السر في التركيبة.. حكاية أقدم معصرة زيوت تعمل بالرحايا والدابة في قنا l صور
عند السير بالحواري الضيقة، تشتم عبق التاريخ عبر الجدران، تقف أمام ذلك الأثر القديم الذي يرجع تاريخ إنشائه إلي مئات السنين، تدخل الي المكان تجد دابة تدور حول النبات الأخضر الذي يتحول الي انواع مختلفة من الزيوت، تتساءل ما تلك الطريقة التي يدار بها هذا المكان واستخدام تلك الطريقة القديمة التي ترجع الي قرون، تجد الإجابة " أنها معصرة الحاج يونس، أقدم معصرة بالشرق الأوسط تنتج زيوت علي الطريقة الباردة باستخدام الرحايا والدابة التي تعمل لتشغيلها.
قصص من حكايات دفتر معصرة يونس
عند الدخول تجد خلية نحل تعمل من الساعة السادسة صباحا وتنتهي حتي مغيب الشمس، الكل يعمل دون كلل او ملل، لا شيء يهم العاملين سوي الجودة مهما كانت المشقة والتعب.
يقول ثروت محمود، أحد أبناء مركز قوص التي تقع بها المعصرة:" هذا المكان يعد أثرا حيث يبلغ تاريخه مئات السنين، يعمل بنظام القديم، وكانت تشتري منه الكثير من السائحين ومنهم من كانت تمتلك قدر كبير من الجمال، وكنا نلقبهم عندما نراهم بجميلات العالم يأتون من كل مكان في العالم بلغات ولهجات مختلفة ".
كما أضاف يحيى منصور، أحد أبناء مركز قوص:" كنا نسمع أن بعض انواع الزيوت كانت تطلب من المعصرة لزوجات ملوك ورؤساء العالم وكانت من بينهم زوجة الرئيس الراحل حسني مبارك “سوزان مبارك” وغيرها، وهناك أنواع زيوت لا تجدها في اي مكان وإن وجدت لا تكون بنفس الطريقة والسر في الخلطة والطريقة التي يتم العمل بها في داخل هذا المكان".
الرحايا والدابة لا تزال في معصرتي
ويؤكد الحاج محمد يونس، احد أبناء الحاج يونس، أنه يحتفظ بكل الأدوات التي كانت ولا تزال تعمل علي الطريقة القديمة التي توراثها عن ابا عن جد منذ مئات السنين ولن يتخلي عن تلك الطريقة مهما تطورت آلات وتغير نظام العمل.
وأشار إلى أن هذه الطريقة القديمة هي التي تميز هذا المكان العتيق، لافتا الي أن الجميع يأتي له من كل بلدان العالم حتي بعد ما مرت به السياحة ووباء كورونا وجدت العديد من القادمين لشراء الزيوت وهناك من كان يرسل في طلبها.
واختتم:" الزيوت التي عليها ختم الحاج يونس متداولة في كل العالم حتي وإن كنا لا نصدر الي البلدان لأننا لا نملك الأدوات التي تؤهلنا الي هذا الامر ".