بدأ حياته صانعا للسجاد في خان الخليلي.. 7 أعوام على رحيل الأديب جمال الغيطاني
مفكر و روائي وصحفي عشق الأدب والعمارة وكان مفتونا بالعمارة القديمة والفن، صاحب مشروع روائي يستند على التراث، عاش الأديب جمال الغيطانى ـ رحل في مثل هذا اليوم عام 2015 ـ حياته ومشواره الأدبي متأثرا بأدب نجيب محفوظ حتى أنه ربطت صداقة كبيرة بينهما.
ولد الكاتب الأديب جمال الغيطانى عام 1945 بمركز جهينة محافظة سوهاج لكنه نشأ وتربى بحى الجمالية بجوار المشهد الحسيني وهو نفس المكان الذى نشأ فيه الاديب نجيب محفوظ فعاش مفتونا بهذه المنطقة التاريخية وتخرج من مدرسة النسيج بالعباسية.
مرحلة اليسار
اختاره الكاتب والمفكر اليساري محمود أمين العالم للعمل معه محررا ثقافيا بجريدة الأخبار وقت أن كان رئيسا لمجلس إدارتها، وفي عام ١٩٦٩ عمل الغيطاني مراسلا حربيا لـ أخبار اليوم فقام بتغطية حرب أكتوبر كشاهد عيان لها.
أسس الغيطاني جريدة أخبار الأدب لتصبح علامة في حياة مصر الأدبية، حتى أنه رأس تحريرها أربعة عشر عاما، وكتب خمسين كتابا أو أكثر، روايات، وأدب رحلات، وقصصا قصيرة، وأدبا عن الألم وتجربته مع المرض، كما قدم كتبا توثيقية وبرامج تليفزيونية عن آثار ومبانى وشوارع القاهرة القديمة.
نشر جمال الغيطانى أول قصة قصيرة في حياته باسم " الزيارة " عام 1959 ليستمر بعدها في نشر كتبه ومؤلفاته ومنها: أوراق شاب عاش منذ ألف عام ، هداية أهل الورى لبعض ما جرى فى المقشرة، ثم أصدر بعدها روايته " الزينى بركات"، وتتوالى المؤلفات بعدها "رحيل الخريف الدامى، حكايات الغريب، محكمة الأيام، اعتقال المغيب" وغيرها.
عامل السجاد
عن البداية الأدبية كتب جمال الغيطانى يقول: وبدأت حياتى صانع سجاد في منطقة خان الخليلي، بدأت علاقتي بالكتاب والثقافة مبكرا وأنا في المدرسة الإعدادية كنت أذهب في طريق العودة من المدرسة الى الشيخ تهامى صاحب مكتبة تستقر على رصيف الجامع الأزهر وبقروش صغيرة اقرأ كتب تاريخ الجبرتى وابن إياس وكتب التاريخ الفرعونى وألف ليلة وليلة والملاحم الشعبية، ثم جاءت مرحلة العمل الصحفى حيث بدأت مراسلا في الجبهة، وفى عام 1968 بدأت عملى بالصحافة بعد أن وجدت نفسى فى موقع يتيح لى أن أعيش أحداثا ساخنة يمر بها الوطن فبدأت عملى بالجبهة كمراسل وعشت حرب أكتوبر التي أفرزت عندى مجموعة " حكايات الغريب " وتحكي قصصا عشتها بنفسى أثناء حرب أكتوبر.
قدم جمال الغيطانى إلى عالم الأدب العربي روايات خلدت اسمه في عالم السينما والدراما، فمن أهم أعماله التي أنتجت السينما فيلم "أيام الرعب" الذي تم إنتاجه عام 1988، كان هو أول أعمال جمال الغيطاني الفنية، وتدور قصته حول عادة الثأر في الصعيد، جاء بعده أفلام:حكايات الغريب، كلام الليل،أما آخر أعماله الفنية فكانت فيلم "خمس نجوم" عام 2007، وفى الدراما قدم الغيطانى مسلسل الزينى بركات، سنوات الغضب، حارة الطبلاوى، حارة الزعفرانى وغيرها.
جوائز وأوسمة
تم تكريم الغيطانى عدة مرات كأديب وكمراسل حربى فمنح جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، جائزة العويس عام 1997، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس 1987.. جائزة لورباتليون، لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته " التجليات " وآخر هذه التكريمات حيث رشحته جامعة سوهاج لجائزة الدولة التقديرية عام 2007.