حكاية قضية ظلت في محكمة الأسرة 20 عاما.. رحلة البحث عن «بنت الأجانب»
داخل أروقة محكمة الأسرة وقف يبحث يمينا ويسارا، لا يدري في أي اتجاه يسير، يبحث عن المحامي الذي أعطاه أملا في العثور على نجلة أخيه بعد غياب 20 عاما.
عماد من أكبر عائلات محافظة بني سويف، تزوج من فتاة سويسرية بعد أن واجه رفض العائلة الارتباط بها، وانتهى به الأمر بوفاته أثناء بحثه عن نجلته.
بدأ سليمان حديثه قائلا: أخي الكبير له الفضل علينا جميعا وقف بجوارنا بعد شلل والدي حتي استكملنا تعليمنا، كما كان كفيلا بكل طلبات ومصاريف علاج والدي، لم يمل يوما أو يشكو، كان كل همه في الحياة تأمين مستقبلي أنا وإخواتي البنات، وخدمة والدي المسن القعيد، حتى وصل لسن 40 عاما بدون زواج.
واستكمل: طلبنا منه الزواج للاستقرار أكثر من مرة ولكنه كان يرفض كي يتفرغ لنا ولوالدنا حتى وصل لسن 40 عاما، وأصر والدي عليه بالارتباط، فوافق ولكنه طلب الارتباط بفتاة من أصل سويسري ولكنها تعيش في مصر، رفض والدي في البداية، ولكن أخي أصر وقال له "انا تعبت في حياتي كتير ودي اللي هتعوضني، مستخسر فيا ارتاح"، مضيفا: اضطر والدي بالموافقة على زواجه منها، وبالفعل تم الزواج.
بدأ حديثه قائلًا: أخي كان يعتقد أن طاقة القدر ستنفتح له إذا تزوج من فتاة سويسرية، ولكن الحياة كانت عكس ذلك نهائيا، كانت زوجته متمردة معترضة علي كل شيء، وتريد السفر خارج مصر والعودة لبلدها، وألحت عليها للسفر معها ولكنه رفض ترك أهله، وزادت حدة المشاكل بينهم، وتم الطلاق ولكن بعد إنجاب طفلة كان عمرها آنذاك 3 سنوات.
وأضاف: أخذت طليقة أخي الطفلة لأن الحضانة في صالحها، ورفع أخي دعوى لمنعها من السفر بالطفلة، ولكنها دبرت مكيدة بتغيير اسم نجلة شقيقي لتستطيع السفر بها للخارج، بالفعل نجحت في ذلك منذ حوالي 20 عاما.
ومنذ ذلك التوقيت وشقيقي يبحث عنها، سار في كل الطرق واتخذ كل الإجراءات، لم يترك طريقا فيه احتمالية لإعادتها الإ وسار فيه، إلي أن توفي بمرض السرطان، وقال وصيته لي ولوالدي بأن نبحث عن نجلته ونعطيها ورثها، وتعيش تحت كنفنا، ولكن الأمر لم يسر كما يرام، وكلنا محامين كثيرين ولكن دون جدوى، توفي والدي بعد شقيقي 3 شهور حزنا عليه، وتركوا لي حملا ثقيلا بوصية عهدت نفسي أمام الله أن أسعي لتنفيذها حتي آخر نفس في عمري.
واختتم قائلا: واليوم جئت محكمة الأسرة، بعدما قالي لي أحد المحامين أنه عثر علي سيدة بنفس اسم طليقة أخي في مصر، فجئت لأعرف آخر الأخبار.