رئيس التحرير
عصام كامل

ميدل ايست مونيتور: "النور" يتخلى عن حصان الإخوان الخاسر


ذكر موقع "ميدل أيست مونيتور" أن حزب النور السلفي فاجأ كثير من الناس بدعمه لإطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي سواء داخل مصر أو خارجها. 

وأضاف لم يكتف الحزب الإسلامي المحافظ بتأييد إزالة أول رئيس إسلامي لمصر، بل بارك أيضا خريطة الطريق التي فرضها المجلس العسكري للانتقال الديمقراطي في مصر. ولذلك، فإن، أسئلة هامة تطرح نفسها وهي لماذا يختار حزب النور المشاركة في الانقلاب وماذا كان يفكر قادة الحزب أثناء عملية صنع القرار؟ والأهم من ذلك، ما هي عواقبه على مستقبل الحزب؟.

وأوضح الموقع أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية دفعت حزب النور للوقوف في مواجهة الإخوان مسلم. الأول هو عداء طويل الأمد والتوتر بين السلفيين والإخوان اشتد بعد تولي هذا الأخير السلطة. فخلال العام الماضي، ينظر قادة النور إلى الإخوان - بدلا من الليبراليين والعلمانيين أو الجيش – على أنهم خصمهم الرئيسي. صحيح أن كلا من الطرفين تعاونا في بعض الأحيان، لا سيما خلال فترة كتابة الدستور الجديد ولكنها كانت لأغراض تكتيكية. 

الثاني هو رغبة النور في وقف هيمنة الإخوان على السلطة حيث كان على استعداد لفعل أي شيء لوقف ما ينظر قادتها على أن سيفعلون أي شيء لاحتكار السلطة والهيمنة مصر. ففي مارس الماضي هاجم، ياسر برهامي، الزعيم الأكثر نفوذا في الدعوة السلفية بقسوة الإخوان وأوضح أن لهم ميول للهيمنة على "الدولة المصرية. "وعلاوة على ذلك، وبخ برهامي إلى جانب شخصيات سلفية أخرى، مرسي ومنظمته لعدم تطبيق الشريعة أو بعدهم عن التعاليم الإسلامية في حكمهم.

أما السبب الثالث هو البراغماتية المطلقة والدهاء السياسي لحزب النور. حيث كان قادة الحزب يرون أن إزالة مرسي لا مفر منه. "لقد كان فقط مسألة وقت"، ففي الواقع، تخلى الحزب عن مرسي لأنه كان الحصان الخاسر. "وكان ميزان القوى ليس في صالح مرسي أو الإخوان. مرسي يواجه العديد من الأعداء في الوقت واحد: الجيش والقضاء والإعلام والاستخبارات والشرطة".

وأوضح أن الحزب يطمح إلى تعزيز حصته من المقاعد في الانتخابات البرلمانية المقبلة على حساب جماعة الإخوان، التي أصبحت من غير المؤكد في ضوء القمع الوحشي ضدها وقيادتها يمكنها أن تؤثر على المستقبل السياسي لسنوات قادمة وعلى الرغم من أن قادة حزب النور تدرك أن استبعاد الإخوان من السياسة هو حلم بعيد المنال، وأن منظمتهم لا يمكن أن ترث ببساطة مكان جماعة الإخوان المسلمين على الساحة السياسية الجديدة، إلا أنهم يعتقدون أيضا أن إزالة مرسي بهذه السرعة ضربة قوية لجماعة الإخوان.

وقال قرار حزب النور بالوقوف إلى جانب الحصان الفائز، الجيش، يمثل مقامرة سياسية من شأنها أن تؤثر تأثيرا كبيرا على صورة الحزب ولها عواقب وخيمة في المستقبل.
الجريدة الرسمية