رئيس التحرير
عصام كامل

في‭ ‬ذكرى النصر.. اللواء‭ ‬محمد‭ ‬ربيع‭ ‬مهندس‭ ‬الصواريخ:‬ عناصر‭ ‬التأمين‭ ‬الفني‭ ‬‬الجندي‭ ‬المجهول‭ ‬في‭ ‬العبور | حوار

اللواء‭ ‬محمد‭ ‬ربيع‭
اللواء‭ ‬محمد‭ ‬ربيع‭ ‬مهندس‭ ‬الصواريخ

مصر‭ ‬تسابق‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬إجراء‭ ‬مناورات‭ ‬مشتركة‭.. ‬و‭ ‬تسليح‭ ‬الجيش‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬السيسى‭ ‬هدفه‭ ‬الردع


دمرنا‭ ‬1500‭ ‬دبابة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬فى‭ ‬3‭ ‬أيام‭ ‬وأطلقوا‭ ‬علينا‭ ‬‮«‬عفاريت‭ ‬عبد‭ ‬الجابر‮»‬


حاربنا‭ ‬بسلاح‭ ‬قديم‭ ‬تم‭ ‬استخدامه‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية


الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لديه‭ ‬قلب‭ ‬أسد‭.. ‬وأخرج‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬عنق‭ ‬الزجاجة


ساعة‭ ‬الصفر‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يعرفها‭ ‬إلا‭ ‬القادة‭ ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬رتبته


حزنت‭ ‬على‭ ‬رحيل‭ ‬عبدالناصر‭.. ‬وكنت‭ ‬سألقى‭ ‬بنفسى‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬منزلى


التأمين‭ ‬الفنى‭.. ‬هو‭ ‬الجندى‭ ‬المجهول‭ ‬وراء‭ ‬نجاح‭ ‬أى‭ ‬معركة،‭ ‬ببساطة،‭ ‬لولا‭ ‬تأمين‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخائر‭ ‬وصيانة‭ ‬المعدات‭ ‬ما‭ ‬استطاع‭ ‬أبطال‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬والدفاع‭ ‬الجوى‭ ‬والمظلات‭ ‬والمدفعية‭ ‬تحديد‭ ‬الهدف‭ ‬وإصابته‭ ‬بدقة،‭ ‬فلك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬الطيار‭ ‬بالتحليق‭ ‬والوصول‭ ‬لمكان‭ ‬الهدف،‭ ‬وعندما‭ ‬يطلق‭ ‬الصواريخ‭ ‬يجدها‭ ‬معطلة‭.‬


وخلال‭ ‬الحوار‭ ‬التالى‭ ‬يروى‭ ‬لنا‭ ‬اللواء‭ ‬محمد‭ ‬ربيع‭ ‬،‭ ‬مهندس‭ ‬الصواريخ‭ ‬المضادة‭ ‬للدبابات‭ ‬الذى‭ ‬شارك‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف‭ ‬جنديا،‭ ‬وفى‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬ضابطا،‭ ‬قصة‭ ‬كفاح‭ ‬وبطولة‭ ‬نهديها‭ ‬للأجيال‭ ‬الحالية؛‭ ‬ليدركوا‭ ‬أهمية‭ ‬التأمين‭ ‬الفنى،‭ ‬كما‭ ‬يفتح‭ ‬خزائن‭ ‬ذكرياته‭ ‬حول‭ ‬معركة‭ ‬العبور‭ ‬وكيف‭ ‬تمكنت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬نصر‭ ‬استراتيجي‭ ‬كبير‭ ‬وهزمت‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬ودمرت‭ ‬آلياته‭ ‬العسكرية‭ ‬وجنوده‭ ‬وضباطه‭ ‬،‭ ‬فإلى‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭:‬


بداية‭.. ‬هل‭ ‬من‭ ‬تعرفنا‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬البطل‭ ‬محمد‭ ‬ربيع؟


اسمى‭ ‬محمد‭ ‬ربيع‭ ‬محمد‭ ‬مصطفى،‭ ‬مواليد‭ ‬15‭ ‬فبراير‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬بقرية‭ ‬ميت‭ ‬رومى‭ ‬مركز‭ ‬دكرنس‭ ‬بمحافظة‭ ‬الدقهلية،‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬معهد‭ ‬وبدأت‭ ‬حياتى‭ ‬مدرسا‭ ‬بالمدارس‭ ‬الثانوية‭ ‬الصناعية‭.‬


‭- ‬متى‭ ‬التحقت‭ ‬بصفوف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة؟
تم‭ ‬تجنيدى‭ ‬أوائل‭ ‬عام‭ ‬68‭ ‬عقب‭ ‬جولة‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬67‭ ‬فى‭ ‬رتبة‭ ‬عسكرى‭ ‬بسلاح‭ ‬المدفعية،‭ ‬وتم‭ ‬إلحاقى‭ ‬بأحد‭ ‬اللواءات‭ ‬المقاتلة‭ ‬مجند‭ ‬مهنى‭ ‬مركبات،‭ ‬وكان‭ ‬قائدى‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬اللواء‭ ‬فريد‭ ‬حجاج‭ ‬واللواء‭ ‬حسن‭ ‬عاطف،‭ ‬وبدأت‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أخذ‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬قرار‭ ‬الحرب،‭ ‬وكنا‭ ‬نتدرب‭ ‬وقتها‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬الهايكستب،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬نقلنا‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬متقدمة‭ ‬غرب‭ ‬القناة‭ ‬كتدريب‭ ‬حقيقى‭ ‬ندك‭ ‬منه‭ ‬حصون‭ ‬العدو،‭ ‬وكانت‭ ‬فرحة‭ ‬عارمة‭ ‬لى‭ ‬ولزملائى،‭ ‬أخيرا‭ ‬سنشتبك‭ ‬مع‭ ‬العدو‭ ‬اشتباكا‭ ‬حقيقيا،‭ ‬وقتها‭ ‬كانت‭ ‬المخابرات‭ ‬تقوم‭ ‬بعمل‭ ‬استطلاع‭ ‬عن‭ ‬مواقع‭ ‬العدو‭ ‬وتعطينا‭ ‬المعلومات‭ ‬لضربها،‭ ‬وكان‭ ‬مدى‭ ‬المدافع‭ ‬27‭ ‬كم‭ ‬أو‭ ‬37‭ ‬كم‭.‬


وفى‭ ‬آخر‭ ‬عام‭ ‬68‭ ‬فتح‭ ‬المعهد‭ ‬الفنى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وكان‭ ‬حلمى‭ ‬وحلم‭ ‬والدى‭ ‬ووالدتى‭ ‬وقتها‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬ضابطا،‭ ‬وبالفعل‭ ‬قبلت‭ ‬بالمعهد،‭ ‬وكان‭ ‬ترتيبى‭ ‬الثامن‭ ‬فى‭ ‬الذين‭ ‬قبلوا‭ ‬بالدرجات،‭ ‬ومع‭ ‬بداية‭ ‬69‭ ‬وقتها‭ ‬كانت‭ ‬فترة‭ ‬إعداد‭ ‬الدولة‭ ‬للحرب،‭ ‬تم‭ ‬ترشيح‭ ‬30‭ ‬طالبا‭ ‬الأوائل‭ ‬من‭ ‬خريجى‭ ‬المعهد‭ ‬الذين‭ ‬يبلغ‭ ‬عددهم‭ ‬250‭ ‬طالبا‭ ‬إلى‭ ‬بعثة‭ ‬فى‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتى،‭ ‬وتم‭ ‬اختيارى،‭ ‬وكانت‭ ‬دراستنا‭ ‬فى‭ ‬أوديسا‭ ‬بأوكرانيا‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬وقتها‭ ‬إحدى‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتى‭.‬


وعدنا‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬72‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬بطرد‭ ‬الخبراء‭ ‬الروس‭ ‬كتمويه‭ ‬آخر‭ ‬للحرب،‭ ‬رجعنا‭ ‬3‭ ‬فقط‭ ‬أنا‭ ‬وعلى‭ ‬سليمان‭ ‬ومحمود‭ ‬عبد‭ ‬العظيم،‭ ‬وتم‭ ‬توزيعنا‭ ‬على‭ ‬الجيش‭ ‬كله‭ ‬لأننا‭ ‬نتقن‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية‭ ‬لترجمة‭ ‬كتالوجات‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمعدات‭ ‬وشرحها‭ ‬لعناصر‭ ‬التأمين‭ ‬الفنى‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬تعييننا‭ ‬معيدين‭ ‬بالمعهد‭ ‬الفنى‭ ‬لتدريب‭ ‬طلبة‭ ‬المعهد‭ ‬على‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الأسلحة‭ ‬الروسية‭ ‬الجديدة‭.‬


منذ‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬كانت‭ ‬الذكرى‭ ‬52‭ ‬على‭ ‬وفاة‭ ‬الزعيم‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬كيف‭ ‬حارب‭ ‬ناصر‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرك؟
لابد‭ ‬أن‭ ‬نوضح‭ ‬أننا‭ ‬دولة‭ ‬تحمى‭ ‬ولا‭ ‬تهدد،‭ ‬والزعيم‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬كان‭ ‬زعيما‭ ‬وطنيا‭ ‬حرا‭ ‬وكلنا‭ ‬نعشقه،‭ ‬لن‭ ‬تتخيل‭ ‬شعورى‭ ‬وأنا‭ ‬شاب‭ ‬عندما‭ ‬خرج‭ ‬فى‭ ‬شاشات‭ ‬التليفزيون‭ ‬وقرر‭ ‬التنحى،‭ ‬شعرنا‭ ‬بخسارة‭ ‬كبيرة‭ ‬والشعب‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬بكرة‭ ‬أبيه‭ ‬للميادين،‭ ‬ورفضنا‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬وطالبناه‭ ‬بالبقاء،‭ ‬ونحن‭ ‬وراءه‭ ‬وبالفعل‭ ‬حدثت‭ ‬طفرة‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكرى‭ ‬والتدريب‭ ‬الجاد.

 ‬وبدأ‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬قوات‭ ‬مسلحة‭ ‬حقيقية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬علمى‭ ‬وتدريبى‭ ‬وفق‭ ‬أحدث‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العصر،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وقتها‭ ‬بالأخذ‭ ‬بالثأر‭ ‬فى‭ ‬حربى‭ ‬الاستنزاف‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب،‭ ‬فكان‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬ننكر‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬خسرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬جندى‭ ‬وضابط‭ ‬ودمرت‭ ‬اقتصاديا‭ ‬فى‭ ‬القومية‭ ‬العربية،‭ ‬فمنذ‭ ‬ثورة‭ ‬23‭ ‬يوليو‭ ‬52‭ ‬ومصر‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬شرسة‭ ‬مع‭ ‬اليهود‭ ‬ومؤامراتهم‭ ‬مستمرة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬والعرب،‭ ‬ونحن‭ ‬خضنا‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرى ‭ ‬6‭ ‬جولات‭ ‬منذ‭ ‬حرب‭ ‬48‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬بدأت‭ ‬بحرب‭ ‬فلسطين‭ ‬عام‭ ‬48‭ ‬وحتى‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيد،‭ ‬فى‭ ‬نظرى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ناصر‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬فى‭ ‬نكسة‭ ‬67‭ ‬أو‭ ‬حرب‭ ‬56،‭ ‬ولكنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومن‭ ‬خلفها‭ ‬أمريكا‭ ‬هى‭ ‬من‭ ‬تحاول‭ ‬تقليص‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬وعدم‭ ‬تركها‭ ‬قوية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬وراءها‭ ‬العرب‭ ‬ودول‭ ‬أفريقيا‭.‬


‭*‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف‭ ‬بعد‭ ‬هزيمة‭ ‬يونيو‭ ‬وهناك‭ ‬خبراء‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف‭ ‬هى‭ ‬الحرب‭ ‬المنسية‭ ‬فى‭ ‬الصراع‭ ‬العربى‭ ‬الإسرائيلى؟
فى‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬67‭ ‬كانت‭ ‬الهزيمة‭ ‬مؤقتة‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بضرب‭ ‬المطارات‭ ‬المصرية‭ ‬والطائرات‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وتم‭ ‬انسحاب‭ ‬القوات‭ ‬من‭ ‬سيناء‭ ‬بقرار‭ ‬خاطئ‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تترك‭ ‬للقتال‭ ‬والأخذ‭ ‬بالثار،‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تعافت‭ ‬مصر‭ ‬وبدأت‭ ‬توجه‭ ‬ضربات‭ ‬قاسمة‭ ‬للعدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬الضربة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬فبعد‭ ‬أيام‭ ‬معدودة‭ ‬لقنت‭ ‬كتبية‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬الصاعقة‭ ‬المصرية‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬درسا‭ ‬قاسيا‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬رأس‭ ‬العش‭ ‬وأفقدته‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬فى‭ ‬الأرواح‭ ‬والمعدات،‭ ‬وبعدها‭ ‬الضربة‭ ‬الجوية‭ ‬يوم‭ ‬14 ‭ ‬و15‭ ‬و16‭ ‬يوليو‭ ‬التى‭ ‬قام‭ ‬فيها‭ ‬الطيارون‭ ‬بضرب‭ ‬العمق‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬فى‭ ‬سيناء.

 ‬وقامت‭ ‬بضرب‭ ‬مخازن‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخيرة،‭ ‬ومكان‭ ‬تجمع‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وهذه‭ ‬العملية‭ ‬سميت‭ ‬بضربة‭ ‬مدكور‭ ‬أبو‭ ‬العز‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬وقتها،‭ ‬ثم‭ ‬توالت‭ ‬العمليات‭ ‬منذ‭ ‬67‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬70،‭ ‬وهذه‭ ‬الفترة‭ ‬التى‭ ‬استغاثت‭ ‬منها‭ ‬رئيسة‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬جولدا‭ ‬مائير،‭ ‬وطلبت‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬التدخل‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وعمل‭ ‬هدنة‭ ‬بسبب‭ ‬الخسائر‭ ‬التى‭ ‬تكبدتها‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬وهذا‭ ‬يدل‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬انتصرت‭ ‬انتصارا‭ ‬مؤقتا‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬الستة‭ ‬أيام،‭ ‬ولكن‭ ‬خسائرها‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مكاسبها‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف‭.‬


ولا‭ ‬ننسى‭ ‬رجال‭ ‬الصاعقة‭ ‬البواسل‭ ‬ورجال‭ ‬الشهيد‭ ‬إبراهيم‭ ‬الرفاعى‭ ‬والمجموعة‭ ‬39‭ ‬قتال‭ ‬عندما‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬أن‭ ‬العمق‭ ‬بالعمق،‭ ‬عقب‭ ‬ضرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬لمدرسة‭ ‬بحر‭ ‬البقر‭ ‬قاموا‭ ‬بضرب‭ ‬مدينة‭ ‬إيلات‭ ‬بالصواريخ،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ثأرهم‭ ‬بعد‭ ‬استشهاد‭ ‬الفريق‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬رياض‭ ‬وإبادة‭ ‬الموقع‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬بالكامل‭ ‬الذى‭ ‬ضرب‭ ‬منه‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬لسان‭ ‬التمساح،‭ ‬وأيضا‭ ‬بدو‭ ‬سيناء‭ ‬الذين‭ ‬وقفوا‭ ‬مع‭ ‬رجال‭ ‬الصاعقة‭ ‬والاستطلاع‭ ‬لكى‭ ‬تكون‭ ‬سيناء‭ ‬مفتوحة‭ ‬أمامهم‭ ‬كالكتاب‭ ‬فى‭ ‬التخطيط‭ ‬للمعركة‭ ‬المنتظرة‭.‬


أما‭ ‬الموقف‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬أنساه‭ ‬ولا‭ ‬ينساه‭ ‬أبناء‭ ‬جيلى‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬الموكب‭ ‬الحزين‭ ‬لجثمان‭ ‬الزعيم‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬يوم‭ ‬28‭ ‬سبتمبر‭ ‬1970،‭ ‬كنت‭ ‬سألقى‭ ‬بنفسى‭ ‬يومها‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬منزلى‭ ‬حزنا‭ ‬على‭ ‬الزعيم‭ ‬الذى‭ ‬كنا‭ ‬نستلهم‭ ‬منه‭ ‬الشجاعة‭ ‬والرجولة،‭ ‬كل‭ ‬شاب‭ ‬وطفل،‭ ‬وقتها‭ ‬كان‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬رمزا‭ ‬وقدوة‭ ‬فى‭ ‬الجهاد‭ ‬والوطنية‭ ‬والكبرياء‭ ‬المصرى،‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬شعرنا‭ ‬كأننا‭ ‬أيتام‭ ‬برغم‭ ‬أن‭ ‬والدتى‭ ‬ووالدى‭ ‬كانا‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭.‬


‭*‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬كانت‭ ‬تتويجا‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬الاستعداد‭ ‬لهذه‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإستراتيجى‭ ‬والتعبوى؟
بدأت‭ ‬خطة‭ ‬الخداع‭ ‬الكبرى‭ ‬للرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬السادات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسى‭ ‬بأن‭ ‬الفترة‭ ‬كانت‭ ‬تشهد‭ ‬ذبذبة‭ ‬فى‭ ‬الأوضاع،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬تم‭ ‬رفع‭ ‬التدريب‭ ‬القتالى‭ ‬لكل‭ ‬أفرع‭ ‬وجهات‭ ‬الدولة،‭ ‬فتم‭ ‬إرسال‭ ‬بعثات‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬لفهم‭ ‬نوعية‭ ‬الأسلحة‭ ‬الجديدة‭ ‬وتطوير‭ ‬كامل‭ ‬فى‭ ‬المعدات‭ ‬والأسلحة،‭ ‬وقد‭ ‬عدت‭ ‬أنا‭ ‬وزملائى‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتى‭ ‬عام‭ ‬72‭ ‬عقب‭ ‬طرد‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬للخبراء‭ ‬الروس،‭ ‬وبدأنا‭ ‬فى‭ ‬تدريب‭ ‬كوادر‭ ‬جديدة‭ ‬لتعليم‭ ‬الجنود‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬الروسية‭ ‬التى‭ ‬دخلت‭ ‬الخدمة،‭ ‬وتم‭ ‬إلحاقى‭ ‬بإحدى‭ ‬ورش‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخيرة‭ ‬قسم‭ ‬الصواريخ،‭ ‬ثم‭ ‬قمت‭ ‬بالانضمام‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬الوحدات‭ ‬الرئيسية‭ ‬المضادة‭ ‬للدبابات‭ ‬المشتركة‭ ‬فى‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬استعدادا‭ ‬للمعركة‭ ‬الفاصلة‭.‬


‭*‬حانت‭ ‬ساعة‭ ‬الصفر،‭ ‬وبدأ‭ ‬العبور‭ ‬المجيد،‭ ‬صف‭ ‬لنا‭ ‬شعورك‭ ‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬المعركة‭ ‬وموقعك‭ ‬وقتها؟


ساعة‭ ‬الصفر‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يعرف‭ ‬تاريخها‭ ‬إلا‭ ‬القادة،‭ ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬رتبته‭ ‬ومستواه‭ ‬فى‭ ‬المعركة،‭ ‬كنت‭ ‬وقتها‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬ورش‭ ‬التسليح‭ ‬فى‭ ‬الجيش‭ ‬الثانى،‭ ‬وأمر‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬القوات‭ ‬الموجودة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الأمامية‭ ‬للقتال‭ ‬لعمل‭ ‬صيانة‭ ‬لكل‭ ‬الأسلحة‭ ‬بطول‭ ‬الجبهة،‭ ‬والساعة‭ ‬12‭ ‬ظهرا‭ ‬جاء‭ ‬أمر‭ ‬بأن‭ ‬ننهى‭ ‬سريعا‭ ‬إصلاح‭ ‬المعدات‭ ‬والأسلحة‭ ‬الموجودة‭ ‬بالورشة،‭ ‬وسمعنا‭ ‬صوت‭ ‬أزيز‭ ‬الطائرات‭ ‬تخترق‭ ‬سيناء‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬متوجهة‭ ‬للضفة‭ ‬الشرقية‭ ‬وسيناء،‭ ‬وبدأت‭ ‬ترتفع‭ ‬صيحات‭ ‬الجنود‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬الله‭ ‬أكبر،‭ ‬وكنا‭ ‬وقتها‭ ‬فى‭ ‬ورشة‭ ‬الإسماعيلية،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬زلزال‭ ‬يحرك‭ ‬الأرض‭ ‬تحت‭ ‬أقدامنا،‭ ‬وبدأ‭ ‬الجنود‭ ‬فى‭ ‬العبور‭ ‬على‭ ‬الضفة‭ ‬الشرقية‭ ‬كالسيل‭ ‬العرم‭ ‬وسط‭ ‬الصيحات‭ ‬التى‭ ‬يشيب‭ ‬لها‭ ‬شعر‭ ‬المولود،‭ ‬عرفت‭ ‬وقتها‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬صمتها‭ ‬وبدأت‭ ‬فى‭ ‬أخذ‭ ‬الثار‭.‬


أنا‭ ‬بدأت‭ ‬العبور‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬بالليل‭ ‬مع‭ ‬الأرتال‭ ‬الإدارية‭ ‬للجيش‭ ‬الثانى‭ ‬الميدانى،‭ ‬ثم‭ ‬انضممت‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬وحدات‭ ‬الصواريخ‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وأصبحت‭ ‬مهندس‭ ‬الصواريخ‭ ‬المسئول‭ ‬عن‭ ‬كتائب‭ ‬فهد‭ ‬35‭.‬


‭*‬الصاروخان‭ ‬ساجر‭ ‬ومالوتكا‭ ‬اللذان‭ ‬كانا‭ ‬السبب‭ ‬فى‭ ‬رعب‭ ‬الدبابات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬حدثنا‭ ‬عنهما؟
الصاروخ‭ ‬ساجر‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬مالوتكا‭ ‬لكن‭ ‬الاسم‭ ‬بالعربى‭ ‬والروسى،‭ ‬وكان‭ ‬تسليح‭ ‬كتائب‭ ‬فهد‭ ‬35،‭ ‬والذى‭ ‬ألحق‭ ‬بالعدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬فى‭ ‬الدبابات،‭ ‬لأن‭ ‬الصاروخ‭ ‬بدبابة‭ ‬وطولة‭ ‬86‭ ‬سم،‭ ‬أقصى‭ ‬مدى‭ ‬له‭ ‬3‭ ‬كم،‭ ‬وأقصى‭ ‬زمن‭ ‬للإطلاق‭ ‬26‭ ‬ثانية،‭ ‬أما‭ ‬القوة‭ ‬التدميرية‭ ‬له‭ ‬رهيبة،‭ ‬لأنه‭ ‬يخترق‭ ‬جسم‭ ‬الدبابة‭ ‬ويحدث‭ ‬فيها‭ ‬انفجارا،‭ ‬وهو‭ ‬صاروخ‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الأول‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬العامل‭ ‬فى‭ ‬التوجيه‭ ‬ويتكون‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬لنجاح‭ ‬دقة‭ ‬الصاروخ‭ ‬من‭ ‬التأمين‭ ‬الفنى‭ ‬والمدربين‭ ‬ثم‭ ‬عامل‭ ‬التوجيه‭ ‬ثم‭ ‬عربة‭ ‬التوجيه،‭ ‬فلو‭ ‬عطلت‭ ‬صمامات‭ ‬التوجيه‭ ‬ممكن‭ ‬يتوقف‭ ‬الصاروخ،‭ ‬فكل‭ ‬واحد‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الترس‭.‬


تمكنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وحدة‭ ‬الصواريخ‭ ‬بكتائب‭ ‬فهد‭ ‬35‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬حوالى‭ ‬1500‭ ‬دبابة‭ ‬خلال‭ ‬3‭ ‬أيام،‭ ‬وكان‭ ‬أشهر‭ ‬الرماة‭ ‬لكتيبة‭ ‬فهد‭ ‬35‭ ‬البطل‭ ‬عبد‭ ‬العاطى‭ ‬وإبراهيم‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ ‬وجمال‭ ‬سليمان‭ ‬وغيرهم‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأبطال‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬البطل‭ ‬اللواء‭ ‬عبد‭ ‬الجابر،‭ ‬وقد‭ ‬أطلقت‭ ‬عليهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬عفاريت‭ ‬عبد‭ ‬الجابر‮»‬‭ ‬لأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬يخرجون‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬لاصطياد‭ ‬دباباتهم‭.‬


حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬الحروب‭ ‬الحديثة،‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تناغم‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬سببا‭ ‬فى‭ ‬النصر‭.. ‬كيف‭ ‬تم‭ ‬ذلك؟
مصر‭ ‬حاربت‭ ‬بسلاح‭ ‬قديم‭ ‬تم‭ ‬استخدامه‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬ولكن‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬والعقول‭ ‬المصرية‭ ‬والجندى‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬مفتاح‭ ‬النصر‭ ‬تكاتف‭ ‬الكل،‭ ‬وتم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حوالى‭ ‬35‭ ‬نقطة‭ ‬حصينة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬خط‭ ‬جبهة‭ ‬القتال‭ ‬وعبور‭ ‬الساتر‭ ‬الترابى‭ ‬بسلالم‭ ‬الحبال‭ ‬ونسفه‭ ‬بخراطيم‭ ‬المياه،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الدراسات‭ ‬أكدت‭ ‬أنه‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قنابل‭ ‬ذرية‭ ‬لعبوره‭ ‬وقبلها‭ ‬ليلا‭ ‬قامت‭ ‬قوات‭ ‬الصاعقة‭ ‬البحرية‭ ‬بسد‭ ‬فتحات‭ ‬النابالم‭ ‬وتعطيل‭ ‬مواسيره‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬موضوعة‭ ‬تحت‭ ‬القناة،‭ ‬ولو‭ ‬استخدمتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬كانت‭ ‬قامت‭ ‬بشوى‭ ‬الأسماك‭ ‬فى‭ ‬قاع‭ ‬القناة،‭ ‬وعبور‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬جندى‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الشرقية‭ ‬للقناة‭ ‬فى‭ ‬موجات‭ ‬عبور‭ ‬أذهلت‭ ‬العالم‭ ‬كله‭.‬


هذا‭ ‬التكاتف‭ ‬والتناغم‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسى‭ ‬فى‭ ‬النصر‭ ‬بحرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬واستعادة‭ ‬الأرض‭ ‬المقدسة،‭ ‬فالرئيس‭ ‬السادات‭ ‬كان‭ ‬يقول‭ ‬أعطونى‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬سيناء‭ ‬وسأتفاوض‭ ‬وأسترد‭ ‬الباقى،‭ ‬ولكننا‭ ‬أعطيناه‭ ‬معظمها‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭.‬


‭*‬ما‭ ‬أشبه‭ ‬اليوم‭ ‬بالبارحة،‭ ‬كيف‭ ‬تقيم‭ ‬إعادة‭ ‬تسليح‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى؟
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬رجل‭ ‬شجاع‭ ‬ولديه‭ ‬قلب‭ ‬أسد‭ ‬فعلا،‭ ‬لأنه‭ ‬تحدى‭ ‬العالم،‭ ‬وأخرج‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬عنق‭ ‬الزجاجة،‭ ‬فالقرارات‭ ‬التى‭ ‬اتخذها‭ ‬بتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬السلاح‭ ‬كانت‭ ‬قرارات‭ ‬جريئة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ظللنا‭ ‬أعوام‭ ‬نتملك‭ ‬أحدث‭ ‬تسليح‭ ‬غربى‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬امتلاكنا‭ ‬أسلحة‭ ‬متنوعة،‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬قديمة،‭ ‬ولكننا‭ ‬الآن‭ ‬نمتلك‭ ‬أسلحة‭ ‬حديثة‭ ‬ومتطورة‭ ‬تناسب‭ ‬التسابق‭ ‬العصرى‭ ‬فى‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬التسليح،‭ ‬وامتلاك‭ ‬الأسلحة‭ ‬فى‭ ‬زمننا‭ ‬هذا‭ ‬يعادل‭ ‬امتلاك‭ ‬الأكل‭ ‬والشرب،‭ ‬أى‭ ‬دولة‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬سلاح‭ ‬ردع‭ ‬يتم‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭ ‬ويتبعثر‭ ‬أهلها‭ ‬ولدينا‭ ‬أمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬محيطة‭ ‬بنا‭.‬


بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬وضع‭ ‬سياسة‭ ‬جديدة‭ ‬كانت‭ ‬شعار‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬‮«‬يد‭ ‬تبنى‭ ‬ويد‭ ‬تحمل‭ ‬السلاح‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الآن‭ ‬يعمل‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الاتجاهات،‭ ‬نحن‭ ‬فعلا‭ ‬فخورون‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الرئيس‭ ‬ينتمى‭ ‬للمؤسسة‭ ‬العسكرية‭.‬


أما‭ ‬فى‭ ‬الجانب‭ ‬العسكرى،‭ ‬فتمت‭ ‬الاستعانة‭ ‬بأحدث‭ ‬الأسلحة‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬والتدريب‭ ‬عليها‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬بالتوازى‭ ‬مع‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬فى‭ ‬سيناء،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬مصر‭ ‬دولة‭ ‬رائدة‭ ‬تسابق‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬عمل‭ ‬مناورات‭ ‬وتدريبات‭ ‬مشتركة‭ ‬معنا‭ ‬فى‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذى‭ ‬اجتاح‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية