عبد المجيد سليم.. 68 عاما على رحيل شيخ الأزهر السابق صاحب الرسالة الإصلاحية
تحل اليوم ذكرى رحيل الشيخ عبدالمجيد سليم شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية، والذي رحل في مثل هذا اليوم ٧ اكتوبر من عام ١٩٥٤ م الموافق يوم الخميس ١٠ صفر ١٣٦٤ ه بعد أن ترك رسالة إصلاحية واضحة للأزهر الشريف.
- ولد الشيخ عبد المجيد سليم فى قرية ميت شهالة - بمحافظة المنوفية- فى يوم الجمعة غرة شهر ذي الحجة 1299 هـ/ 13 أكتوبر 1882 والتحق الشيخ عبد المجيد سليم، بالأزهر الشريف، ونبغ فى علم الفلسفة حتى أنه اشتهر بين زملائه باسم "ابن سينا " حيث كان يحضر دروس الشيخ محمد عبده فى الرواق العباسي أشهر أروقة الأزهر لمدة خمس سنوات تلقى فيها "أسرار البلاغة " و"دلائل الإعجاز" لعبد القاهر الجرجاني، ودروس فى تفسير القرآن الكريم والمنطق.
- تأثر بالشيخ حسن الطويل وعرف منه أساليب عديدة في فنون الجدل والقياس لم تكن مألوفة لأنداده وتنبأ له بمشيخة الأزهر، ودرس الفقه على يد الشيخ أحمد أبى خطوة، لذلك تأثر - إلى حد كبير- بآرائه وفتواه بالإمام محمد عبده والشيخ أبى خطوة وسار على منهجهما مع التحرر المطلق من التقيد برأي معين أو مذهب خاص.
- نال شهادة العالمية من الدرجة الأولى عام 1326 هـ / 1908م.
- عاصر أحداث البلاد العظيمة وعاش فترة مشتعلة من تاريخ مصر، وكانت له مواقف مشرفة فى مواجهة الفساد الذي عاشته البلاد فى ظل النظام الملكي وأهمها عندما تلقى سؤالًا عن حكم الشرع فى رجل يراقص النساء ويشرب الخمر ويرتكب أعمالًا يحرمها الإسلام وكان المقصود بهذا السؤال ما يقام من حفلات ماجنة في قصور بعض الأمراء والأميرات ويحضرها الملك فاروق وأفتى الشيخ عبد المجيد فتوى جريئة دون مدارة أو تودد ولم يخف فى فتواه لومة لائم، مما أحدث دويا هائلا فى الأوساط السياسية والدوائر الرسمية واتصل الملك بالإمام محمد مصطفى المراغى وطلب منه أن يطلع على كل فتوى يصدرها الشيخ عبد المجيد قبل السماح بنشرها.
- نال عضوية جماعة كبار العلماء في 5 شعبان 1347هـ/16يناير 1929م.
- صدر الأمر الملكي رقم(71 لسنة 1929) بتعيينه شيخًا للسادة الأحناف.
- في سنة 1946م حاولت الحكومة المصرية على عهد الملك فاروق أن تتدخل في شئون الأزهر بفرض تعيين الشيخ مصطفي عبد الرازق دون الرجوع لعلماء الأزهر غير أن الشيخ عبد المجيد سليم وقف معارضًا بشدة على الرغم من التهديدات التي تلقاها من رئيس الديوان الملكي – وقتذاك – حيث أنذره بغضب الملك عليه، فكان رد الشيخ عليه بقوله: "هل تستطيعون الحيلولة بيني وبين المسجد" ؟ فقال رئيس الديوان: " لا. فأجابه الشيخ بقوله: "إنني ما دمت أتردد بين بيتي وبين المسجد فلا خطر علي" وقدم على الفور استقالته من منصب الإفتاء.
- صدر القرار بتوليه منصب المشيخة في 26 من ذي الحجة سنة 1369هـ/ 8 أكتوبر سنة 1950م.
- عندما أرادت الحكومة تقليص ميزانية الأزهر غضب بشدة وقال: "قصد هنا، وإسراف هناك"، وكان يقصد من قوله هذا: أن الحكومة تبخل على الأزهر بينما تمنح الجامعات ما تريد، غير أن أعداء الشيخ فسروا الكلام غير ذلك، فادعوا أنه يقصد إسراف الملك فاروق على رحلاته وسفرياته، الأمر الذي تسبب في إعفاء الشيخ من منصبه في 3 من ذي الحجة سنة 1370هـ /4 من سبتمبر 1951 م.
- عاد إلى منصبه كشيخ للأزهر مرة أخرى في 11 من جمادى الأولى سنة 1371هـ/ 10 من فبراير سنة 1952م، بعد أن تأكد الملك من حسن نيته، وظل بمنصبه حتى بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، فقدم استقالته في 28 ذي الحجة 1371 هـ / 17 سبتمبر 1952م. والتي حاول أن يثنيه عنها الوزير المسئول عن الأزهر فى تلك الفترة ( فتحي رضوان ) ولكنه أصر على موقفه وخلفه في مشيخة الأزهر الشيخ محمد الخضر حسين.
- توفي الشيخ عبد المجيد سليم بعد أن ترك رسالة إصلاحية واضحة للأزهر الشريف وذلك في يوم الخميس 10 صفر 1374 هـ/7 أكتوبر 1954م.