حال التوصل لاتفاق سلام.. هل تتخلى روسيا عن ضمها للمناطق الأوكرانية؟
قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية نقلا عن تقرير نشره مركز أبحاث عالمي إنه نظرًا لأن احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا تبدو غير مرجحة على نحو متزايد، يبدو أن الولايات المتحدة وحلفائها لديهم خياران فقط عندما يتعلق الأمر بالحرب المستمرة؛ إما ضمان النصر الأوكراني، أو تقبل تداعيات الهزيمة.
ونقلت المجلة عن رفائيل كوهين وجيان جينتيل من مؤسسة "راند" للأبحاث السياسية العالمية، قولهما: "يبدو أنه لا يوجد طريق وسط، ولا صفقة دبلوماسية كبيرة، ولا يمكن الخروج من الحرب بسهولة.. وحتى لو تم التوصل إلى اتفاق من هذا القبيل، فمن المحتمل أن يكون السلام قصير الأمد ومن المحتمل أن يؤدي إلى انتكاس الاستقرار في أوكرانيا وخارجها، كما أن ملامحه لاتزال غير معلومة، ولا يمكن التنبأ بخطوة موسكو وهل يمكنها التراجع عن الأربعة مناطق الأوكرانية التي ضمتهم مؤخرا أم لا.
وتابعا: "التعبئة الروسية والضم والتهديدات النووية تعني أن أوكرانيا وداعميها قد يواجهون أوقاتًا عصيبة في المستقبل"، ورأى الخبيران أنه وسط انتقادات واسعة النطاق لتصعيد بوتين وعدم اليقين بشأن الكيفية التي ستنتهي بها الحرب في نهاية المطاف، يجب أن تنتج هذه المواقف لحظة نادرة من الوضوح الاستراتيجي لشركاء أوكرانيا.
عواقب النصر
وأضافا: "بمعنى آخر، لا يوجد طريق للسلام إلا بنتيجة تضمن النصر الأوكراني،" محذرين من أن عواقب النصر الروسي يمكن الشعور بها خارج حدود أوكرانيا.
وفي سياق متصل، زعم خبير في الشؤون الأوكرانية أن بوتين سوف يسقط، وأنه يمكن أيضا تقسيم روسيا إذا فشلت الأخيرة في حربها على جارتها.
ونقلت صحيفة "ديلي إكسبريس" عن ألب سيفيمليسوي، قوله إن أجزاء من روسيا تتطلع إلى الانفصال في حال تعرضت موسكو لهزيمة عسكرية في أوكرانيا.
وقالت الصحيفة: "يبدو أن جهود بوتين لإعادة بسط سلطته، بما في ذلك الدعوة إلى تعبئة عسكرية جزئية في روسيا وإجراء استفتاءات زائفة من أجل ضم أجزاء من أوكرانيا بشكل غير قانوني وإخضاعها للحكم الروسي، أدت إلى مزيد من الإحراج له".
وأضاف سيفيمليسوي: "الأوكرانيون لديهم الزخم لأنهم ينتصرون.. لكن هذا الصراع لن ينتهي بمجرد انتهاء الأعمال القتالية، بل يتردد صداه في جميع أنحاء روسيا والمنطقة".
وتابع الخبير: أعتقد أن الانهيار سيأتي من الاقتتال الداخلي في أجهزة المخابرات والجيش الروسية، وستعمل القوات داخل البلاد على استغلال ذلك كفرصة بسبب الدعم الدولي لمساعي الاستقلال هذه، مشيرا إلى أن القتال الداخلي في روسيا سيؤدي أيضًا إلى زوال قوتها على المسرح العالمي.
وقال سيفيمليسوي، إن الغرب يجب أن يبدأ الاستعداد لهذا الوضع الآن، لمنع الصين من ممارسة نفوذها على المناطق التي يمكن أن تتلاشى فيها القوة الروسية بعد الحرب.
ويأتي ذلك فيما توقع محللون عسكريون غربيون أن موسكو تواجه "معضلة" بسبب التعبئة العسكرية.