الرئيسي لعقد هذا المنتدى هو تبادل الخبرات في المجالات البيئية المختلفة وخلق شراكات للتعاون وتبادل الرؤى حول الموضوعات المختلفة التي تهم الأمة العربية، وتأسيس حوار إقليمي بين أصحاب المصلحة لمناقشة الوضع الحالي والآفاق المستقبلية للعمل البيئي.
وأوصى المنتدى بمجموعة من التوصيات الهامة والرسائل الرئيسية والنتائج التي تساعد على تكوين رؤية واضحة وموقف عربي واضح تجاه كافة القضايا البيئية.
وكانت أهم التوصيات التي أسفرت عنها نقاشات المنتدى ما يأتي:
١. أهمية التواصل بين الاتفاقيات الثلاثة (المناخ، التصحر، التنوع البيولوجي).
٢. أهمية تسليط الضوء على موضوع التصحر، بعد حصر مجموعة من المشكلات التي تمس المنطقة العربية تتعلق به مثل زحف الرمال وندرة المحاصيل والسيول والأمطار.
٣. رصد مجموعة من الحلول كتكوين البحيرات التي تضم مياه السيول والأمطار والحفاظ على الغابات التي تعتبر مخزن طبيعي لغازات الاحتباس الحراري.
٤. الدعوة إلى تشكيل موقف عربي موحد والعمل جنبا إلى جنب لدعم استضافة المملكة العربية السعودية في ٢٠٢٤ لاتفاقية الأمم المتحدة للتصحر.
٥. الاتفاق على أهمية الحصول على التمويل والمشاركة العربية الموحدة والموسعة في مؤتمر الأطراف القادم COP27.
مؤتمر المناخ
وأكدت وزيرة البيئة خلال فعاليات المنتدى حرص مصر كونها دولة عربية وإفريقية على خروج مؤتمر المناخ بالوجه المشرف للدولة المصرية، حيث شهدت عمليات الاستعداد لاستضافة هذا المؤتمر متابعة وتوجيهات من رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، وتولى رئيس مجلس الوزراء بصفته المجلس الوطني للتغيرات المناخية رئاسة اللجنة العليا للإعداد للمؤتمر، حيث كان هناك متابعة واجتماعات دورية كل أسبوعين منذ بداية الاستعداد مع رئيس الحكومة والوزراء المعنيين سواء للموضوعات اللوجستية أو الموضوعات الفنية.
وشددت على حرص مصر على المستوى الوطني على بذل جهد أكثر فى المضي قدما فى ملف تغير المناخ والالتزامات، مشيرة إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050 وتبعها تحديث المساهمات المحددة وطنيًا والتى تم تقديمها خلال شهر يوليو الماضي وتضمنت لأول مرة مجموعة من الأرقام والإحصاءات لخفض الانبعاثات فى قطاع الطاقة سواء فى الكهرباء أو البترول.
وأضافت وزيرة البيئة أنه فى إطار رئاسة مصر لملف تغير المناخ كان من المهم رؤية المجموعات التى ننتمي إليها، وسماع رؤية ووجهات نظر كل دول العالم وجميع الأطراف لإحداث توافق عالمي، والوضع فى الاعتبار أن مصر جزء من المجموعة العربية والإفريقية، والحرص خلال الدورة الحالية بمجلس وزراء البيئة العرب على أن تكون المجموعة العربية فى مؤتمر تغير المناخ COP27.
وأشارت د. ياسمين فؤاد إلى أهمية الخروج خلال الدورة الحالية بالاستراتيجة الخاصة بتمويل المناخ للمجموعة العربية قبل مؤتمر تغير المناخ COP27، مضيفة أنه تم الوضع فى الاعتبار اختلاف الجهات المسئولة عن ملف تغير المناخ فى الدول العربية واختلاف الجهات المسئولة عن التفاوض.
ولفتت وزيرة البيئة إلى أهمية وجود استراتيجية الدول العربية للحصول على تمويل العمل المناخي وتعبئته 2022-2030، مشيرة إلى ضرورة إطلاق وثيقة " استراتيجية الدول العربية للحصول على تمويل العمل المناخي وتعبئته" التي عرضت على المجموعة التفاوضية العربية والتى كنا نأمل اعتمادها خاصة قبل مؤتمر المناخ، وضرورة التنسيق مع الشركاء للترويج لمشروع الاستراتيجية واعتبارها منهجًا لتقييم احتياجات الدول العربية من تمويل المناخ وتمكينها من الحصول عليه، بالإضافة إلى دعوة الدول العربية إلى الاستفادة من الآليات التمويلية المقترحة في الاستراتيجية.
قضية التصحر
وتناولت وزيرة البيئة خلال فعاليات المنتدى قضية التصحر والتى ترتبط إرتباط وثيق بالتنوع البيولوجى وتغير المناخ، مؤكدةً على ضرورة العمل على المحاور الثلاث (التصحر، تغير المناخ، التنوع البيولوجى) عند البدء فى أى مشروع أو مبادرة ، مقدمةً مثالًا على ذلك بقضية حرق المخلفات الزراعية فى مصر والتى تتسبب فى خروج غاز الميثان المسبب لظاهرة الاحتباس الحرارى مما يعد أحد أسباب حدوث التصحر، لذا فقد تم عمل منظومة للتعامل مع المخلفات الزراعية لتقليل صعود غازات الإحتباس الحرارى بهدف العمل على تأهيل النظم البيئية للقيام بخدماتها.
وأوضحت وزيرة البيئة أن التحديات الموجودة حاليًا على المستوى العالمى من أزمات إقتصادية ومحاولات تعافى من أزمة كورونا دفعنا إلى التفكير بشكل تكاملى بحيث نضع الإستراتيجيات والخطط بطريقة متوافقة مع الثلاث محاور، لتسريع وتيرة الحفاظ على البيئة والوفاء بالالتزامات الدولية.
وأشارت الوزيرة إلى أن عملية التوافق بين الثلاث محاور فى كافة المجالات البيئية تفتح المجال أمام القطاع الخاص واستثماراته، كمجال الطاقة الجديدة والمتجددة التى يمكن ربطها بالزراعة وتحلية مياه البحر.
وأشارت إلى أن مؤتمر المناخ القادم سيكون مؤتمرًا للتنفيذ يهتم بفكرة ربط الموضوعات الثلاث ( التصحر والتنوع البيولوجى وتغير المناخ ) ويعتبر المؤتمر فرصة لطرح هذه الموضوعات من خلال المسار التفاوضى بما فيه من محاور التكيف والتخفيف والتمويل والخسائر والأضرار ونحن نعى أننا لم تصل حتى الأن للتمويل اللازم الـ ١٠٠ مليار دولار ولكن المحور الخاص بالخسائر والأضرار هام للغاية وخاصة تفعيل شبكة سانتياغو لأن العالم كما يعانى من أزمات اقتصادية وأزمة فى الطاقة والغذاء خلال عام ٢٠٢٢ يعانى أيضًا من أزمات وكوارث بيئية تحدث فى العالم كله دون تفرقة بين دول نامية ودول متقدمة سواء حرائق الغابات فى اوروبا او السيول فى العديد من الأماكن الأخرى، وهذا من ضمن الموضوعات الشائكة التى ستطرح فى التفاوض وعلى المسار غير التفاوضى أيضًا من خلال البرنامج الرئاسى المصرى الموجود على الموقع الإلكترونى.
وأضافت ياسمين فؤاد أن مصر حاولت أن تضع الأيام المواضيعية تخص أولويات الدول النامية مثل كتمويل القطاعات الخاصة للطاقة المياه، الزراعة ستنتاول موضوعات تخص فئات محددة كالمرأة، المجتمع المدنى والقطاع الخاص وضعنا عدد ١١ موضوعًا نأمل فى أن يكون هناك مشاركة على المستوى الوزاراء والفنيين.
وأوضحت الوزيرة أن يوم الحلول سيسمح لكافة الدول فى طرح حلول لكافة المشكلات الشائكة فتحدث وزير دولة العراق عن الجفاف وتسببه فى عدم اكتمال العديد من المحاصيل لدورتها الزراعية، وهو موضوع يمكن مناقشته خلال يوم الزراعة.
ودعت وزيرة البيئة جميع الدول العربية للإشتراك فى المبادرة العالمية التى طرحتها الرئاسة المصرية والخاصة بكيفية التكيف مع آثار التغيرات المناخية فى قطاع الزراعة والنظم الغذائية مع محاولة إيجاد حلول لتلك المشكلات والعمل على تغيير ممارستنا، مع محاولة استنباط محاصيل تتحمل الظروف المناخية الحادة والمتطرفة.
ودعت كذلك وزيرة البيئة جميع الدول العربية للمشاركة فى يوم التنوع البيولوجى، حيث ستطلق الرئاسة المصرية المبادرة العالمية للحلول القائمة على الطبيعة، والتى تتناول مجموعة من الأهداف التى تم وضعها مع المنظمات الدولية وهو تخزين ما يقرب من ١٠٠ مليون طن من الكربون وحماية ما يقرب من ١٥٠ مليون شخص من الآثار الدامية للتغيرات المناخية والحفاظ على ٥٠٠ مليون هيكتار من النظم الطبيعية وضمان أن تكون بصحة جيدة، مطالبة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إرسال هذه المبادرات وإتاحتها للإطلاع والتى توضح احتياجاتنا وتوضح أن هناك دول لديها ازدياد فى حدة التغيرات المناخية كل يوم رغم عدم تسببها فيها ودول أخرى تتسبب انبعاثاتها فى زيادة التغيرات المناخية.
وأعربت ياسمين فؤاد عن أملها فى حرص الدول العربية على التواجد فى الاجتماعات الدورية التى تعقدها المجموعة العربية، موضحةً أن المملكة العربية السعودية توفر كافة الإمكانيات الخاصة بعقد هذه الإجتماعات ولا بد من إعراب الدول عن رأيها مع الإلتزام بالحضور خلال الأسبوع الأول وعلى مستوى الوزراء فى الجلسات خلال الأسبوع الثانى.