سر التصعيد المفاجئ في إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية
اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الخميس، أن كوريا الشمالية صعدت في الأيام الأخيرة عمليات إطلاق الصواريخ البالستية بشكل كبير نظرًا لانشغال الولايات المتحدة بالحرب في أوكرانيا، ولإظهار مدى التقدم الذي أحرزته في هذا المجال.
أسلحة النظام
وقالت الصحيفة: كما هو الحال مع أي عرض رئيس آخر للقوة العسكرية لكوريا الشمالية، فإن التوقيت والسياق لا يقلان أهمية عن أي مؤشر على أن أسلحة النظام أصبحت أكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية وأكثر تهديدًا.
وأضافت: لكن هناك أسبابًا مقنعة لاختيار بيونج يانج هذه اللحظة لإطلاق صاروخ، يعتقد أنه صاروخ هواسونج -12، قادر نظريًا على ضرب قاعدة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ.
تقدم تكنولوجي صاروخي
ورأت الصحيفة أن الصاروخ الأخير الذي عبر الأجواء اليابانية، كان تذكيرًا بأن تكنولوجيا أسلحة كوريا الشمالية تتقدم، بعد أن حلق أبعد من أي صاروخ آخر حتى الآن، كجزء من عرض أوسع لقدرات النظام الباليستية.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادر في الأمم المتحدة إلى أن كوريا الشمالية أجرت 8 عمليات إطلاق صواريخ في 10 أيام و40 تجربة منذ بداية العام.
وأعربت عن اعتقادها أنه سيكون من الخطأ التقليل من الغضب المتصاعد في كوريا الشمالية إزاء استئناف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التدريبات البحرية الواسعة النطاق، التي تعتقد بيونج يانج أنها مناورات غزو، وبعد زيارة نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، للمنطقة الحدودية بين الكوريتين.
عدم استقرار عالمي
وقالت الصحيفة: من الناحية الاستراتيجية، فإن سلوك بيونج يانج الأكثر حزما هو نتيجة لحالة عدم الاستقرار السياسي العالمي التي منحتها فرصة لاستفزاز جيرانها دون خوف من الدعوات إلى توسيع العقوبات بحقها.
وأوضحت الصحيفة أن حرب أوكرانيا لم تصبح مصدر إلهاء للرئيس الأمريكي جو بايدن فحسب، بل فتحت الباب أمام علاقات أوثق بين بيونج يانج وموسكو، فيما أتاح النشاط العسكري الصيني الأخير في مضيق تايوان لكوريا الشمالية استغلال التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين.
وأضافت الجارديان: يبدو أن أيام الوحدة القوية التي ظهرت في عام 2017 بين جميع أعضاء مجلس الأمن في فرض عقوبات شديدة على كوريا الشمالية انتهت، وكان هذا واضحًا في مايو الماضي عندما استخدمت الصين وروسيا حق النقض ضد قرار يفرض عقوبات جديدة على النظام الكوري الشمالي.
استفزازات خطيرة
ورأت الصحيفة أن هذا الانقسام يعني استفزازات أكثر خطورة تلوح في الأفق إذ تستمر كوريا الشمالية في استغلال أزمتي أوكرانيا وتايوان وشلل مجلس الأمن لدفع وضعها كدولة نووية شرعية لها القدرة على استهداف البر الرئيس للولايات المتحدة بصاروخ باليستي عابر للقارات مسلح نوويًا.
ولفتت الصحيفة إلى تحذيرات لمسؤولين أمريكيين وكوريين جنوبيين منذ شهور من أن التجربة النووية السابعة لكوريا الشمالية باتت وشيكة، بينما تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن السؤال الوحيد الآن أصبح يتعلق بالتوقيت.
ونقلت الصحيفة عن المحلل في مؤسسة "راند" الأمريكية للأبحاث سو كيم، قوله “في هذه المرحلة، يبدو أن عودة كيم إلى الوراء ووقف الاستفزازات الخطيرة، تأتي بنتائج عكسية على مصالحه، وما تبقى لدى كوريا الشمالية هو التجربة النووية السابعة التي طال انتظارها”.