قبل التخلص من حياته.. آخر ما كتب طالب صيدلة الفيوم على صفحته
كتب طالب الفيوم المنتحر من أعلى كلية الصيدلة بجامعة الفيوم، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أنه يشعر هذه الأيام برفض من كل من حوله، وتراوده كثيرا أفكار انتحارية، بسبب هذا الشعور، رغم أنه كان من الطلاب الذين يتمتعون بنساك طلابي مميز، وكان آخر أنشطته تقديم حفل افتتاح المؤتمر السنوي لكلية الصيدلة الأسبوع الماضي.
كان الطالب المنتحر كتب علي صفحته منذ يومين: (اكتر شىء ممكن يدمر نفسية حد هوا الرفض الاجتماعي خصوصا من الأهل ومن الاصحاب اللي قريبة منه.
الفترة اللي فاتت عانيت من مشاكل صحية ونفسية غير مفهومة وحاجات تانية كتير خلتني شخص غير متزن نفسيا وبياجيلي افكار انتحارية لاني بقيت حاسس اني مش قادر اكمل
ممكن تقرأ الكلام ده وتقول كلام بوستات بس وازاي ممكن تراكم مشاكل اجتماعية ونفسية وصحية يعمل كدة.
بس صدقني دي اهم كلمة هتفرق في حياتك الاجتماعية اوعي تحسس حد انه مرفوض مهما كان بيعمل حاجات غلط)
التفاصيل
كان طالب بالفرقة الثالثة بكلية الصيدلة جامعة الفيوم ألقى بنفسه من أعلى مبنى الكلية، فلقي مصرعه، فور وصوله إلى مستشفى جامعة الفيوم، وتم التحفظ على الجثمان تحت تصرف النيابة.
بلاغ الي مدير أمن الفيوم
وكان اللواء ثروت المحلاوي مدير أمن الفيوم، قد تلقي إخطارا من إدارة الأمن بجامعة الفيوم، يفيد بأن الطالب، م م، بالصف الثالث لكلية الصيدلة، ألقى نفسه من أعلى مبنى الكلية، وتم نقله إلي مستشفي الجامعة، ولفظ أنفاسه الأخيرة أثناء تقديم الإسعافات الأولية له.
حالة نفسية سيئة
وأكد بعض زملاء الطالب المنتحر بكلية الصيدلة بجامعة الفيوم أنه يمر بحالة نفسية سيئة خلال الأيام الأخيرة، لكنه لم يفصح عن السبب لهم، وتحرر محضر بالواقعة، وتم العرض علي النيابة العامة التي صرحت بدفن الجثة بعد مناظرة الطب الشرعي، وإعداد تقرير تفصيلي عن وقت وأسباب الوفاة، كما طلبت تحريات إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الفيوم حول الواقعة، وإعداد تقرير مفصل بما أسفرت عنه التحريات، وتولت التحقيق.
تحذير الأزهر من الانتحار
وحذر الأزهر الشريف في وقت سابق من الانتحار مهما تراكمت الهموم والأحزان، قائلًا في بيان له: «مهما تراكمَت الشدائد على نفسك، وتراكمت الظلماءُ في طرقك، وشعرت بضيقٍ شديدٍ، وأحسست بأن اليأس تملكك ويأكل بقايا الأمل في روحك؛ أَبشر بفرج الله إليك».
مركز الأزهر للفتوى
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الإسلام يأمر بالحفاظ على النفس البشرية، بل جعلها من الضروريات الخمس التي يجب رعايتها، وهي: «الدِّين والنَّفس والنَّسل والمال والعقل»، مضيفًا في بيانه: "فقد اتفقت الأمة -بل سائر الملل - على أنَّ الشَّريعة وُضعت للمحافظة على الضروريات الخمس، وهي: الدِّين، والنَّفس، والنَّسل، والمال، والعقل، وعلمها عند الأمة كالضروري، ولم يثبت لنا ذلك بدليلٍ معين، ولا شهد لنا أصل معين يمتاز برجوعها إليه، بل عُلمت ملاءمتها للشريعة بمجموع أدلةٍ لا تنحصر في باب واحد، ولو استندت إلى شيء معين لوجب عادة تعيينه".
وشدد على أن الإسلام بذل الوسع في حفظ النفس مطلوب، ولو وصل الأمر في حالة الاضطرار إلى مواقعة محرم ليبقي على نفسه، ويحفظها من الهلاك، مضيفا أنه من العجيب أن يصل الحال بإنسان أن ينهى حياته بيده، وكأنها ملك خالص له، وكأن الموت سينهي معاناته ويريحه من كل مشاكله.
وأكد المركز أن المسلم مبتلى، والمؤمن الصادق يعلم أن هذه الدار ليست دار راحة، بل هي دار عناء وتعب، ومواجهة هذه المتاعب لا بد لها من إيمان ويقين، كما قال تعالى {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ}.