حكاية مؤثرة.. جمال شعبان يكشف سر وفاة طبيب المنوفية المتفوق قبل تسلم تكليفه
اتشحت مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد، لوفاة الطبيب المتفوق حديث التخرج عبد الرحمن صلاح، الذي كان أول دفعته في كلية طب المنوفية، وتم تعيينه نائب أمراض الجلدية بالجامعة، لكن فرحته لم تكتمل ولم يتسلم تكليفه، ليتوفى أمس الأحد، مخلفًا حزنًا شديدًا لأصدقائه وكل أهالي المنوفية.
وفاة طبيب المنوفية
وكشف الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي، عن السبب الأساسي لوفاة عبد الرحمن صلاح، الطبيب المتفوق، مؤكدًا أنه كان يعاني من ضعف بعضلة القلب، لكن مرضه لم يثنه عن التفوق في دراسته.
وسرد الدكتور جمال شعبان موقفا مؤثرا مع الطبيب المتفوق الراحل عبد الرحمن صلاح، عندما تواصل عبد الرحمن معه لمراجعة أدويته، وهنا سأل عبد الرحمن عن مصير حالته، ويبدو أن الطبيب الشاب كان يشعر بقرب لقائه بربه، فما كان من د. جمال شعبان إلا أن رد عليه قائلًا: "قلت له تفاءل خيرًا القلب بين إصبعين من أصابع الله"، وكانت آخر كلماته التي قالها آنذاك "ونعم بالله".
سر وفاة طبيب المنوفية
وبدأت القصة المؤثرة للطبيب المتفوق الراحل عبد الرحمن صلاح عندما كتب الدكتور جمال شعبان تدوينة عبر صفحته بالفيس بوك ناعيًا عبد الرحمن فقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللي في الصورة دا طبيب شاب حديث التخرج، كان الأول على دفعته طوال سنوات الكلية في طب المنوفية، والأول على دفعته أيضا، في الصعود للرفيق الأعلى".
وكشف عن سر وفاة عبد الرحمن بعد تخرجه من كلية الطب فقال "اللي في الصورة دا كان ملاكا يمشي علي قدمين، اختبره مولاه بضعف عضلة القلب Dilated Cardiomyopathy، فصبر وثابر وما ضعف وما وهن وما استكان، ولم يمنعه مرضه الشديد، واعتلال عضلة القلب، من التفوق الباهر".
آخر كلمات طبيب المنوفية الراحل
وعن آخر كلمات الطبيب الراحل عبد الرحمن قال جمال شعبان: "اللي في الصورة دا تواصل معايا علي الخاص ذات مرة لمراجعة أدويته، ثم سألني عن prognosis، يعني مصير حالته قلت له تفاءل خيرا القلب بين إصبعين، من أصابع الله قال لي ونعم بالله ثم دعا لي اللي في الصورة دا المولي اختاره لجواره وهكذا الطيبون يرحلون سريعا وإنا لفراقه لمحزونون المنوفية كلها زعلانة وأنا كمان".
وتابع جمال شعبان: "اللي في الصورة دا شهيد شباب الأطباء عريس السماء لسه متجوز منذ شهور قليلة، ما لحقش يفرح لا بنجاحه في الكلية ولا بجوازه.. اللي في الصورة دا دكتور عبد الرحمن صلاح.. يا رب تقبله شهيدا".
وبرغم صغر سنه، لكن طبيب الامتياز عبد الرحمن صلاح كان له أثر كبير في نفوس أصدقاءه وأهالي المنوفية، فالطبيب الشاب الراحل كان ملء السمع والبصر، كان يعاني من مرض اعتلال عضلة القلب، لكنه تفوق في دراسته بكلية طب المنوفية، تخرج العام الماضي وأصبح أول دفعته بالكلية، صارع المرض وكانت له أحلام عريضة، فتم تعيين عبد الرحمن في الجامعة نائبًا للأمراض الجلدية بطب المنوفية، كان ينتظر استلام تكليفة، لكن القدر كان الأسبق له.
حزن واتشاح بالسواد
وبعد صراع مع مرض اعتلال عضلة القلب الذي عاني منه، مؤخرًا بشدة، حيث جرى حجزه في العناية المركزة بالمستشفى الجامعي بشبين الكوم، توفى عبد الرحمن صلاح، قبل أن يحصد ثمرة تعبه وجهده، وتستعد أسرته اليوم لتشييع جثمانه لمثواه الأخير، وسط حزن شديد سيطر على مواقع التواصل الاجتماعي ومصر كلها.
وتخرج الطبيب الشاب عبد الرحمن صلاح، العام الماضي من كلية الطب، وأنهى عام الامتياز، كان عبد الرحمن يستعد لاستلام تكليف عمله الأيام المقبلة، لكن القدر لم يمهله، ليلقي ربه أمس الأحد.
ونعته نقابة الأطباء في المنوفية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية بالفيس بوك فقالت: "يتقدم مجلس نقابه أطباء المنوفية بخالص التعازي لوفاة الزميل الطبيب الشاب الخلوق عبدالرحمن صلاح، داعين الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ويلهم اهله وأحبائه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون".
وتداول أصدقاء الطبيب الراحل عبد الرحمن صلاح خبر وفاته بمزيد من الألم والحزن، ووصفوه بـ الشاب المحترم والمحبوب من الجميع، والمتفوق في دراسته، وأكدوا أنه كان سباقًا في تقديم المساعدة للأخرين.