مفاتيح الفراعنة.. التاريخ إن حكى.. 200 عام على فك رموز حجر رشيد.. و"وزيري": الحضارة المصرية لم تبح بكل أسرارها
احتفلت مصر مؤخرًا بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد؛ الذي قاد لاكتشاف رموز اللغة الهيروغليفية القديمة، وسبر أغوار ما تركه الفراعنة من كتابات ورسومات على جدران المعابد والمقابر، وأسس لعلم المصريات.
ويرجع اكتشاف حجر رشيد إلى مدينة رشيد، حين عثر عليه الضابط الفرنسي بيير فرانسواه بوشار خلال الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت (1798 – 1801)، وعقب العثور عليه، تم نقل الحجر إلى القاهرة، وأمر نابليون بونابرت بإعداد عدة نسخ منه ليدرسها المهتمون بالحضارة المصرية فى أوروبا بوجه خاص وفي فرنسا بوجه خاصة، وهو عبارة عن قطعة من حجر الديوريت بشكل ارتفاعه 113 سم وعرضه 75 سم وسمكه 27.5 سم ورسم مدينة ممفيس عاصمة مصر عام 196 في عهد الملك بطليموس الخامس (204 - 185 ق.م) ويحتوي على ثلاثة نصوص، النص العلوي كتب باللغة الهيروغليفية، والنص الأوسط باللغة الديموطيقية، والنص الأخير باللغة اليونانية القديمة.
وكتب نفس النص باللغات الثلاث مع بعض الاختلافات الطفيفة بينها، مما مكن العالم الفرنسى جيان فرانسوا شامبليون من تفسير اللغات المنقوشة على الحجر بعد مضاهاتها بالنص اليونانى ونصوص هيروغليفية أخرى، الأمر الذى شكل نقلة حضارية قادت إلى اكتشاف مفاتيح ما تركه الأجداد الفراعنة من تراث، ويضم 14 سطرا باللغة الهيروغليفية و32 سطرا باللغة الديموطيقية و54 سطرا باليونانية، ويرجع سبب كتابة نفس النص بثلاث لغات إلى أن الهيروغليفية كانت اللغة الدينية المقدسة متداولة فى المعابد، واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة الشعبية (العامية المصرية)، واليونانية القديمة كانت لغة الحكام الإغريق، وكان محتوى النص عبارة عن تمجيد لفرعون مصر وإنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر، وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة.
المزيد في السطور التالية:
اكتشاف الهيروغليفية
واكتشف شاملبيون أن اللغة الهيروغليفية لا تعتمد على أبجدية فقط، وإنما تقوم على علامات تعطي القيمة لحرف واحد وأخرى لاثنين وثالثة لثلاثة، وأكد استخدام المخصصات فى نهاية المفردات لتحديد معنى الكلمة، والنص المكتوب على حجر رشيد، هو عبارة عن بيان ومرسوم دينى سياسى يمجد فى بطليموس الخامس الذى كان يبلغ من العمر 13 عاما، واستمرت فترة حكمه لعام واحد.
“إن طيبة هى أجمل كلمة فى كل لغات الأرض”. عبارة قالها العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون، معبرًا عن حلمه منذ طفولته بزيارة مصر، بعد كشفه لرموز حجر رشيد عام 1822، والذى كان سببًا رئيسيًا فى فك رموز اللغة المصرية القديمة، ما ساهم فى نشوء علم المصريات.
من جانبه..أكد الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المتحف المصرى بالتحرير هو مقر الحضارة المصرية؛ مشيرا إلى أن علم المصريات بدأ منذ اكتشاف حجر رشيد فى ١٥ يوليو عام ١٧٩٩؛ وأنه منذ هذا التاريخ كان هناك محاولات عدة لترجمة الخطوط المكتوبة على حجر رشيد، مضيفًا أنه كانت هناك محاولتان لفك رموز حجر رشيد قبل نجاح العالم الفرنسى شامبليون فى فك رموز الحجر فى ١٤ سبتمبر عام ١٨٢٢ حيث استطاع أن يعرف الترجمة بالكامل، وتم الإعلان يوم ٢٧ سبتمبر يومًا لفك رموز حجر رشيد، مؤكدًا أن الاكتشافات الأثرية الحديثة، والتى تؤكد أن علم المصريات والحضارة المصرية لم تبح بكامل أسرارها حتى الآن.
نقلًا عن العدد الورقي…،