الفيوم تقيم أمسية فنية احتفالا بعيد نصر أكتوبر
شهد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، مساء اليوم الأربعاء، الاحتفالية التي نظمها فرع ثقافة الفيوم، بمناسبة الذكرى 49 لانتصارات أكتوبر المجيدة، والتي أقيمت على مسرح مجلس مدينة الفيوم.
برنامج الحفل
تضمن الحفل عرض أوبريت "على اسم مصر" بمشاركة الفرقة القومية للموسيقى العربية، وفرقة الوتريات، وفرقة مسرح الطفل، ثم قصيدة عن الشهيد للطفلة "لما" حفيدة أحد الشهداء.
وخلال الحفل كرم محافظ الفيوم، والمستشار العسكري للمحافظة، عددًا من أُسر شهداء حرب أكتوبر، والتقط معهم الصور التذكارية بهذه المناسبة العزيزة على قلوب المصريين.
عزيمة المصريين
وأكد محافظ الفيوم، أن ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة عام 1973 تمثل تجسيدًا حيًّا لإصرار وعزيمة الشعب المصري الذي تحدى المستحيل، وسجلت قواته المسلحة الباسلة صفحة جديدة من الفخر والعزة لمصر والأمة العربية تحرير سيناء.
سيناء المقدسة
تعتبر أرض سيناء، أرض المقدسة، هي الأرض التي تجلى عليها رب العزة وأقسم بها، مر الأنبياء عليها، وزادها الله قدسية على قدسيتها، فهي الأرض المباركة والبقعة الغالية على قلب كل مصري، كما أنها المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقاراته وحضاراته، وهي محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا وبين الشرق والغرب.
لقد قُدر لمصر، بحكم موقعها الجغرافي ومكانتها، أن تُصبح قبلة العالم على مدار التاريخ، فمصر "المكان – والمكانة"، تتوسط العالم وتربط قاراته ببعضها بعضًا، ما جعلها محط أنظار الجميع، وأن من يسيطر على مصر، فقد سيطر على قلب العالم أجمع.
ونتيجة لموقعها الجغرافي، سعت العديد من الدول لاحتلال مصر، لتستغل موقعها، ولتتحكم في كل شيء، إلا أنها كانت عصية على الانكسار، قوية في الدفاع عن أرضها وترابها المقدس، وكان المدخل الرئيسي لأي مُحتل يريد أن يقوم باحتلال مصر، هي سيناء، الأرض التي ضحى من أجلها عشرات الآلاف على مدار التاريخ، وذلك لحمايتها وصونها من المخططات والمؤامرات، التي تحاك ضدها بصفة مستمرة.
بوابة مصر الشرقية
والمعروف عن سيناء أنها البوابة الشرقية لمصر، وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها الوطني، وهي البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة، فهي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين وتضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض.
واليوم، تمر علينا الذكرى التاسعة والأربعين على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، ذلك النصر الذي قاتل المصريون من أجله ودفعوا أثمانًا غاليةً من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن الذي أقسمنا على حمايته وصون ترابه وحدوده مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات.
اختبار قدرات المصريين
إن حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركةٍ عسكريةٍ خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقةٍ، بل لم تقتصر آثارها على المدة الزمنية للحرب، وإنما امتدت لتنشر أشعة الأمل في كل ربوع مصر.
فلقد حقق جيل أكتوبر العظيم النصر، ورفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ، حين عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة، في السادس من أكتوبر عام 1973، إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة في الوطن وهي سيناء، واستعاد المصريون الأرض، واستعادوا معها كرامتهم واحترام للعالم، حيث تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين.
دروس من النصر
فلقد علّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا أيضًا أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها.