رئيس التحرير
عصام كامل

يا رطب بلادنا.. "شجرة المحبة" حكايات الأجداد مع الأحفاد في الصعيد | صور

نخيل قنا
نخيل قنا

في هذا التوقيت من كل عام يتجمع أمام كل منزل عشرات الأطفال يصطحبهم الجد إلى حيث مكان أشجار النخيل التي تكون متواجدة في الكرم أو أمام البيوت القديمة أو حتى في غيطان الزراعات المتناثرة في مساحات كبيرة من الظهير الصحراوي.

يحمل الأطفال الجرادل ومعهم اقمشة متنوعة او البعض معه حصر من الحلف يفترشونها أسفل كل شجرة تخص العائلة، يجلس الأطفال وهم يتغنون بأغان متنوعة منها “يا طالعة الشجرة هاتي معاك حلوة.. يا رطب بلادنا يا حلو مسكر علينا.. هاتلنا المسكر يا جد يا مسكر”.

حكايات من قلب الصعيد الجواني

في ساعة العصاري يتجمع أسفل أشجار النخيل العديد من أهالي القرية ينتظرون السكر القادم من قلب الأشجار ممسكين بأيديهم الأطباق المصنوعة من الخوص.

 

يقول علي طاهر محمود، أحد أبناء مدينة قوص، في قرى مركزنا هذه عادة توارثناها منذ سنوات نجلس بهذه الشكل ويتجمع الأبناء والأحفاد والأجداد ينتظرون تقسيم محصول البلح الذي يتم جمعه في شجرة العائلة التي زرعت بارضهم منذ سنوات، وهذا بمنزلة يوم عيد لجميع أبناء القرية والنجوع المجاورة.

وأشار يحيى الطاهر محمود، أحد أبناء مركز قوص، أن هذه العادة تحدث سنويًّا مع موسم البلح ولا يمكن أن تتغير خاصة في قري ونجوع الصعيد الجواني، يتسامر الجميع يعزفون علي الربابة والبعض يمسك بمزمار ويتغني بعدد من اغاني التراث عن هذا الموسم.

شجرة العائلة الجميلة

ونوه صابر محمود علي، أحد أبناء قرية الحلة بمركز قوص، بأن الشجرة التي يتجمع حولها العديد من الاهالي من مختلف ابناء العائلة باعمار مختلفة تكون بمثابة حياة جديدة لهم، فالتجمع والأغاني وتناول الاكل وخاصة الاطعمة الصعيدية مثل الجبن والمش والعيش الشمسي والخس والطماطم والخضرة من الطبيعة والكل يتناول نفس الطعام مهما كان مركزة او عائلته يوم يتوحد فيه الطعام وهذه العادة تكون في قري ونجوع الصعيد الجواني الذي لا يزال يتمسك بعادات وتقاليد وإرث لا ينضب أبدًا.

واستطرد يسن علي محمد، أحد أبناء قرية الحلة بمركز قوص، أنني أتذكر جدي لأمي عندما كان يجمعنا بهذا الشكل ويذهب بنا إلى مكان الشجرة بجبلنا أو كما يطلق عليها بصعيد مصر “الحرجة" أو “الكرم” بحسب مكان الشجرة التي يكون زرعها الجد الأكبر ونجلس ننتظر جدي عندما كان يصعد وينزل البلح ويتم التقسيم علي جميع بيوت العائلة من تلك الشجرة ويصل طبق يتم توزيعه على البيت المجاور وهكذا يتبادل الجميع البلح في هذا الموسم.

الجريدة الرسمية