سلام عليك في يوم ثورتك!
من الآخر ومن دون مقدمات طويلة باتت لا تتفق مع إيقاع حياتنا نقول : أغلب فرضيات جمال عبدالناصر في مشروعه الوطني صحيحة..لا حل في بلد مثل مصر تزيد متطلبات شعبه عن إمكانياته إلا بتدخل الدولة لتنظيم حياة الناس وتوزيع احتياجاتهم..لا أتحدث عن الطعام والشراب.. أو للدقه لا أتحدث عنه فقط.. وإنما أتحدث عن احتياجات الناس الكلية.. احتياجهم في البحث عن مكان تحت الشمس يحققون فيه ذواتهم وينطلقون بأمان في رحلة الصعود الاجتماعي بالكفاءة المطلقة.. من دون وساطة أو انتماء طبقي.. من حق صاحب الكفاءة أن يلتحق بما يستحق من وظائف أو كليات وأن يحصل على ما يستحق من منح دراسية يعودون بعدها أساتذة جامعيين وخبراء كبار ووزراء.. ومن حقهم عند الكبر أن تؤمن الدولة حياتهم.. ومن حقهم بين الحياتين أن يجدوا ما يؤسسوا فيه وبه أسرًا يسبح أبناؤها بحمد الله ويتغنون بحب الوطن.. وهذا لا يتم إلا بدور للدولة تضبط به إيقاع الجميع.. من النشاط الاقتصادي إلى مناهج التعليم.. تلك هي الناصرية باختصار.. وقد أراد لها صاحبها أن يعلم الناس ويوفر لهم فرص التعليم والثقافة بل وحتى الترفيه.. فكان الكتاب والمسرح والسينما والأوبرا تقريبًا - تقريبًا - مجانًا.. على أن تأتى بعد كل ذلك الديمقراطية بمفهومها السياسي بعد أن توفرت لهم بمضمونها الاجتماعي..
وبعدها.. سيمارسونها من دون أن يستطيع أحد أن يضحك عليهم باسم الدين أو ينصب عليهم باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان.. وعندما تخلفت مصر عن السير في طريق ناصر إلى آخره.. نصب الحزب الوطني والأحزاب المتأسلمة على المصريين .. وكان الثمن غاليًا جدًا..
واليوم.. وقد نال الشعب حقه في التعبير عن نفسه كما يريد ويعزل حكامه في الوقت الذي يريد..آن الأوان أن يكمل الشعب دائرة حقوقه.. حتي لو اختلف ترتيبها..
وفي الأخير.. سلام عليك عبدالناصر.. في يوم ثورتك.. التي غيرت تاريخ العالم.. وآن أن نستلهم منها ما يغير حياة المصريين إلى الأفضل.. سلام عليك أبا خالد.. سلام عليك في ذكرى يومك.. يوم خرجت تحرر شعبك وتحرر معه شعوب العالم.. وعلمتنا أن الشعب هو القائد والمعلم .. وتحقق ما قلت.. فصار شعبنا هو القائد وهو المعلم.. سلام عليك أبا خالد.. فعلي المؤمنين السلام!