السيسي عن ذكرى المولد النبوي: نبراس ومنهج وقدوة تقوي عزائمنا وإرادتنا في بناء حياتنا ومستقبلنا.. نستلهم من سيرة النبي مواجهة التحديات بعمل دؤوب وكفاح مستمر
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: أتقدم بالتهنئة للشعب المصري والأمة العربية والإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، ففي هذا اليوم أشرق نور النبوة الخالدة على الإنسانية بأكملها، فكشف عنها غيوم الجهل والأوهام.
نموذجًا فريدًا في الفضيلة
وأضاف الرئيس السيسي: سلام الله وصلواته على نبينا الكريم، الذي كان نموذجًا فريدًا في الفضيلة، فلنجعل هذه الذكرى العطرة نبراسًا ومنهجًا وقدوة تقوي من عزائمنا وإرادتنا في بناء حياتنا ومستقبلنا..كل عام وأنتم بخير.
حفل المولد
واحتفلت وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية.
كما كرم الرئيس السيسي عددا من العلماء والمتميزين، فى احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف.
وقال الرئيس السيسى إن الاحتفال بذكرى المولد النبوى تمثل مناسبة طيبة فى التأمل فى جوهر ومقاصد رسالة سيدنا محمد السمحة واتخاذه قدوة فى الأخلاق الكريمة وكان أحسن الناس خلقا وأصفاهم نفسا وكان خير الناس لأهله وأزواجه وأبنائه وأصحابه.
الخلق العظيم
وأضاف السيسى خلال كلمته باحتفالية المولد النبوى الشريف أننا تعلمنا من الخلق العظيم فى سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم أن مجمل حياته كانت ترجمة حقيقية لأخلاق وقيم القرآن الكريم وأهم الدروس التي نستلهمها من سيرته مواجهة الصعاب والتحديات بعمل دؤوب لا ينقطع وكفاح مستمر بلا كلل أو ملل، حتى نستنفد جميع الأسباب والفرص المتاحة.
وقال الرئيس السيسي إن من أهم الدروس المستلهمة من سيرة النبي بذل الجهود والعمل والإنتاج بتفان وإخلاص ونحن نمضى معا فى طريق التنمية والبناء بمرحلة قوامها الإنتاج والعمل ولابد أن نقتدى بمسيرة النبى العطرة فى الجد والعمل.
وأضاف السيسى أن ضعاف النفوس يسعون إلى إثارة الفتن وزعزعة الاستقرار، مؤكدا أن الشائعات جريمة فى حق المجتمع، وما أحوجنا إلى الاقتداء بخلق الرسول الكريم فى التحقق من أى شائعات ومنع أى فتن.
وألقى الرئيس كلمة جاءت تفاصيلها.
اسمحوا لي في البداية أن أتوجه بالتهنئة لشعب مصر العظيم ولكافة الشعوب العربية والإسلامية بمناسبة ذكرى مولد النبي الكريم سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" داعيًا المولى "عز وجل" أن يعيد هذه الذكرى العطرة بالخير على الشعب المصري وعلى جميع المسلمين في كافة أنحاء الأرض، وبالأمن والسلام على البشرية جمعاء.
مولد خاتم الأنبياء والمرسلين
إن احتفالنا اليوم بذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين يمثل مناسبة طيبة للتأمل في جوهر ومقاصد رسالته السمحة واتخاذه قدوة في الأخلاق الكريمة وأن نكون جميعًا على دربه القويم حيث كان "صلى الله عليه وسلم" أحسن الناس خلقًا وأصفاهم نفسًا وأحسنهم معاملة، كان خير الناس لأهله، وخير الناس لأزواجه، وخير الناس لأبنائه، وخير الناس لأصحابه، وهو القائل "صلى الله عليه وسلم": "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
لقد تعلمنا من ذي الخلق العظيم، في سيرته العطرة أن مجمل حياته وأخلاقه، كانت ترجمة حقيقية وتطبيقية، لأخلاق وقيم القرآن الكريم وإن من أهم الدروس التي نستلهمها من سيرته "صلى الله عليه وسلم" هي مواجهة الصعاب والتحديات بعمل دؤوب لا ينقطع بكفاح مستمر بلا كللٍ ولا مللٍ حتى نستنفد جميع الأسباب والفرص المتاحة.
طريق التنمية والبناء
ولا يخفى عليكم، أننا نمضي معًا في طريق التنمية والبناء في مرحلة غاية في الأهمية تمر بها مصر في مرحلة قوامها العمل والإنتاج بتفانٍ وإخلاصٍ للوصول إلى آفاق جديدة للمستقبل المنشود لوطننا الغالي وما يتطلبه ذلك من إسهامات شعب مصر العظيم لاستكمال الطريق الصحيح الذي بدأناه، ودعمًا لجهود الدولة التنموية من خلال المشروعات القومية العملاقة في مختلف المجالات، على امتداد رقعة الوطن.
وأؤكد لكم أن المنهج الذي يجمع بين الإيمان واليقين في الله "سبحانه وتعالى"، والعمل المنظم والجهد المتواصل المبني على الأخذ بأسباب الحياة وقوانينها وتطورها لهو المنهج الرشيد، الذي حرص نبينا الكريم "صلى الله عليه وسلم" على ترسيخه وبثه في نفوس أصحابه الكرام وتعليمه لأمته "صلى الله عليه وسلم".
التكافل والتراحم
ما أحوجنا ونحن نحتفي بذكرى مولده "صلى الله عليه وسلم" أن نقتدي بأخلاقه "عليه الصلاة والسلام"؛ فنحرص على مكارم الأخلاق من الصدق، والأمانة، والوفاء بالعهود والمواثيق، والرحمة، والتكافل، والتراحم، وأن نترجم تلك المعاني السامية النبيلة إلى سلوك ودستور عملي، وواقع ملموس في حياتنا ودنيانا ونبتعد عن كل مساوئ الأخلاق التي لا تليق بنا، ولا بديننا، ولا بحضارتنا.
مواجهة الشائعات
كما يتعين علينا أن ننتبه في ذات السياق، إلى خطورة بث الشائعات فلقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) فالشائعات جريمة ضد أمن المجتمع وصاحبها آثم في حق نفسه دينه ومجتمعه ساعيًا إلى الاضطراب والفوضى؛ ولهذا يتعين علينا جميعًا الانتباه إلى ضعاف النفوس الذين لا يسعون إلى النقد البناء، بهدف التعمير والإصلاح، وإنما إلى إثارة الفتن والأكاذيب، بهدف الهدم والإفساد.
فإنني واثق كل الثقة في الله "عز وجل" وتوفيقه لمصر وشعبها وفي تحقيق آمالنا جميعًا، في بناء جمهوريتنا الجديدة التي نتمنى أن ينعم فيها شعبنا العظيم بحياة كريمة آمنة "بإذن الله تعالى.