خبير بترولي يكشف تأثير قرار أوبك بخفض الإنتاج على أسعار البنزين في مصر
قرر تحالف أوبك بلس خلال اجتماعه أمس خفض الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا، ما تسبب في حالة من التخبط الشديدة داخل أسواق النفط فور إعلان القرار.
وقال مدحت يوسف خبير الطاقة ونائب رئيس هيئة البترول الأسبق: إن قرار أوبك بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا جاء مفاجأة لأمريكا وحلفائها وهم كبار مستهلكي النفط، من حيث ضخامة التخفيض من ناحية وعدم الرضوخ للتهديدات أو رجاء الغرب من ناحية أخرى.
وتابع يوسف: أما من ناحية أوبك، فجاء الخفض بعد دراسات مستفيضة من قبل اللجنة الفنية المنبثقة من دول أوبك، واستقراء موقف السوق العالمي للنفط وموقف المخزون لدي الدول المستهلكة للنفط ولذلك كان هناك سرعة في تطبيق القرار في بداية نوفمبر المقبل.
وأكد يوسف أن القرار جاء بعد الضغط الأمريكي والدول الكبرى المستهلكة للنفط على أعضاء أوبك خاصة بعد مؤامرة أبريل ٢٠٢٠ التي أطاحت بأسعار النفط العالمية ، وانهارت إلى حدود أقل من ١٠ دولارات، وعرضت السعودية نفطها في تلك الفترة بسعر ٨ دولارات فقط مع فتح سقف الإنتاج عند ١٣ مليون برميل يوميا، وانهارت البورصات العالمية التي تسيطر عليها دول الغرب ما أدى إلى انهيارات اقتصادية كبيرة لدى الدول المنتجة للنفط.
وأشار إلى أن ذلك هو الدافع القوي لدى أعضاء أوبك بالحفاظ على أسعار مناسبة للنفط، وإقرار حالة من التناسب بين العرض والطلب بصورة مستمرة، وبقرارات فعالة للحفاظ علي سوق النفط عالميا.
وتابع الخبير في مجال الطاقة إن القرار نتج عنه زيادة بدأت بالفعل في أسعار النفط فور إعلان اجتماع اللجنة الفنية ليصل الي ٩١ دولارا للبرميل ، وبعد إعلان قرار المجموعة الوزارية لأوبك، بالتخفيض ارتفع لمستوى ٩٣ دولارا، ومتوقع المزيد من الارتفاع إلا إذا قامت الدول الكبري المستهلكة بسحب كميات كبيرة من المخزون النفطي لديها لعودة استقرار الأسعار أو استمرار الارتفاع الكبير على ارتفاعات قياسية في أسعار البنزين والمحروقات في دول العالم.
سعر البنزين في مصر
وجاء قرار أوبك بالتزامن مع انتظار ملايين المصريين قرار لجنة تسعير البنزين وباقي المواد البترولية حول الأسعار الجديدة للبنزين لمدة ٣ شهور مقبلة.
وفي السياق ذاته أكد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن تحالف "أوبك بلس" مهتم بالوفاء بالتزاماته التي قطعها تجاه الاقتصاد العالمي، مؤكدًا أن المجموعة ستبقى قوة محورية في تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان "أوبك بلس" خفض الإنتاج بمقدار 2 مليون برميل يوميا.
وقال وزير الطاقة السعودي، في مؤتمر صحفي أعقب اجتماع التحالف مع عدد من وزراء الدول الأعضاء: "سنواصل القيام بواجبنا تجاه الاقتصاد العالمي بهدف تحسين وضع المستهلكين والمنتجين"، على حد قوله.
وأردف الأمير عبدالعزيز بن سلمان قائلا: "سوف نظهر لكم الآن وحتى في مرحلة لاحقة بأن الأمر تم من منطلق اهتمامنا بالتزاماتنا التي قطعناها"، وتابع: "ستعمل "أوبك بلس" كقوة محورية لتحقيق استقرار وتعزيز ودعم الاقتصاد العالمي"، على حد تعبيره
وأضاف الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قائلا: "حجم حالة الضبابية الموجودة حاليًا أمر لم أشهده طيلة 3 عقود من خبرتي في هذا المجال"، حسب قوله.
وقال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، في إطار تأكيده على أن النفط ليس المؤثر الرئيسي على الوضع الاقتصادي حول العالم: "الغاز والسلع الأخرى تؤثر بشكل أكبر على الاقتصاد العالمي من النفط"، حسب قوله.
كانت "أوبك +" أعلنت في أمس الأربعاء، أنها ستخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، وهو أكبر خفض منذ بداية وباء كورونا، في خطوة تهدد بدفع أسعار البنزين للارتفاع قبل أسابيع فقط من انتخابات التجديد النصفي الأمريكية