الحرب بين جمعتين.. سر الزاوية المباركة للسادات وعلاقتها بنصر أكتوبر | فيديو
في زاوية صغيرة، داخل حي شعبي؛ تحديدًا بمنطقة حدائق القبة، يقبع مسجد صالح العبد، أو ما يُعرف بزاوية السادات، تلك الزاوية التي شهدت على اطمئنان قلب الرئيس الراحل محمد أنور السادات لقرار الحرب الذي غير موازين القوى أو بالأحرى أعاد تلك الموازين لنصابها الطبيعي وكتب نهاية أسطورة ابتدعها الصهاينة بأن لديهم جيشًا لا يُقهر.
سر الزاوية المباركة للسادات
ففي يوم 5 أكتوبر من عام 1973 وقبل الحرب بيوم واحد، تفاجأ أهالي حي حدائق القبة بالرئيس السادات يدخل عليهم مترجلًا دون حراسة، وعينه صوب وجهته المفضلة - مسجد صالح العبد - وقلبه يُناجي ربه مستخيرًا ومستغيثًا، وإذ بالسكينة تغمره، وقلبه يطمئن لقرار غير مجرى التاريخ وسطر صفحات خالدة في الصراع العربي الإسرائيلي.
فالسادات أثناء ذهابه للصلاة كان لديه يقين إنه سيصنع أمرًا عظيمًا يدُرس في كُتب العسكرية العالمية، ويحتضن هذا اليقين، طمأنينة روحانية؛ فكانت له عدد من الطقوس ومن ضمنها حبه لزاوية صلاح العبد كما ذكر في كتابه البحث عن الذات.
ولعل هذه العزيمة ولدت أثناء حديث الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر حينذاك، عندما أصر على مقابلة الرئيس السادات قبل حرب أكتوبر بثلاثة أيام فقط؛ وعند مقابلته فاجأه إمام الأزهر برؤياه ذاهبًا إلى القدس.
تحول الزاوية إلى مسجد
وروى عمر أحمد البدوي إمام وخطيب مسجد الشيخ صالح العبد والشهير بجامع السادات، كيف تحولت زاوية صغيرة بحي القبة إلى مسجد قل من يجهله: "المسجد كان عبارة عن زاوية صغيرة إلى أن جاء الرئيس السادات، وصلى به يوم الجمعة 9 رمضان الموافق 5 أكتوبر 1973 ميلادية، وذلك قبل نصر أكتوبر بيوم واحد وعاد للصلاة مرة أخرى في المسجد عقب انتهاء الحرب مباشرة يوم 16 رمضان.
واسترسل البدوي، في قص ما كان يرويه له أهالي الحي العتيق بالقاهرة، قائلًا: "كان الرئيس السادات يتردد على المسجد بين الحين والآخر مفاجئًا بذلك أهالي الحي وكان للرئيس بعض الأصدقاء الذين كانوا يعملون بالقصر وكان يزورهم بعد إفراغه من الصلاة داخل المسجد.
ولعل هذه الزيارات المتتابعة بين الحين والآخر كان لها أثر كبير في إعلاء ساحة القاعة واتساعها فيما بعد لتتحول إلى مسجدًا كبيرًا يقصده الناس من مختلف أنحاء الحي بل وصل الأمر إلى ذهاب البعض من محافظات عدة ليشاهدوًا هذا المسجد الذي كان شاهدًا على أعظم نصر في تاريخ مصر الحديث والمعاصر.
وهذا ما ذكره إمام وخطيب مسجد الشيخ صالح العبد والشهير بجامع السادات، في حديثه لـ "فيتو" قائلًا: بعد صلاة السادات في المسجد قبل وبعد الحرب اشتهر المسجد باسمه، وتمت توسعته، وتعددت به الطوابق حتى أصبح يحمل من الطوابق ثلاثة بعد أن كان زاوية صغيرة، وزادت شهرة المسجد داخل القاهرة وخارجها وأصبح اسمه ملاصقًا لذكر نصر العاشر من رمضان.