تعزيز دور منظمة التحرير وتسهيل عمل حكومة الوحدة.. أبرز بنود اتفاق مصالحة الفصائل الفلسطينية.. وانتقادات لغياب آليات التنفيذ
أنهت الفصائل الفلسطينية، مساء أمس الأربعاء، حواراتها في الجزائر والتي تسعى للوصول إلى وثيقة وطنية تنهي الانقسام وتحقق المصالحة الفلسطينية، بالاتفاق على وثيقة الوفاق الوطني المقترحة من الجزائر.
وأكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الجزائرية مصطفى البرغوثي، أن "القوى الفلسطينية أنهت حواراتها بنجاح واتفقت على وثيقة الوفاق الوطني الجزائرية".
تعزيز دور منظمة التحرير
ودعا “إعلان الجزائر” إلى تعزيز دور منظمة التحرير، وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
كما يشدّد إعلان الجزائر على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية واعتبارها أساسًا للصمود والتصدي لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
ودعا إلى "اتخاذ الخطوات العملية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتكريس مبدأ الشراكة السياسية، مع مختلف القوى الوطنية الفلسطينية عن طريق الانتخابات".
كما أكد ضرورة تعزيز دور منظمة التحرير وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل، باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني".
وشدد إعلان الجزائر على تفعيل آلية عمل الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، لتسهيل عمل حكومة الوحدة، على طريق إنهاء الانقسام لمتابعة الانتخابات.
ونصت الورقة على انتخاب «المجلس الوطني» وفق الصيغة المتفق عليها والقوانين المعتمدة بمشاركة جميع القوى والإسراع في إجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في جميع المناطق الفلسطينية بما فيها القدس عاصمة فلسطين، وفق القوانين المعتمدة. كما تضمنت الورقة تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم الشرعية الدولية وتحظى بدعم مختلف الفصائل وتكون مهمتها الأساسية تنفيذ استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة الاحتلال، والأخذ في الاعتبار التطورات الخطيرة على الساحتين الإقليمية والدولية وتداعياتها على مستقبل القضية الفلسطينية.
وتطرقت الورقة، من بين أمور أخرى، إلى توحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية وتفعيل آلية العمل للأمناء العامين للفصــائل لتسهيل عمل حكومة الوحدة. وبحسب الورقة يتولى فريق عمل جزائري فلسطيني برئاسة الجزائر وبمشاركة عربية إشراف ومتابعة تنفيذ الاتفاق.
وقال ماهر مزهر، عضو وفد الجبهة الشعبية المشارك في الحوار الفلسطيني بالجزائر، في تصريح مقتضب، إن «الفصائل وقعت على مشروع إعلان الجزائر»، موضحًا أن «الإعلان عن الوثيقة الجزائرية، سيتم الخميس الساعة الخامسة مساءً، على أن يكون تنفيذ بنود الاتفاق خلال عام بحد أقصى».
وكانت جلسات «الحوار الوطني» في الجزائر جمعت 14 فصيلًا، فيما عُقدت أيضًا اجتماعات ثنائية بين حركتي «فتح» و«حماس».
وحضر الرئيس الجزائري جلسات الحوار في ختامها وحيّا المجتمعين.
تحويل الأقوال إلى أفعال
من جانبه، قال القيادي بحركة فتح الدكتور أيمن الرقب: "ما تم نشره حول ورقة المصالحة الفلسطينية في الجزائر، كلام جميل، ويحتاج لتحويل الأقوال إلى أفعال.
وأضاف أنه تضمنت الورقة تكفل الجزائر برواتب موظفي قطاع غزة التابعين لحركة حماس وهذا أمر كان معيقا دائما لإتمام المصالحة، لكن السؤال كم شهر ام كم سنة ستتكفل الجزائر بذلك؟، كما تضمنت مسودة الورقة تشكيل حكومة وحدة وطنية تعترف بالشرعية الدولية، وهذا مصطلح فضفاض قد يحمل بين طياته المطالبة بالاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي، وكلٌ سيفسر الأمر كما يشاء.
وتابع: الأمر الثالث هو إجراء الانتخابات في الداخل بما فيها القدس، وتنفيذ هذه الخطوة تحتاج لموافقة الاحتلال الإسرائيلي، والفصائل في السابق لم تحاول أن تجد آلية لإجراء الانتخابات في القدس بعيدا عن موافقة الاحتلال.
وأكد القيادي بحركة فتح الدكتور أيمن الرقب أن التجربة مع جولات المصالحة الفلسطينية تجعلني غير متفائل، فالارتباطات الإقليمية والدولية لبعض الفصائل قد تدمر كل ما كُتب وللدخول في مرحلة التنفيذ الحقيقي لأي اتفاق هو البدء في إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني لفلسطيني الخارج في المرحلة الأولى حتى التمكن من استكمال أعضاء المجلس بإنتخابات الداخل الفلسطيني عندما توضع الآلية المناسبة لتجاوز معيقات الاحتلال، وسيكون مجلس وطني منتخب لأول مرة منذ التأسيس عام 1964م.
وتابع: الانتخابات هي إحدى مراحل إنهاء الانقسام وإنهاء القطبية السياسية وتغيير النظام السياسي الفلسطيني الحالي، ولكنها ليس الخطوة الأخيرة.. المهم أن نبدأ وألا نعيد تجربة عام 2017 م.. التاريخ لا ينتظر ولا يرحم".
جدير بالذكر أنه تمّ التوقيع على الإعلان بحضور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون وممثلي الوفود الفلسطينية في قصر المؤتمرات، في العاصمة الجزائرية.
من جانبه، أكد الكاتب والباحث السياسي من غزة طلال عوكل، أن مسودة اجتماع الفصائل الفلسطينية بالجزائر لم تأت بجديد.
الأوضاع الفلسطينية
وأوضح أن الأوضاع الفلسطينية لم تشهد أي تغيير حتى تنجح المصالحة بين القوى الفلسطينية رغم مبادرة الجزائر مؤكدا أن الجزائر ترغب في تحسين القرار العربي بشأن القضية الفلسطينية لذلك سعت إلى تحقيق المصالحة.
وأشار إلى أن مسودة اجتماع الفصائل الفلسطينية في الجزائر تفتقد إلى آليات تنفيذها مخرجاته، مؤكدا أن كل الدول التي دخلت على خط المصالحة الفلسطينية لم تنجح.
حماس ترحب
ورحَّبت حركة حماس بـ"الجهود التي بذلتها الجزائر من أجل إنضاج اتفاق لتحقيق المصالحة الوطنية، بعد 15 عامًا من الانقسام الفلسطيني".
وقال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية: إن "مبادرة الجزائر تأتي في سياق مسئوليتها القومية وارتباطها الوجداني والتاريخي بالشعب الفلسطيني، ونحن مرتاحون حيال لقاء الجزائر والحوار بيننا خيَّمت عليه أجواء من الإيجابية".
الحوار بين الفصائل الفلسطينية
وانطلقت أمس الأول الثلاثاء، بالعاصمة الجزائر، جلسات الحوار بين الفصائل الفلسطينية مجتمعة، وفي مقدمتها حركة فتح وحركة حماس للتوافق على "رؤية الجزائر" الرامية إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي
وفي السادس من ديسمبر 2021، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون اعتزام بلاده استضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية، ولاحقا استقبلت الجزائر وفودا تمثل الفصائل الفلسطينية، قبل انعقاد المباحثات الموسعة التي توصلت لانجاز وثيقة الوفاق الوطني.