"الموسيقى وتجديد طاقة الإنسان" على طاولة الأعلى للثقافة
عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي؛ ندوة: "الموسيقى وتجديد طاقة الإنسان"، والتي تنظمها لجنة تنمية الثقافة العلمية والتفكير الإبتكاري، ومقررها الدكتور محمود أبو النصر، بالتعاون مع لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه ومقررتها الدكتورة رشا طموم.
أبرز المشاركين
وأدار الندوة كلٌّ من: الدكتور محمود أبو النصر مقرر اللجنة ووزير التربية والتعليم الأسبق، والدكتورة رشا طموم، مقررة لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه، الأستاذ بقسم النظريات والتأليف بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان، وشارك بها كل من الدكتور خليل فاضل استشاري الطب النفسي، والدكتورة إيناس جلال الدين مدير عام البرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية، وعضو لجنة تنمية الثقافة العلمية، والدكتورة مروة يوسف الصياد، المدرس بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان.
بدأ الدكتور خليل فاضل حديثه بالإشارة إلى العلاقة بين الموسيقى والطب، وأثرها في تجديد الخلايا العصبية، إذ إن الموسيقى تجدد الخلايا، وكذلك تساعد على بناء خلايا جديدة، والخلايا العصبية هي أهم ما يمكن أن يحفظ طاقة الإنسان.
وأشار فاضل إلى العلاج بالموسيقى وكيف صار مستخدمًا على نحوٍ واسع، إذ ثبت أن الناس تتفاعل مع الموسيقى سواء بوعي أو بلا وعي، كما نرى في حفلات الموسيقى تلك الاستجابات التلقائية واللاوعية أو المعقدة، وخص بالذكر موسيقى موزارت لما لها من أثر خاص في العلاج.
وتساءل فاضل: هل يسبب تركيب الموسيقى في أنماطه المختلفة إطلاق طاقة في قشرة الدماغ؟ مشيرًا إلى أثر الموسيقى في توليد وتجديد وترميم الخلايا العصبية.
وتناولت الدكتورة مروة الصياد في ورقتها البحثية تأثير الموسيقى في جسم الإنسان وعقله ونفسيته، موضحة اقتران الموسيقى بالطب والعلاج منذ قديم الأزل، فقد اعتبر قدماء المصريين الموسيقى أمرًا مقدسًا، وكانت إيزيس هي الحكيمة التي تقوم بتطهير روح الإنسان من الأرواح الشريرة عن طريق آلة الستروم.
مشيرةً إلى أن فيثاغورس اكتشف العلاقات بين المسافات اللحنية لها نسب متوافقة أو متنافرة، وهو أول من وضع كلامًا علميًّا مكتوبًا عن أثر تلك المسافات اللحنية في الإنسان.
وذكرت الصياد الشامانية والبوذية اللتين اعتمدتا على الترانيم والغناء لطرد الطاقة السلبية ومعادلة طاقة الجسم.
كما أشارت أن الحضارة الهندية القديمة قد اعتمدت على الشاكرات، أي مراكز طاقة جسم الإنسان، وكانوا يرون أن للشاكرات علاقة بالسلم الموسيقي، وتطورت الأبحاث حول الشاكرات حتى صار هناك موسيقى خاصة بالشاكرات للتأثير في حالة الإنسان.
كما تطرقت إلى الحديث عن تأثير الموسيقى، ولا سيما موسيقى موزارت في الأطفال مرضى فرط الحركة ونقص الانتباه، إذ تبين أن هؤلاء الأطفال يستجيبون على نحو إيجابي، فقد ارتفع تركيزهم وتم التحكم في مزاجهم وتقليل الاندفاع لديهم وتحسنت مهاراتهم الاجتماعية.
وأضافت أن تأثير الموسيقى الكلاسيكية على جزيئات الماء التي تشكل نحو 60% من جسم الإنسان تأثير حيوي وفعال، وكذلك فإن الآلات الموسيقية والغناء لهما أثر في الخلايا السرطانية وفق دراسة العالمين فابيان مامان وهيلين جرايمال.
وتناولت الدكتورة إيناس جلال الدين الأثر السيكولوجي للموسيقى، وذكرت أن الفارابي من أقدم العلماء الذين أشاروا إلى أهمية الموسيقى وأثرها في النفس الإنسانية، إذ قسم الألحان إلى ملذة، ومخيلة، وانفعالية.
وأشارت إلى وجود ما يعرف بالاستجابة الخيالية التي تظهر عندما تثير الموسيقى خيال المستمع سواء كانت موسيقى آلية أو غنائية، كما أن الموسيقى لها قدرة غامضة على النفاذ إلى أعضائنا وأحاسيسنا؛ تمتزج بها وتؤثر فيها.