سفير مصر بأنقرة: توتر علاقاتنا مع تركيا.. سحابة صيف
قال السفير المصري بأنقرة عبد الرحمن صلاح الدين إن التوتر الحالي الذي يخيم على العلاقات المصرية - التركية هو وضع مؤقت وسحابة صيف ستذهب بعيدا، مضيفا أن مصر تعمل على بث رسالة طمأنة للمستثمرين من كلا الجانبين.
وتابع السفير المصرى - في حوار لصحيفة "حريت" التركية نشرته اليوم الإثنين - أن كل المسئولين والساسة الأتراك يعرفوننى مباشرة ويقدرون حرصى على العلاقات المصرية - التركية، وقد التقيت الرئيس التركى عبد الله جول الأسبوع الماضي واجتمعت معه لمدة ساعتين واطلعته بشكل كامل على التطورات في مصر.
وأوضح أن الرئيس جول أعرب عن خالص أمنياته لمصر وأن يكون هناك انتقال أمن سلمي وعاجل لحكومة منتخبة، مشيرا إلى أن الرئيس جول بالطبع لديه رؤية إستراتيجية لأهمية العلاقات بين تركيا ومصر حيث كان دائما هو بطل هذه العلاقات.
ولفت إلى أن الرئيس جول هو أول رئيس يزور مصر بعد ثورة يناير وبعدها أيضا زار رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مصر والتقى كل منهما - في ذلك الوقت - مع المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان يدير أمور البلاد بصورة انتقالية وقتها.
وأشار إلى أن الرئيس جول يتمنى الأفضل لمصر ويعرب دائما عن اهتمامه الحقيقي بالعلاقات بين البلدين ويرفض ما تردد عن أن تركيا تفكر في التدخل بالشئون الداخلية المصرية، قائلا "منذ عامين ونصف العام وفي شهر فبراير 2011 التقيت أيضا بالرئيس جول لاطلاعه على تطورات الأوضاع في مصر، واستطيع أن أقول أن ذلك أتى بثماره وأنا لم التق فقط بالرئيس بل أيضا بكبار المسئولين التنفيذيين في الحكومة، والأحزاب السياسية في الحكم والمعارضة".
وفيما يتعلق بمستقبل الإسلاميين في مصر، أجاب السفير المصري بأن النزاع السياسي في مصر بين الأغلبية التي دعت إلى التغيير والأقلية من اتباع الإخوان المسلمين ليس حول الدين.. فالغالبية من الشعب المصري تطالب بخلق وظائف جديدة وتحسين الخدمات التعليمية والصحية لأطفالهم ولن ينخدع أغلبية المصريين مرة أخرى باسم الدين. وقال إنه من المفيد للغاية تذكير الجانب التركي بالتشابه ما بين عام 2011 وعام 2013..ولا يجب على تركيا أن تظهر كما لو كانت تنحاز لجانب الأقلية الممثلة في جماعة الإخوان المسلمين.
وأعرب عن أمنياته في أن يتطور الموقف التركى في الاتجاه الصحيح، مؤكدا أنه لا أحد يستطيع أن يضع شروطا على المصريين حول كيفية التعامل مع شئونهم، وليس هناك مصري واحد يقبل ذلك حتى لو كان ذلك من الاخوة، والطرفان يؤكدان حرصهما على العلاقات الإستراتيجية.
وأوضح أن الدبلوماسيين يعملون على تطوير العلاقات وليس لقطعها، مضيفا "الحمد لله فإننى لست وحيدا في جهودى التي أبذلها لهذا الغرض، فصدقوني هناك الكثير من العقلاء في كلا الحكومتين، وهم يساعدون على الحفاظ على العلاقات واعتقد أنهم الأغلبية".