محمد مرسي وجريمة الخيانة العظمى
سقط نظام مرسي أسرع مما كان يتوقع الجميع فدولة الاستحواذ والتمكين لن تفلح فى اختطاف وطن لصالح جماعة أو حزب ومالم يكن يتوقعه مرسي فى أبشع كوابيسه هو سقوطه السريع وحالة الغضب الشعبى المتصاعد ضده وضد جماعته وحزبه فهو ستطاع عبر سياسات فاشلة فى تغيير المزاج الشعبى ضد جماعة الإخوان المسلمين التعاطف مع جماعة محظورة لشعب غاضب ساخط ضد جماعة تريد احتكار مصر لصالحها على حساب شعب قام بثورة من أجل التغيير والحرية ووجد نفسة يعيش فى مستنقع الأزمات والكوارث والفتن والفوضى والأهم استعداء الرئيس لكافة قطاعات الدولة وتحول رجال جماعته لحكام جدد لمصر يمارسون توزيع صكوك الوطنية على من يريدون ويقصون ويهمشون ويشوهون من يريدون وصار معيار تولى مناصب الدولة هو الولاء للجماعة وليس الوطن وكأننا سقطنا فى احتلال جديد ولكن كعادة الشعب المصري عبر التاريخ لم يفلح حزب أو تيار أو جماعة فى اختطافة فمصر قاهرة الاستحواذ والتسلط .
مارس مرسي عبر عام حكمه الوحيد جريمة الخيانة الوطنية للدولة المصرية مرات عديدة ولسنا هنا فى نقاش حول معنى الخيانة الوطنية المعروف وهو التخابر مع دولة أجنبية ، ولكننا نعرض للأهم فالجريمة العظمى هى خيانة وطن وإفشاله وتدميره وتقسيمه وتأجيج المناخ الطائفى ودعم اضطهاد الأقليات ومحاولة تدمير مؤسسات الدولة وإحلالها برجال من مؤيديه بلا علم ولاخبرة من أجل شئ واحد هو إحكام السيطرة على مفاصل الدولة ، فللخيانة العظمى وجوة كثيرة وسنعرض لبعض منها وهى :
أولا : عدم الوفاء بكافة الالتزامات التى تعهد بها الرئيس للمعارضة عندما طلب دعمهم للوقوف ضد الفريق شفيق فيما عرف بتعهدات فيرمونت والتى كانت تعرض مطالب محددة مثل تشكيل فريق رئاسي ومساعدين ونواب للرئيس وحكومة تكنوقراط وإنشاء نظام سياسي يشرك كافة القوى السياسية فى بناء مصر الجديدة ومرسي انقلب عليهم جميعا وتخلى عن وعوده فبدأت الخيانة.
ثانيا : عدم احترام الرئيس للقانون وتحصينه لقراراته بشكل جعله شبه إله وتحصينه مؤسسات مطعونا عليها قانونا وتغييره النائب العام بطريقة غير شرعية ، وقام بعمل عدة إعلانات دستورية ساهمت فى تمزيق المشهد السياسي بشكل واضح مما جعله يستبد بحكم البلاد ويخون كل أهداف ومبادئ ثورة 25 يناير .
ثالثا : حالة الاستعداء الغريب ضد كل مؤسسات الدولة عبر هجومه الواضح ضد القضاء والإعلام والشرطة وجهاز المخابرات العامة وغيرها من مؤسسات الدولة وتركه رجاله ومؤيديه يمارسون تدمير هذه المؤسسات فهل كان يعى مايفعل عبر إقدامه على تفكيك مؤسسات الدولة مما يجعلها عرضة للانهيار .
رابعا:مارس مرسي الخيانة الوطنية فى أزهى صورها فى الملف المجتمعى وتخليه عن تنفيذ وعود ثورة 25 يناير وضياع حقوق المصابين والشهداء فى عهده ، وكذلك عندما ترك جماعته تستبد بالمشهد السياسي ومارس الصمت الرهيب ضد التطاول والتجاوز فى حق الأقباط والأقليات مثل دعمه لتأجيج الصراع ضد الشيعة وصمته عن المذابح ضدهم .
خامسا: خيانة الوطن أن نخسر جميع من يدعموننا فى محيطنا العربى والإقليمى ، وشاهدنا استعداءه لعدة دول مثل الإمارات والسعودية وغيرهما حتى صرنا نعيش فى حالة عزلة ، والأهم تركة بعض الدول تتدخل فى الشأن المصري مثل قطر وتركيا وأمريكا .
يجب أن يحاسب مرسي على كافة جرائم الخيانة الوطنية العظمى عن جرائمه الداخلية والخارجية فى حق الشعب المصري فهو رجل منحه الله السلطة ليحكم بالعدل فانتصر شيطانه عليه وتحول لحاكم مستبد فاشل فعزله ولفظه شعبه للأبد .
dreemstars@gmail.com