سليمان الحكيم.. ثائر عاقبه السادات ومبارك لرفعه شعار "إني أعترض"
صحفي دءوب، وكاتب متميز، وإنسان راقي، ثائرا في مواقفه مؤمنا بالناصرية كتب في كل نواحي الحياة، عاش متنقلا بين العاصمة وضفاف البحيرات المرة في فايد، قدم الكاتب الصحفى سليمان الحكيم أعمالا صحفية متميزة وكتب في كبريات الصحف، وأصدر العديد من الكتب، ورحل في مثل هذا اليوم 5 أكتوبر 2019.
وكما كتب عنه الكاتب الصحفي عصام كامل في ذكراه قائلا: لم يكن سليمان الحكيم عابرا في تاريخ الصحافة بل كانت حياته بالكامل في بلاط صاحبة الجلالة، فاهتم بالكتابة السياسية وكتابة النقد، استقى "الحكيم" حرفية الكتابة من كبار الكتاب، حينما عمل مساعدا لهم مثل "أنيس منصور" لينطلق بعدها ليرأس جريدة الجيل ثم تبعها برئاسة دار التعاون، ثم مكتب وكالة الأنباء الكويتية بالقاهرة ليتدرج في مناصبه واحدا تلو الآخر لينتهي بكتابة مقالات أسبوعية بالجرائد المصرية المختلفة.
خال الصحفيين
عاش سليمان الحكيم متواضعا صديقا لشباب كان أفضلهم يعتبر نفسه محظوظا لأنه صافح "الحكيم"، ومن ماعدته في تدريب شباب الصحفيين والتواضع معهم لقب بخال الصحفيين.
معارضا وطنيا
لم يحلم سليمان الحكيم في يوم من الأيام بالأملاك ولا بالأطيان، فلم يهن ولم يضعف، خاض معارك كثيرة، كان فيها فارسا نبيلا،عشق دمشق، فعاش حياته متنقلا بين مصر وسوريا ومنها نسج قصصه الصحفية وكان معارضا وطنيا خالصا،
مؤلفات الحكيم
ويعد الميراث الثقافي للحكيم عريضا، حيث أثرى المكتبة السياسية والفنية بأكثر من ٣٦ كتابا منهم: رسالة الى الوالى، شهادات في الفكر والسياسة، عبد الناصر والإخوان، أباطيل الفراعنة، يهود ولكن مصريون، نقوش على جدران الزمن، المعانى في الاغانى، تحية كاريوكا بين الرقص والسياسة، اختتمهم بكتاب "بالفم المليان" والذي قال فيه "لأنني اخترت طريق الحق منذ بداياتي الأولى ككاتب فقد انحزت إلى فيلق الناس الباحثين عن الحق في مواجهة الباحثين عن الباطل فدخلت معركة التغيير إلى الأفضل باحثا عن الحقيقة ومسلحا بالقلم الذي منحني الله القدرة علي توجيهه نحو الحق متمثلا قوله تعالى "قل الحق من ربك" رافعا شعار "إني أعترض ".
صنف الحكيم ككاتب ناصري معارض للنظم السياسية المتعاقبة على مصر منذ الرئيس الراحل أنور السادات حيث كان ممثلا للفريق سعد الدين الشاذلي في سوريا حين شكل الجبهة الوطنية المصرية لمعارضة السادات بعد توقيعه اتفاقية كامب ديفيد وظل في دمشق لاجئا سياسيا إلى أن تم اغتيال السادات فعاد إلى مصر بعفو رئاسي، ليتم اعتقاله في عهد الرئيس الأسبق مبارك على إثر كتاباته المتتالية في العربي الناصري التي اعتبرت مثيرة للرأي العام.
طق حنك
ظل الحكيم على نهجه المعارض طوال حياته ليتجه لنشر كتاباته على مواقع التواصل معنونا إياها بـ"طق حنك"، ليقضى سنوات عمره ثائرا في مواقفه حتى رحل بعد رحلة مرض طويلة.