رئيس التحرير
عصام كامل

روبرت فيسك: الغرب لم يعد قادرا على فرض إرادته في الشرق الأوسط


قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقال له بصحيفة إندبندنت البريطانية: " إن العالم بارك التغير في مصر، ولكنه يدرك الحقائق"، وقال الكاتب البريطانى في مقاله بصحيفة "إندبندنت": إنه بالنظر إلى ما حدث بالعراق والتورط الأمريكى هناك، والانسحاب من أفغانستان، وما حدث للقوة متعددة الجنسيات في بيروت عام 1984 وعندما نتذكر الحرب البريطانية في عدن عام 1967 وكذلك الدور البريطانى في فلسطين وحرب الفرنسيين في الجزائر عام 1962، فإننا نشعر بالخزي من تدخلنا الفاشل كغرب وتراجعنا في ذل وخزي.


وأضاف فيسك أن سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مبنية على الحطام الهائل لسياسة سلفه بوش، فقد مد أوباما يده لإيران ولكنها عضدت يده.

وتابع فيسك: وقال أوباما إنه يؤيد مبارك، ثم أعرب عن تأييده للرئيس المصري محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان، بعد فوزه بالانتخابات، وأيد توني بلير الجيش المصري للإطاحة بمرسي ودعم ما قام به الجيش لإنقاذ مصر من الفوضى، ولكن الآن بعد الاستماع إلى وليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الأمريكي للولايات المتحدة، الذي أكد أن واشنطن لا تحاول فرض نموذج في مصر، فقد أكدت زيارته على أن الولايات المتحدة تفضل القادة العسكريين عن الديمقراطيين، وباركت دول الخليج "المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعمان" دول الحكم الملكي المستبد، الإطاحة بمرسي.

وأشار فيسك إلى أن أمريكا بدت وكأنها لم تعد لديها الرغبة في اتخاذ موقف أخلاقي مع أصدقاء المنطقة باستثناء إسرائيل التي تدعمها السياسة الأمريكية ولا تحتمل شيئا يزعج الإسرائيليين.

فلقد اتخذ الاتحاد الأوربي قرارا بشأن إسرائيل وتوقيف مجال التعاون في المستقبل مع إسرائيل، ووقف تمويل المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، ورفض الاستعمار الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان لأنه غير قانوني ما أغضب الإسرائيليين بشدة وأصابهم بالإحباط من أوربا.

وقالت ساندرا دي ويل القائمة بإعمال إسرائيل بالاتحاد الأوربي التي جعلت كلماتها تقطع قلوبنا إن إسرائيل ليس لديها حل سوى بناء المستوطنات لتعثر عملية السلام واستخدام المستوطنات كموقف سياسي.

ولكن في حقيقة الأمر أنه لأمر مهين عندما يذكر السلام وهو غير موجود، إلا في عقول الاتحاد الأوربي، وأوباما يعتقد أن من يستعمر الناس يمكن أن يصنع السلام، فنجد نتنياهو لم يهتز من موقف الاتحاد الأوربي وقال إنه لن يقدم على الإملاءات الأوربية.

ويرى فيسك أن المشكلة تكمن في أن كل شيء أصبح في تراجع ولكن بذل وبطريقة مخزية وأصبح الجبن وسيلة ولم يعد لدينا السيف كغرب لنظهر قليلًا من الشجاعة ونملى إرادتنا في المنطقة.
الجريدة الرسمية