كلمة قائد القوات الجوية
بمناسبة الذكرى 49 لانتصارات أكتوبر.. كلمة الفريق محمود فؤاد قائد القوات الجوية
تنشر فيتو نص كلمة الفريق محمود فؤاد قائد القوات الجوية، بمناسبة الذكرى ٤٩ على انتصارات القوات الجوية في معركة المنصورة الجوية في حرب أكتوبر، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد مع المحررين العسكريين والإعلاميين، والذي جاء كالتالي:
السادة الحضور.
يشرفني أن ألتقي بكم في ذكرى أيام خالدة سطر فيها نسورُ القوات الجوية أمجادًا وبطولاتٍ نعتز ونفتخر بهـا حين خاضوا فى يوم الرابع عشر من أكتوبر عام 1973 أطول معركة جوية عرفها التاريخ العسكري الحديث استمرت لأكثر من (53) دقيقة في سماء المنصورة تحدوا فيها المستحيل متسلحين بإيمانهِم بالله فتمكنوا من هزيمة العدو وإسقاط العديد من الطائرات وإجبارِه على الانسحاب ليكون يوم الرابع عشر من أكتوبر من كل عام عيدًا للقوات الجوية.
ويسعدنا أن نحتفل أيضًا بمرور (تسعين عامًا) على إنشاء القوات الجوية
لنتذكر بكل الفخر والاعتزاز قيام الطيارين المصريين بقيـادة أول خمـس طائـرات
طراز (تايجرموث) لمدة (سبعة) أيام ولمسافة (3000) ميل من المملكة المتحدة وصولًا لمطار ألماظة في يوم الثاني من يونيو عام 1932 ليكون هذا اليوم ميلادًا لسلاح الجو المصري.
وبالمشاركة في حروب تلك الفترة بدءًا من الحرب العالمية الثانية وصولًا إلى عدوان
يونيو عام 1967 ليظهر المعدن النفيس والأصيل لذلك الجيل العظيم الذي لم يستسلم بل تحمل المسؤولية بكل شرف آخذين على عاتقهم مسؤولية إعادة البناء والتدريب المستمر طوال ست سنوات وفى ظل أعمال قتال ضارية بحرب الاستنزاف مواصلين جهودهِم فى تنفيذ هجمات جوية لتدمير أهداف العدو في عمق سيناء والتصدي ببسالة للهجمات الجوية والتحركات البرية والقيام بطلعات جوية مؤثرة كبدت العدو الكثير من الخسائر فى قواته ومعداته.
وأعادت الثقة لمقاتلي القوات الجوية قبل حرب السادس من أكتوبر والتي افتُتحت بضربة جوية قاصمة وجهها نسور القوات الجوية إلى أهداف مختلفة في عمق العدو فأصابته بالشلل ومهدت للعبور العظيم لقواتنا المسلحة واستعادة أرض سيناء المقدسة.
إن رجال القوات الجوية هم أبناء ذلك الشعب العظيم الذين ساهموا في صنع أمجادِه وما زالوا يصونون مقدراتِه فتواصلت جهودهِم للقضاء على الإرهاب واقتلاع جذورِه داخل الوطن وخارج حدوده إن استدعى الأمـر ذلك للحفاظ على الأمن القومي وحماية حدود أرضنا المقدسة في أي زمان ومكان ليأمن كل مواطن على حاضِره ومستقبلِه بإذن الله واستمر تلاحم أبناء الشعب المصرى مع قواته المسلحة دفاعًا عن مقدرات الوطن فى ظل ظروف إقليمية ودولية عصيبة انتصر فيها بفضل الله جيش مصر لشعبها ونجح الشعب المصري في استعادة هويتِه بثورته المباركة في يوم 30 يونيو عام 2013.
ثم أصدرت القيادة السياسية وبرؤية ثاقبة وتقدير متوازن من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة التوجيهات بضرورة تطوير إمكانيات القوات المسلحة ومنها القوات الجوية مع تأكيد الأهمية الإستراتيجية لتنويع مصادر السلاح.
فشهدت القوات الجوية فى السنوات الأخيرة تطويرًا وتحديثًا هائلًا وغير مسبوق بالإنضمام المستمر لطرازات جديدة ومتطورة من الطائرات متعددة المهام والهليكوبتـر والأنظمة والمعدات المختلفة مما كان له بالغ الأثر فى زيادة قدرات وإمكانيات القوات الجوية لتكون قادرة على أداء كافة المهام ومواجهة كافة التحديات والتهديدات الحالية والناشئة واستمر التطوير في المجالات المختلفة بإنشاء وتطوير ورفع كفاءة القواعد الجوية والمطارات وطبقًا للمعايير العالمية.
فضلًا عن الطفرة الشاملة فى أعمال التأمين الفنى لكافة الطرازات المختلفة من الطائرات والهليكوبتر من خلال منظومات متكاملة وطبقًا لأعلى معايير الجودة والسلامة المتبعة في أكثر دول العالم تقدمًا وتمت أعمال التطوير والتحديث بالتزامن مع الإستمرار فى الإرتقاء بأسلوب ووسائل التدريب للضباط والأفراد فى كافة التخصصات ليكونوا قادرين على استيعاب تكنولوجيا الطيران ونظم التسليح المتقدمة من خلال تطوير مساعدات التدريب والمحاكيات بالإضافة إلى الحرص على الاشتراك في التدريبات مع الدول الصديقة والشقيقة في الداخل والخارج لأهمية ذلك فى تبادل الخبرات ومهارات القتال الجوى المختلفة كما حرصت القوات الجوية على تنفيذ مهام نقل المساعدات الإنسانية للدول الشقيقة والصديقة والتعاون مع الدول فى مكافحة الحرائق ومراقبة السواحل.
فأصبح بفضل الله لجيش مصر قوات جوية أبية تعمل على مدار الساعة وفى مختلف الظروف للوصول إلى أبعد مدى وفـي أسرع وقت لتأمين المصالح المصرية فى ظل كافة التحديات والتهديدات الراهنة قادرة على ردع كل من تسول له نفسُهُ تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها الدولة المصرية.
ويشرفنى أن أتقدم بخالص الشكر وعظيم التقدير لرجال القوات الجوية على الأداء المتميز والمستوى الراقى فى تنفيذ ما كلفوا به من مهام خلال الفترات السابقة وحتى الآن... كما أتقدم بتحية إعزاز وتقدير لكل من سبقونًا مـن القادة والضباط وضبـاط الصـف والجنـود الذين بذلوا قصارى جهدهم فى آداء عملهم ونقل خبراتهم العلمية والعملية للأجيال من بعدهم بكل إخلاص وصدق كما لن ولم ننسى ما قدمه شهدائُنا الأبرار من بطولات وتضحيات بأغلى ما يملكون فى سبيل الله لتحيا مصر بإذن الله في عزة وأمان.
إن رجال القوات الجوية الذين يعتزون بالإنجازات العظيمة التى تحققت فى ماضيهِم وحاضرهِم هم دائمًا موضع فخر واعتزاز لشعبهم يعاهدون الله أن يظلوا عند حسن الظن بهـِم وعلى أهبة الاستعداد دائمًا للذود عن سماء مصر وترابها المقدس ملتزمين بقيم ومبادئ العسكرية المصرية الأصيلة أوفياء ليمين الولاء لوطنهِم يحمون سماءه ويصونون مقدراتِه وكرامتِه.