أوبرا عايدة.. 150 عاما على الأسطورة الخالدة
في عام 1871 وتحديدا على مسرح دار الأوبرا الخديوية، قدمت لأول مرة أوبرا عايدة أحد أشهر العروض على مستوى العالم، وذلك بعدما ألف قصتها مارييت باشا عالم المصريات الفرنسي الشهير، وكتب نصها الغنائي "الليبرتو" جيسلا نزوني.
تكليف الخديوي
وبتكليف من الخديوي إسماعيل، أسندت مهمة وضع الموسيقى للعرض الشهير للموسيقار الإيطالي العالمي فيردي، وذلك مقابل 150 ألف فرنك من الذهب، وتكلف تصميم ديكور وملابس العمل في باريس وقتها 250 ألف فرنك.
تعذر التقديم الأول
وكان ينوي الخديوي تقديمها في حفل افتتاح قناة السويس ولكن بسبب تأخر وصول ملابس وديكور العرض من باريس، لم تعرض في الاحتفالية.
وعرضت وقتها فرقة عالمية إيطالية بدلا منها أوبرا "ريجوليتو" على مسرح دار الأوبرا.
وربما كان أحد أهم عوامل الجذب لأوبرا عايدة تتمثل في فترة تحضيراته التي استمرت لوقت طويل، بالإضافة إلى تعذر تقديمه في موعده الذي كان محددا له في البداية.
وقدمت أوبرا عايدة في أوروبا لأول مرة على مسرح لاسكالا في إيطاليا في فبراير 1872.
أسطورة مصرية
وأوبرا عايدة عبارة عن نص خيالي يتحدث عن شخص يدعى راداميس، ويجسد دور قائد الجيش المصري أثناء حربه مع الإثيوبيين، وينتصر عليهم، إلا أنه يقع في غرام أسيرة إثيوبية، ويمثل نموذجا لتفاعل المبدعين الأجانب مع التاريخ والحضارة الفرعونية، حيث تخلد انتصار المصريين على الأحباش.
كما تجسد الصراع بين الواجب والعاطفة حيث يقع قائد الجيش المصرى راداميس فى غرام الأميرة الحبشية عايدة بعد اسرها ومحاولة الفرار من فرعون مصر الذى اكتشف خطتهما وحكم على القائد راداميس بدفنه حيًا لتنتهى الأوبرا باستسلامه فى قبره الذى سبقته إليه عايدة.
وتتخلل القصة الدرامية الغنائية مناظر ولوحات راقصة وأغنيات موسيقية، متوزعة على 4 فصول تجسد الصراع بين الواجب والعاطفة.
مصر ولع فرنسي
الكاتب والمؤرخ الفرنسى روبير سوليه فى كتابه "مصر ولع فرنسى" أشار إلى أن الكثيرين لم يتوقفوا عن إسناد نص أوبرا عايدة إلى مؤلفين شتى، إن لم يكن الخديوى إسماعيل شخصيا صاحب مبادرة تأليفها، وقد ثبت اليوم انتساب هذا العمل إلى مارييت الذي كتب السيناريو وصمم الملابس وديكورات العرض فضلا عن وضع الخطوط العريضة لإخراج العمل الفنى.
ويتابع المؤرخ الفرنسي: "اختار مارييت باشا اسم عايدة عنوانا لعمله لما يحمله الاسم من دلالة مصرية، كما استلهم أحداثها من تاريخ مصر القديم، معطيا لنفسه حرية التحرك فى سرد أحداثها دون التقيد بفترة زمنية محددة، على الرغم من اتجاه البعض إلى ربط الأحداث بفترة حكم الملك رمسيس الثالث".
أوبرا عايدة في الجونة
واحتفالا بمرور 150 عامًا على عرضها الأول برعاية وتنظيم من محافظة البحر الأحمر وبالتعاون مع شركتي IEvents وRMC من مصر والبولشوي والمارينسكي ومسرح سان بيترسبيرج، تستعد مدينة الجونة إحدى المدن المتكاملة والمستدامة لشركة أوراسكوم للتنمية في البحر الأحمر، لاستضافة العرض الفني العالمي "أوبرا عايدة".
ويجري استضافة عرض "أوبرا عايدة" في مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة يوم 13 أكتوبر الجاري باستخدام وسائط الصوت والضوء الحديثة، بحضور لفيف من السفراء ونخبة من الإعلاميين والمشاهير.
أوبرا عايدة
وحتى اليوم تقدم أوبرا عايدة بصورة منتظمة في العديد من المحافل والمناسبات والاحتفالات، وتحظى بجماهيرية كبيرة، وتحرص دار الأوبرا المصرية على تقديم عروضها في برامجها الفنية.