المدير السابق لمكتبة الإسكندرية: المكتبة مجمع ضخم احتضن افضل عقول فى العالم
قال الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ المدير المؤسس لمكتبة الإسكندرية، إن مكتبة الإسكندرية القديمة لم تكن مجرد مكتبة، بل مجمع ضخم احتضن أعظم عقول في العالم، وعلماء كبار حققوا إنجازات علمية من داخل المكتبة، ومنهم إيراتوستينس وكاليماخوس وإقليدس وأرخميدس، إلى أن احترقت مكتبة الإسكندرية بعدما كانت معقل الفكر في العالم كله على مدار ستة قرون.
وعن إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية، لفت إلى أنه تم وضع قانون رقم 1 لسنة 2002 لإنشاء مكتبة الإسكندرية لتكون نافذة العالم على مصر، ونافذة مصر على العالم، ومؤسسة رائدة في العصر الرقمي، ومركزًا للتعلم والتسامح والحوار والتفاهم؛ وأكد الدكتور إسماعيل سراج الدين أن مكتبة الإسكندرية فتحت أبوابها للزوار من جميع أنحاء العالم من يومها الأول، واهتمت بشكل خاص بالأطفال والشباب. وفي عام 2010 استقبلت مكتبة الإسكندرية مليون و400 ألف زائر سنويًا، و600 ألف قارئ في قاعات الاطلاع، وقدمت العديد من الفعاليات والمؤتمرات والمحاضرات ودورس الفنون للأطفال والبرنامج الصيفي ومعرض الكتاب.
وعن البعد الدولي، قال الدكتور إسماعيل سراج الدين أنه كان هناك إطار عام فكري يوجه شراكات مكتبة الإسكندرية وهو إطار متوسطي، عالمي، عربي، مسلم، إفريقي. كما قامت عدة مؤسسات دولية بفتح مراكز لها في المكتبة، إلى جانب وجود عدد كبير من الأصدقاء الدوليين للمكتبة في كل أنحاء العالم.
وأضاف سراج الدين أن المكتبة حققت إنجازات كبيرة على المستوى الدولي، فأصبحت عضوًا في اتحاد المكتبات الرقمية عام 2005، وشاركت في العديد من المشروعات الدولية الهامة ومنها المكتبة الرقمية العالميةWDL.
ولفت إلى المراكز البحثية التي أنشأتها مكتبة الإسكندرية انطلاقًا من هويتها المصرية المكونة من روافد مختلفة (مصرية قديمة، هلينستية، مسيحية، مسلمة، عربية، متوسطية، عالمية). وأكد أن المكتبة استطاعت أن تكون طرفًا هامًا في الطريق نحو المستقبل الرقمي، لكنها لم تنسى النشر والكتاب، وقامت بإصدار عدد كبير من المؤلفات والمطبوعات.
وتحدث سراج الدين عن التحديات التي تواجه المكتبات في عصر الانترنت، وأكد على أهمية خلق مساحات تشجع القراء والباحثين على القراءة والبحث والابتكار. وقال إن الذكاء الاصطناعي هو الذي يعيد تشكيل العالم الآن، ويجب على مجالات التعليم والبحث والمكتبات التكيف مع هذا الواقع الجديد.
وشدد على أن مستقبل المكتبات يكمن في قدرتها على حفظ التراث والتفاعل مع التطبيقات الجديدة لتكون قادرة على مواكبة التطور وبناء المستقبل.
جاء ذلك خلال احتفالية مكتبة الإسكندرية اليوم بمناسبة مرور 20 عامًا على افتتاحها، تضمنت محاضرة الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ المدير المؤسس لمكتبة الإسكندرية، وذلك بحضور عدد كبير من المسئولين والمثقفين والمفكرين والعاملين بمكتبة الإسكندرية.
جدير بالذكر أن الاحتفالية شهدت عرض لفيلم "مكتبة الإسكندرية في عشرين عام"، وتكريم للموظفين الذين أتموا عشرين عامًا من العمل المتصل بمكتبة الإسكندرية، وافتتاح معرض "مكتبة الإسكندرية في عشرين عامًا... إعادة الإحياء". واختتمت الاحتفالية بحفل أوركسترا مكتبة الإسكندرية.