نيازى مصطفى.. أعاد كوكا لعصمته لسبب إنساني.. وممثلة ناشئة أثارت الجدل في واقعة مقتله
واحد من رواد السينما، ومن أشهر مخرجي السينما في مصر منذ بداياتها تميز بغزارة انتاجه من الأفلام فقدَم مجموعة من أهم الأعمال الفنية التي خلدت اسمه، وخلدت معه تاريخ السينما المصرية، المخرج نيازى مصطفى، الذى لقب بشيخ المخرجين،ورحل في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر 1986.
ولد المخرج السينمائى نيازى مصطفى عام 1910 لأب سودانى وأم تركية، ودرس الإخراج في ألمانيا حيث أرسله والده لدراسة الطب فدرس الإخراج والتصوير، وعاد ليعمل مونتيرا في إستديو مصر، انتقل إلى العمل مساعدا للإخراج مع الفنان يوسف وهبى، ليتعرف على طلعت حرب الذى اسند إليه اعداد أفلام دعائية عن شركات بنك مصر.
سلامة فى خير
اتجه نيازى مصطفى إلى إخراج أفلامه بنفسه فكان أول فيلم من أخراجه "سلامة في خير" الذى ساهم في كتابة السيناريو الخاص به عام 1937 وهو بطولة نجيب الريحاني تلاه مجموعة كبيرة من الأفلام وصلت إلى 155 فيلما منها: أخطر رجل في العالم، صغيرة على الحب، مصنع الزوجات، أونكل زيزو حبيبى، أبو حديد، رصيف نمرة 5، سواق نص الليل، لعنة الحب والزواج، ست الحسن، أفراح، قمر 14، سر طاقية الإخفاء، البحث عن فضيحة، حتى كانت آخر أفلامه "القرداتى " بطولة سمية الالفى وفاروق الفيشاوى وطارق النهرى، ولم يعرض الفيلم الا بعد رحيله.
تزوج نيازى مصطفى من الفنانة كوكا التي كانت مساعدته وزميلته في قسم المونتاج بإستوديو مصر، والتي اشتهرت بتمثيل أدوار الفتاة البدوية في أفلامه ـ بطلة عنترة بن شداد ـ ثم انفصلا لعدم الانجاب، وتزوج من الراقصة نعمت مختار، ثم انفصل عنها وعاد إلى كوكا بعد علمه بمرضها بالسرطان ليظل بجوارها حتى لحظاتها الأخيرة.
تكريم رئاسى
ونظرا الى عطاء المخرج نيازى مصطفى الثرى والمتميز كرمه الرئيس عبد الناصر في عيد العلم عام 1966، كما حصل على جائزة الريادة من جمعية فن السينما.
نهاية حزينة
وبعد رحيل الفنانة كوكا عاش نيازى مصطفى حزينا بائسا في شقته رقم 12 عمارة رقم 1 شارع قرة ابن شريك بالجيزة..إذ فجأة يستيقظ المجتمع والرأى العام على حادث مقتل المخرج الكبير نيازى مصطفى على يد مجهول بخلع ملابسه تماما وتوثيق يديه من الخلف بكرافتة ووضع فوطة في فمه حتى لا يصرخ، وقطع شرايين يده وتركه ينزف، وذلك بعد انتهاء آخر يوم من تصوير فيلمه الأخير "القرداتي".
واكتشف الطباخ الخاص به الذى يعمل يديه منذ أربعين عاما الحادث فأبلغ شقيقه المونتير جلال مصطفى الذى حضر ورفع جثة شقيقه من على الأرض ووضعه على سريره وغطاه بملاءة بيضاء وأبلغ مديرية امن الجيزة التي تبعد خطوات عن مكان الحادث.
وتولت النيابة التحقيق واستمعت إلى كثير من شهود العيان من بينهم الطباخ وعدد من الفنانين المشاركين في آخر أعماله مثل الفنان فاروق الفيشاوى، طارق النهري، وشقيقه المونتير جلال مصطفى، وعدد من الكومبارسات بالفيلم، وبالرغم من أن أقوال الشهود قد كشفت الكثير عن طبيعة علاقات نيازى مصطفى الفنية والنسائية وأيضا العائلية إلا أنها لم تقود الى القاتل،بعد ان تفرقت البصمات في الشقة نتيجة لتغير أوضاع الجثة وتزاحم الجيران والأصدقاء على الشقة.
أثبت التحقيقات إن نيازى كان يحب فنانة ناشئة ـ منى إسماعيل ـ وأنه تزوجها عرفيا بعد أن قدمها في فيلمى التخشيبة ثم الدباح، لكنها تركته فيما بعد لتتزوج من رجل أعمال وتركت التمثيل، وعثر بجوار الجثة على مفكرة تخص القتيل يعترف فيها بحبه لها ويصفها بالأنوثة الطاغية، إضافة الى شيك موقع منه بمبلغ كبير كان ينوى إهداؤه اليها.
فنانة ناشئة
وبسؤال الممثلة المعتزلة منى إسماعيل قالت إن علاقتها به نشأت من منطلق أنها فتاة تراودها أحلام الشهرة والتمثيل كأى فتاة في عمرها، وأنها كانت تعتبر نيازي مثل والدها وأنه كان يحبها من طرف واحد وانها ابتعدت عن التمثيل وتزوجت رجل أعمال وأنها كانت موجودة بالسعودية لأداء العمرة هي وزوجها وقت الحادث.
وأقر زوج منى إسماعيل الذى حضر التحقيق أن نيازى لم يتزوجها وانه تزوجها وهى عذراء.
ولم تصل النيابة إلى الجانى، وأغلق ملف قضية نيازى مصطفى حتى إنها قيدت ضد مجهول ومازال الجانى طليقا ومجهولا حتى الأن.