فكرى صالح شيخ مدربى حراس المرمى وأحد أبطال نصر أكتوبر يفتح خزائن ذكرياته.. تعرضت للإصابة وأحمل عضوية "المحاربين القدماء"
محمد الشناوى رقم واحد فى مصر.. و«عواد» اتظلم وأرفض هجومه على فيتوريا
مصر تحتاج لاستحضار روح أكتوبر التى نفتقدها الآن فى كل مناحى الحياة
لو الجوهرى موجود كان طرد أحمد الشناوى من المعسكر.. ومطمئن على حراسة المرمى بالمنتخب لهذا السبب
الجوهرى قاللى ابقى تعالى هنا واترحم عليا لو اتحاد الكرة سأل فى مشروعك
يلقب بشيخ مدربى حراس المرمى فى الكرة المصرية، وهو أحد أبناء القوات المسلحة المصرية، شارك فى حرب السادس من أكتوبر، حيث كان ضابطا برتبة نقيب فى سلاح الصاعقة، وتعرض للإصابة على جبهة القتال، كان أحد الركائز الأساسية فى الجهاز المعاون للجنرال الراحل محمود الجوهرى، وكان شريكا له فى التتويج بطولة الأمم الأفريقية 1998 ببوركينافاسو، كما عمل مساعدا له فى المنتخب الأردنى مدربا لحراس المرمى لسبع سنوات كاملة.. إنه الكابتن فكرى صالح صانع أسطورة عصام الحضرى الحارس التاريخى للكرة المصرية.. فتح مستودع ذكرياته لفيتو ودار معه الحوار التالى:
فى البداية حدثنى عن ذكرياتك مع حرب السادس من أكتوبر؟
فى الأول من شهر رمضان عام ٧٣ شاركت فى مباراة الزمالك والطيران، وكنت قد أنهيت دراستى بالكلية الحربية وأصبحت ضابطا، وفزنا بالمباراة 5/1، وبعد المباراة مباشرة استدعينا لوحداتنا بالقوات المسلحة، أنا والكابتن الراحل حمادة إمام، وعندما سألته رحمه الله عن سبب استدعائنا رد قائلا: لا تقلق أسبوع وهنرجع، ولكن بدأت الحرب بعدها بأيام يوم العاشر من رمضان، ومرجعناش غير بعد سنة كاملة بعد المشاركة فى الحرب.
وهل خضت الحرب فى جبهة القتال فى سيناء؟
نعم شاركت فى القتال بالفعل فى جبهة القتال على أرض سيناء الحبيبة لأننى كنت ضابطا فى سلاح الصاعقة، وتعرضت لإصابة، والآن أحمل عضوية جمعية المحاربين القدماء.
وماذا عن الراحلين محمود الجوهرى والكابتن حمادة إمام هل شاركا فى حرب أكتوبر؟
الكابتن محمود الجوهرى والكابتن حمادة إمام كانا أكبر منى سنا، وكان كل منهما قد وصل إلى رتبة المقدم، بينما أنا كنت ما زالت على رتبة النقيب، والراحل الجوهرى شارك فى الحرب بصفته ضابطا فى سلاح الإشارة، أما حمادة إمام فقد كان ضابطا فى المجموعة 13 بالمخابرات الحربية، وكان معنا أيضًا الكابتن أحمد عفت ولكنه كان منتدبا فى الكلية الفنية العسكرية.
وماذا تمثل لك حرب أكتوبر 1973؟
حرب أكتوبر هى حرب العزة والكرامة واستعادة مصر كبرياءها وريادتها عربيا وإقليميا، أما على المستوى الشخصى، فإننى أعيش طوال عمرى متستلهما حرب أكتوبر فى كل خطوة أخطوها فى حياتى العملية، ومن علمنى هذا هو الجنرال محمود الجوهرى.
ودعنى أؤكد لك أن استلهام روح أكتوبر كان كلمة السر فى النجاحات التى حققتها مع منتخب مصر تحت قيادة محمود الجوهرى، وخاصة الفوز ببطولة أمم أفريقيا 1998 فى بوركينافاسو، على الرغم من أن منتخب مصر لم يكن مرشحا للفوز باللقب.. روح أكتوبر هى التى كانت تمدنا بالنجاحات أنا والجوهرى.
وعلى ذكر روح أكتوبر وذكرى العبور التاريخى هل ترى أن هذه الروح ما زالت موجودة داخل مجتمعنا المصرى؟
للأسف الشديد، روح أكتوبر نفتقدها حاليا فى كل مناحى حياتنا، وحتى تتأكد من كلامى انظر إلى العلاقة السيئة حاليا بين جماهير الأهلى والزمالك ومسئولى الناديين، وحالة التراشق بين أنصار الفريقين على مواقع التواصل الاجتماعى، وغياب الروح الرياضية بين أغلب المتنافسين فى الرياضة المصرية، وبصفة خاصة كرة القدم.
روح أكتوبر العظيم بدأت بكلمة الله أكبر بدون تلقين، فبمجرد انطلاق طائرتنا الحربية وعبورها قناة السويس، هلل الجنود المصريين على الجبهة فى صوت واحد الله أكبر.. كان الشعب كله فى ظهر قواته المسلحة حتى أنه فى فترة الحرب لم تشهد جميع أقسام الشرطة على مستوى الجمهورية تحرير محضر واحد بين المواطنين بسبب مشاجرة أو خلافه، كما لم يحرر محضر سرقة واحد على مستوى الجمهورية.
هل ترى أن مصر تحتاج الآن لاستحضار روح أكتوبر؟
قولا واحدا.. مصر محتاجة الآن روح أكتوبر فى جميع المجالات لتحقيق النجاح ويجب أن نحترم بعض أهلى وزمالك والناس تبطل تشكيك فى كل إنجاز تقوم به القيادة السياسية.
متى بدأت علاقتك العملية مع الكابتن محمود الجوهرى؟
كنت أتولى تدريب حراس مرمى منتخب مصر الأوليمبى، مساعدا للهولندى رود كرول، وزارنا الجوهرى وقتها فى المعسكر، ليطمئن على حراس الزمالك، حيث كان وقتها مديرا فنيا لفريق الكرة بنادى الزمالك، وأثنى على أسلوبى فى تدريب الحراس، وبعد انتهاء مهمتى مع المنتخب الأوليمبى، ضمنى الجنرال لفريق المعاون، ولم أفارقه فى أي عمل حتى رحل عن عالمنا.
كيف رأيت استبعاد محمد عواد من المعسكر الأخير للمنتخب الوطنى؟
محمد عواد تعرض لظلم كبير من قبل البرتغالى روى فيتوريا، وكان يجب أن ينضم للمعسكر الأخير، لأنه كان أفضل حارس مرمى فى الدورى الممتاز فى آخر شهرين تقريبا، وأؤكد لك أن عواد كان وراء تفوق الزمالك على أسوان فى نصف نهائى كأس مصر، وهو أحد الأسباب الرئيسية وراء فوز الزمالك بمسابقتى الدورى وكأس مصر فى الموسم الأخير.
وكيف رأيت هجوم محمد عواد على الجهاز الفنى لمنتخب مصر بعد عدم انضمامه للمعسكر؟
لا أتفق مع عواد فى هجومه على روى فيتوريا، وكان عليه أن يصبر ويرد فى الملعب وأن يفرض نفسه على قائمة المنتخب الوطنى فى المعسكر المقبل، ولو كنت مكان فيتوريا لضممت عواد للمعسكر وأصبح معى 4 حراس.. إيه المشكلة.
وهل أحسن فيتوريا الاختيار بالنسبة لباقى الحراس؟
لا خلاف إطلاقا على وجود محمد الشناوى، فهو فى رأيى يبقى الأفضل فى الوقت الحالى، لأنه حارس ناضج ولديه خبرات كبيرة، وحقق الكثير من البطولات مع الأهلى فى السنوات الأخيرة بينها بطولتان لدورى أبطال أفريقيا، وأحمد الشناوى استعاد الكثير من مستواه بعد العودة من الإصابة، وقدم عروضا ممتازة مع بيراميدز، ونفس الكلام ينطبق على محمد صبحى الذى أعتبره حارس المستقبل ومعه محمود جاد حارس إنبي.
ودعنى هنا أوجه سؤالا للبرتغالى فيتوريا.. فعندما تنطلق مسابقة الدورى سيكون محمد عواد هو الحارس الأساسى للزمالك، وسيكون محمد صبحى هو الحارس الاحتياطى.. فمن سيضم فيتوريا وقتها لصفوف المنتخب الحارس الأساسى محمد عواد أم سيضم الحارس الاحتياطى محمد صبحى؟
وكيف رأيت المشكلة التى افتعلها أحمد الشناوى فى المعسكر الأخير للفراعنة بسبب القميص رقم واحد، ثم مطالبته بشارة الكابتن فى غياب محمد صلاح؟
إذا كان هذا قد حدث بالفعل من أحمد الشناوى فهو سلوك مرفوض من اللاعب، والكابتن محمود الجوهرى كان حاسما فى مثل هذه المواقف، حيث كان لا يتردد فى استبعاد اللاعب من معسكر المنتخب فورا أي كان اسمه.
أذكر أن الجوهرى استبعد عصام الحضرى فى أحد المعسكرات بسبب سلوك مشابه.
بالفعل، قام الجنرال باستبعاد عصام الحضرى من صفوف المنتخب بسبب اعتراضه على عدم المشاركة أساسيا فى أحد المباريات، وقعد فى بيتهم 9 شهور كاملة، وكان ذلك قبل بطولة أمم أفريقيا 1998 ببوركينافاسو، وحتى عندما ذهبنا إلى البطولة كان نادر السيد هو الحارس الأساسى والحضرى احتياطيا، ولكن الحضرى استوعب الدرس بعدها وأصبح أفضل حارس فى تاريخ مصر.
على ذكر الحضرى من تراه خليفة عصام الحضرى حاليا؟
من الصعب جدا أن تجد حارس مرمى فى مصر حاليا يمكن أن تصفه بأنه خليفة الحضرى، ولغة الأرقام تؤكد كلامى، فالحضرى توج أربع مرات بلقب أفضل حارس فى بطولة أمم أفريقيا 2006 و2008 و2010 و2017 فى الجابون، كما أنه شارك فى كاس العالم 2018 وقدم أداءا رائعا رغم خروجنا من الدور الأول.
كيف ترى ظاهرة استمرار حراس مرمى فى الملاعب حتى سن 45 عاما و47 عاما؟
بالطبع ظاهرة إيجابية ورأينا ما حققه الحضرى ومحمد عبد المنصف، ولكن بشرط أن يكون الحارس قادرا بالفعل على الحفاظ على مستواه.
ولكن ألا ترى أن هذا يقلل من حظوظ الحراس الصاعدين فى الحصول على فرصتهم؟
هذا ليس صحيحًا، “أنت هنا بتتكلم فى حالتين أو تلاتة، ومش هتلاقى تانى الحضرى ولا عبد المنصف ولا الشناوى”.
هل أنت مع سياسة الدور فى الدفع بحراس المرمى؟
بالطبع لا، مفيش حاجة اسمها الدور فى مركز حراسة المرمى، وطالما أن الحارس الأساسى يؤدى بشكل طيب يجب استمراره فى تشكيلة الفريق، والدليل على ذلك أن نوير حارس المنتخب الألمانى يحرس مرمى ألمانيا منذ سنوات وغيره العشرات من الحراس حول العالم.
هل أنت مطمئن على مستقبل حراسة المرمى فى مصر؟
مطمئن جدا حاليا مصر ممتلئة بالكثير من الحراس الجيدين، والأهم أن مدربى الحراس أغلبهم حاليا شغالين بأسلوب علمي.
أين فكرى صالح من اتحاد الكرة؟
كنت تقدمت لمسئولى اتحاد الكرة بمشروع كبير أعددته بأسلوب علمى لتطوير منظومة حراسة المرمى داخل المنتخبات الوطنية والأندية المصرية، من أجل تنفيذه داخل الإدارة الفنية للاتحاد ولكن للأسف كان مصيره ظلمة الأدراج.
وهنا تحضرنى واقعة طريفة حيث جمعتنى جلسة مع الجنرال محمود الجوهرى، فى الاستراحة الخاصة بى فى منطقة فايد بالإسماعيلية، وأطلعته على مشروعى، وأننى بصدد عرضه على مسئولى اتحاد الكرة، فرد عليَّ الجنرال وقتها قائلًا: “شايف النصب التذكارى اللى قدامنا هناك ده.. فقلت له أيوه شايفه.. قاللى ابقى تعالى هنا لو حد سأل فيك فى اتحاد الكرة وبص للنصب التذكارى ده وقول الله يسامحك يا كابتن جوهرى، ولو محدش سأل فيك، قول الله يرحمك يا كابتن جوهري”.
وهل قمت بعرض هذا المشروع على المجلس الحالى برئاسة جمال علام؟
«ضاحكًا»: “نفر نفر”، حتى أننى عرضته على وزير الرياضة أشرف صبحى، ومازلت أترحم على الكابتن الجوهرى كلما ذهبت إلى استراحتى فى فايد.
وهل فقدت الأمل فى تنفيذ مشروعك؟
بالطبع لا، لأننى أنفذه حاليا بشكل جيد داخل قطاع الناشئين بنادى زد تحت إشراف المدرب القدير علاء نبيل رئيس قطاع الناشئين فى النادى، والقطاع كله يعمل بشكل علمى وسيحقق نهضة كبيرة فى كرة القدم المصرية فى السنوات القليلة القادمة.
نقلًا عن العدد الورقي…