رئيس التحرير
عصام كامل

هزيمة جديدة لموسكو.. شاهد تأثير انفجار جسر القرم على القوات الروسية

جسر القرم
جسر القرم

أعلنت سلطات القرم، اليوم السبت، استئناف حركة المركبات على جسر القرم، وذلك بعد حادث التفجير الذي تسبب في تعطل الحركة عليه.

 

وتعرض جسر كيرتش الحيوي الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا لأضرار بالغة، إثر انفجار كبير وقع صباح اليوم السبت، وأدى لتوقف الملاحة حتى نهاية أكتوبر الجاري، وأسفر عن مقتل 3 أشخاص بحسب التحقيقات الروسية، التي وجهت أصابع الاتهام إلى أوكرانيا.

 

الطريق الأساسي

يعد جسر كيرتش طريقًا أساسيًا لنقل الإمدادات إلى المناطق التي سيطرت عليها روسيا في جنوب أوكرانيا وقالت اللجنة الروسية لمكافحة الإرهاب، إن الانفجار تسبب بتضرر مسارين من طرقات الجسر غير أن قوسه لم يتضرر.


واتهم رئيس مجلس القرم الموالي لروسيا فلاديمير كونستانتينوف، "أوكرانيين" بالوقوف خلف التفجير.

 

وعقب الانفجار الهائل، سارع عدد من المسؤولين الأوكرانيين للإشادة بالحادث، وأكدت وزارة الدفاع، أن انفجار جسر كيرتش وإغراق السفينة الحربية الروسية "موسكفا" يستهدفان سيادة موسكو في القرم بشكل مباشر. 


يعد الجسر الذي افتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 2018 ممرًا حيويًّا يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، كما يعد طريقًا أساسيًا لنقل الإمدادات إلى المناطق التي سيطرت عليها روسيا مؤخرًا في جنوب أوكرانيا. 



شاحنات الذخيرة والأفراد

ومنذ افتتاحه، اختصر الجسر المسافات الطويلة والمحفوفة بالمخاطر لنقل الإمدادات إلى جنوب أوكرانيا. وتنتقل عبره يوميًا عشرات الشاحنات المحملة بالإمدادات العسكرية والذخيرة والأفراد القادمة من القواعد العسكرية الروسية في شبه جزيرة القرم إلى ساحات القتال في جنوب أوكرانيا. ولطالما اعتبرته أوكرانيا هدفًا مشروعًا، كونه يقع ضمن أراضيها المحتلة في 2014. 

هزيمة جديدة

ورغم تشديد روسيا قبضتها الأمنية على المنطقة، ونشر منظومات صواريخ "إس 400" الدفاعية في محيط جسر كيرتش لصد أي هجوم محتمل، إلا أن الانفجار الأخير شكل هزيمة جديدة لروسيا، وإذلالًا للكرملين، بحسب "بي بي سي".

 

وبحسب صحيفة "الجارديان"، فإن الأضرار التي لحقت بسكة الحديد على جسر كيرتش تترك القوات الروسية في الجنوب مع خط إمداد وحيد، هو ذلك المقام بين كراسنودار وميليتوبول، وتخشى موسكو من استخدام ذلك الممر بشكل دائم، كونه يقع في نطاق الهجمات الأوكرانية.

 

ويشكل الانفجار مشكلة كبيرة للروس في الوقت الحالي، الذي يتطلب منهم تكثيف الدفاع في جنوب أوكرانيا بعد ضمها إلى روسيا، ومع ذلك فإن الانفجار لن يحول دون وصول الإمدادات إلى القوات الروسية في الجنوب بشكل مطلق، لأن روسيا لديها بدائل مختلفة، كالقوارب والسفن، والطرق البرية عبر ميليتيوبول والتي تصل بين القرم وجنوب أوكرانيا. 

 

يمتد جسر كيرتش على طول 19 كيلومترًا، واستغرق بناؤه عامين لربط روسيا بشبه جزيرة القرم، وبلغت تكلفته 7 مليارات دولار. ويبلغ ارتفاع الجسر عند قوسه المركزي 35 مترًا.

شبه جزيرة القرم

من ناحية أخرى نشر مستشار رئيس شبه جزيرة القرم على حاسبه عبر تيليجرام، أن شبه الجزيرة مؤمنة بالمواد الغذائية والمنتجات النفطية، ومرافق تخزين النفط الاستراتيجية ممتلئة.

 

وأفاد موقع روسيا اليوم، بأن كريوتشكوف أشار إلى إنشاء ممر بري جديد عبر مقاطعات زاباروجيا وخيرسون ودونيتسك ولوجانسك التي ضمتها روسيا مؤخرا.

 

جاء ذلك بعدما أدى انفجار شاحنة وما تبعه من حريق في جسر القرم فجر اليوم السبت، إلى توقف حركة السيارات والقطارات عبر الجسر.

 

وعلى إثر ذلك الانفجار أعلنت السلطات الروسية تعليق حركة القطارات من وإلى القرم حتى 31 أكتوبر  الجاري.

 

ومن جانبها نفت السلطات في شبه جزيرة القرم الأنباء عن تقييد حركة البضائع بعد انفجار الجسر صباح اليوم.

 

وفي السياق ذاته قالت وزارة الطاقة الروسية إن مخزون الوقود في القرم يكفي لمدة 15 يوما على الأقل.

 

وأعلنت الرئاسة الأوكرانية، اليوم السبت أن الانفجار الذي وقع عند جسر كيرتش أو ما يعرف بجسر القرم  أنه "البداية" مضيفة أن  "كل شيء غير شرعي يجب تدميره".

 

وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن الرئيس بوتين أعطى توجيهات عاجلة بإنشاء لجنة حكومية مرتبطة بحالة الطوارئ على جسر القرم.

وقال بيسكوف بهذا الصدد: "فيما يتعلق بحالة الطوارئ على جسر القرم تلقى فلاديمير بوتين تقارير من رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين ونائب رئيس الوزراء مارات خوسنولين ووزير الطوارئ ألكسندر كورينكوف ووزير النقل جينادي سافيليف، بالإضافة إلى رؤساء وكالات الطوارئ".

 

وتابع بيسكوف: "أصدر رئيس الجمهورية تعليماته لرئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة حكومية للوقوف على أسباب الحادث وإزالة تداعياته بأسرع وقت ممكن ويشمل القرار أيضًا رؤساء أقاليم كراسنودار وشبه جزيرة القرم وممثلين عن الحرس الوطني والمخابرات المركزية ووزارة الشؤون الداخلية".

الجريدة الرسمية