رئيس التحرير
عصام كامل

المفتي الأسبق للبوسنة والهرسك يؤكد أهمية توجه الفتوى لدعم الاقتصاديات الوطنية

 الشيخ مصطفى سيرتش
الشيخ مصطفى سيرتش المفتي الأسبق للبوسنة والهرسك

قال الشيخ مصطفى سيرتش المفتي الأسبق للبوسنة والهرسك في كلمة شكر وتقدير في ختام الفعاليات مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في دورته السابعة تحت عنوان "الفتوى وأهداف التنمية المستدامة": إنه يختلج في صدورنا شعور صادق بالرضا والامتنان معا، أما شعورنا بالرضا فلما شهدناه من إرادة حقيقية من ممثلي هيئات ومؤسسات الفتوى ورجال العلم والفكر حول العالم من سائر بقاع الأمة الإسلامية لتفعيل دور الفتوى في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولسعيهم ومشاركتهم الفعالة بما يحقق تنامي دور الفتوى والمؤسسات الإفتائية في حل المشكلات المعاصرة، والمساهمة في صياغة استراتيجيات التطوير التي يعمل عليها اليوم المسلمون في كل مكان بمشاركة إخوانهم في الإنسانية.


وأضاف أن ذلك الرضا الذي غمرنا خلال اليومين السابقين كان انعكاسا لتلك الجهود المبذولة التي تجسدت في صورة عدد كبير من الأطروحات الواعدة والمناقشات المثمرة، التي أظهرت بشكل كبير العلاقة والتشابك بين الفتوى الشرعية وبين التنمية المستدامة، ودور الفتوى في تحقيق أهداف تلك التنمية من تحقيق السلم والأمن والعدل على المستوى العالمي، وأهمية توجه الفتوى في بناء المؤسسات القوية ودعم الاقتصاديات الوطنية، والعمل على تشجيع الصناعة والابتكار، والقضاء على الفقر والجوع، والقضاء على البطالة، وتحقيق الرفاهية للشعوب، وغير ذلك من أهداف التنمية المستدامة التي أظهرت فعاليات المؤتمر ومناقشاته دور الفتوى وعلاقتها به.


ولفت إلى كم المشروعات والمبادرات التي تم إطلاقها في هذا المؤتمر يشعرنا بمزيد من الرضا ويطمئن قلوبنا بشكل تام حول مستقبل صناعة الفتوى في مصر وفي الدول أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم وفي العالم الإسلامي بأسره، ويؤكد أن تلك القاطرة التي بدأت في التحرك في السنوات الأخيرة لن تتوقف حتى تصل إلى مقصودها، وتبلغ الفتوى موقعها الذي نطمح له جميعا.


وشدد د. سيرتش على أن تلك المبادرات والمشروعات قدمت إثراء حقيقيا لصناعة الفتوى وبخاصة المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية التي بلغت إلى الآن خمسين مجلدا كاملا تربط بين الفتوى وتبين علاقتها مع كافة العلوم والأنشطة الإنسانية والمجالات المختلفة، هذا بالإضافة إلى ورش العمل المنتجة التي أقيمت على هامش المؤتمر ودعمت قضية تحقيق أهداف التنمية المستدامة.


وأوضح مفتي البوسنة والهرسك السابق أننا في ختام مؤتمرنا هذا نشعر بغاية الامتنان لقلب الأمة العربية والإسلامية، أرض السلام والفداء والإباء، جمهورية مصر العربية؛ لما قدمته من جهود مباركة وحفاوة بالغة في استقبال الوفود وضيوف المؤتمر وتوفير كل ما يمكن لتسهيل مهامهم وإقامتهم.  


وأكد  أن امتناننا لمصر وقيادتها ومؤسساتها وشعبها نابع من إعجابنا الشديد بما تقوم به مصر اليوم من نهضة شاملة وخطوات تنموية واعية وملهمة، يمكن لأمتنا أن تهتدي بها وتنسج على منوالها، لا سيما أن كم التحديات التي واجهتها مصر في العقد الأخير كانت بالغة الصعوبة، وكان كم المعوقات أكثر من أن يحتمل أو يتوقع اجتيازه في تلك السنوات القليلة، إلا أن ذلك الإصرار الذي واجهت به مصر قيادة وشعبا تلك المعوقات والتحديات كان كافيا لاجتيازها والوقوف على بداية الطريق الصحيح الذي نرجو أن نوفق له جميعا.


واختتم كلمته قائلا: إننا نرجو من الله أن تستمر تلك المسيرة المباركة التي بدأتها دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في تطوير الفتوى والإفتاء، والتي نرى آثارها وثمارها اليوم يانعة يافعة، وأن نلتقي عاما بعد عام لتلك الغاية الشريفة.

الجريدة الرسمية