بطلتها "حبة الموت".. 5 حوادث مؤسفة بالمحافظات خلال أيام قليلة.. ونصائح طبية للتعامل مع التسمم
شهدت الفترة السابقة تزايد حالات الانتحار لرجال وسيدات، بل أطفال وطلبة من خلال حبة الغلال، والسبب ظروف مختلفة، من حالة لأخرى، ولعل تزايد استخدام تلك الحبة السامة في الانتحار يرجع لقلة سعرها الذي يتراوح بين 5 إلى 10 جنيهات، وتوفرها فهي سهلة الشراء، سريعة القتل، ومتواجدة بكثرة، خاصة في المناطق الريفية، حيث أن حبة الغلة مسجلة كمبيد حشري بوزارة الزراعة، وللأسف لا يوجد رقابة حقيقية على بيع هذه الحبوب.
واستقبل مستشفى سيدي سالم العام، بمركز سيدي سالم، بمحافظة كفر الشيخ، سيدة مصابة بحالة إعياء شديد مما تسبب في وفاتها، وبتوقيع الكشف الطبي الظاهري على الجثمان تبين تناولها حبة غلال سامة
ملابسات الواقعة
وكان اللواء أشرف صلاح درويش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن كفر الشيخ، واللواء خالد المحمدي، مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، قد تلقا إخطارا بتلقي مركز شرطة سيدي سالم يفيد بوصول بوصول ربة منزل مصابة بحالة تسمم جراء تناولها حبة سامة لحفظ الغلال داخل منزل الأسرة بقرية منشأة عباس، والتي أودت بحياتها.
أيضا، أقدم شاب يبلغ من العمر 26 عاما، مقيم بمنطقة المقاطيع التابعة لبندر بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، على محاولة الانتحار بحبة حفظ الغلال القاتلة، خلال الفترة الماضية، وذلك على خلفية مروره بخلافات أسرية، حيث جرى نقله إلى مستشفى بيلا المركزي، ونجح أطباء المستشفى في إنقاذه وجرى نقله إلى العناية المركزة، وتحرر المحضر بالواقعة.
والبداية كانت بتلقي مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا من مأمور قسم شرطة بيلا، يفيد بورود إشارة من نقطة شرطة المستشفى بيلا المركزي، تفيد بوصول شاب يعاني من ادعاء تناول حبة حفظ الغلال القاتلة، ليتعامل أطباء المستشفى معه في محاولة إنقاذه، وإيداعه بالعناية المركزة.
وفي سياق متصل، شهدت عزبة أحمد سليمان، التابعة للوحدة المحلية لقرية تيدا، التابعة لمركز سيدي سالم، بمحافظة كفر الشيخ، واقعة مؤسفة إذ أقدمت طالبة بالصف الأول الثانوي التجاري، علي إنهاء حياتها والانتحار بحبة حفظ الغلال القاتلة، بسبب مرورها بأزمة نفسية سيئة لوجود خلافات أسرية، ليجري نقل الجثة إلي مشرحة مستشفي سيدي سالم المركزي، ومن ثم إلي مشرحة مستشفي كفر الشيخ العام، تحت تصرف جهات التحقيق، التي أمرت بتشريح جثمان الطالبة من قبل أحد الأطباء الشرعيين.
البداية كانت بتلقي مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا من مأمور مركز شرطة سيدي سالم، يفيد بورود إشارة من نقطة شرطة مستشفى سيدي سالم المركزي، يفيد بوصول طالبة بالصف الأول الثانوي التجاري، علي إنهاء حياتها والانتحار بحبة حفظ الغلال القاتلة، بعزبة أحمد سليمان، التابعة للوحدة المحلية لقرية تيدا، التابعة لدائرة المركز.
من ناحية أخرى، شهدت محافظة الدقهلية، مؤخرا، حادثة مفجعة، حيث انتحرت فتاة تدعى "رنا"، تبلغ من العمر 22 عامًا، باستخدام حبة الغلة السامة، بسبب شعورها بالوحدة والحزن والإحباط، بحسب الرسالة التي تركتها قبل انتحارها.
فيما شهدت قرية البتنانون التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، انتحار سائق بحبة الغلة، وجرى نقله إلى مركز السموم التابع لمستشفيات جامعة المنوفية، لمحاولة إنقاذ حياته، ولكن فشلت كافة المحاولات الطبية، وأبلغت إدارة المستشفى؛ مركز الشرطة للتحقيق في الحادث.
وتلقى اللواء حازم سامي، مدير أمن المنوفية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة شبين الكوم، يفيد استقبال قسم السموم بمستشفيات جامعة المنوفية، سائق مصاب بحالة تسمم - ادعاء تناول حبة الغلة السامة، وتوفي مُتأثرًا بإصابته داخل جدران المستشفى، وانتقلت قوة أمنية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتحرير محضر بالواقعة.
فما هي تلك الحبة ولماذا تنتشر في مصر؟
تشير عبارة"حبة الغلال" إلى المبيد الحشري الأوسع استخداما في المناطق الريفية في مصر لحفظ الحبوب وحماية المحاصيل من التسوس والقوارض، لكنها في الوقت نفسه أصبحت تمثل أداة الانتحار الأرخص والأكثر انتشارا وسط صفوف اليافعين واليافعات في الريف المصري.
في السنوات القليلة الماضية شاعت الحوادث التي تناولتها وسائل الإعلام المصرية عن استخدام "حبة الغلة" التي تقتل متناوليها في صمت، وعلى مدى ساعات دون علم ذويهم.
فيما أضاف مصدر طبي بمديرية الصحة بكفر الشيخ، إن خطورة حبة الغلال تكمن في عدم وجود مصل مضاد لها، حيث "يحاول الأطباء إنقاذ كل جهاز من أجهزة المريض الداخلية على حدة لتجنب الوفاة؛ إلا أن أكثر من 60 في المئة من الحالات لا تنجو، وأنه في حالة تناول "حبة الغلة" فإن وقت الإسعاف يُحسب بالدقائق، إذ أنه بمجرد نزول الحبة التي تحتوي فوسفيد الزنك، أوفوسفيد الألمنيوم أو فوسفيد الكالسيوم إلى المعدة، فإنها تنشطر إلى جزئين، أولهما الألمنيوم أو الزنك أو الكالسيوم، أما الآخر فهو غاز الفوسفين، والذي يعد بمثابة قنبلة كيماوية؛ حيث أن إطلاقه يشبه الانفجار لتفاعله مع حامض المعدة أو المياه".
وعلى الطبيب المختص، القيام بإسعافات أولية لحين نقل الضحية بشكل سريع إلى أقرب مستشفى، منها " إعطاؤها فنجانا من الزيت بشكل متكرر خلال 15 دقيقة، وذلك لتغطية الحبة بالزيت ومنع تفاعلها"، مشددا على ضرورة التوعية المستمرة للأطباء المستجدين المتواجدين بالطوارئ للتعامل مع تلك الحالات بشكل سريع.
في هذا الصدد، قالت الدكتورة مها غانم، المشرف العام على مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، إن حبة الغلة تستخدم في الأساس، لحماية المحاصيل من الحشرات والقوارض.
وأوضحت غانم أن حبة الغلة تتكون من فوسفيد الألمونيوم، وهي مادة سامة، بمجرد ملامستها لسوائل الجسم عند ابتلاعها، بما في ذلك حمض المعدة، تتحول لغاز الفوسفين، وأضافت خبيرة السموم أن الإسعافات الأولية الواجب اتباعها، لإنقاذ حياة شخص ابتلع حبة الغلة تتمثل في الخطوات التالية:
- شرب 5 زجاجات من زيت البرافين المتوفر في الصيدليات.
- تناول زيت جوز الهند.
- الحصول على بيكربونات الصوديوم في حالة المعاناة من الحموضة الشديدة.
- تجنب شرب الماء، منعًا لإنتاج المزيد من غاز الفوسفين.
وبعد تقديم الإسعافات الأولية، شددت على ضرورة التوجه بالمريض إلى أقرب مستشفى أو مركز للسموم، للحصول على الرعاية المطلوبة، وتشمل:
1- عمل غسيل معدة للمريض.
2- وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي، إذا كان يعاني من الاختناق.
3- إجراء مجموعة من الفحوصات للمريض، للاطمئنان على سلامة وظائفه الحيوية وتحديد مدى تضررها من حبة الغلة، أبرزها:
- تحليل غاز الدم.
- قياس ضغط الدم.
- رسم قلب.