طالبة تتخلص من حياتها بالقفز من الطابق التاسع في المنوفية
لقيت طالبة مصرعها بعد أن قفزت من الطابق التاسع بمدينة شبين الكوم فى محافظة المنوفية، وجرى نقل الجثة لمشرحة المستشفى الجامعى.
وتلقى مدير أمن المنوفية، إخطارًا من مأمور قسم شبين الكوم يفيد بانتحار "م.ا.ح" 17 سنة بالقفز من الطابق التاسع، وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم، وتم إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
دار الإفتاء
دار الإفتاء، أكدت أن الانتحار ليس بابا للهروب من الأزمات، مشيرة إلى أنه يعقبه حساب شديد، ربما سيكون أكبر وأعظم وطأة من أي شيء قد يعانيه الإنسان في حياته الدنيا، وحسمت دار الإفتاء المصرية الجدل حول حرمة إنهاء الحياة، في فتوى لها، مؤكدة أن الانتحار يعد حرام شرعا لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي الكريم، وإجماع عموم المسلمين، قال الله تعالى: «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما»، مستشهدة بما جاء عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، قال: «قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة».
الإفتاء: المنتحر ارتكب كبيرة من عظائم الذنوب
وأكدت دار الإفتاء، أن المنتحر ارتكب كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملة، بل يظل على إسلامه، ويصلى عليه ويغسل ويكفن ويدفن في مقابر المسلمين، حيث قال شمس الدين الرملي: «وغسله أي الميت وتكفينه والصلاة عليه وحمله ودفنه فروض كفاية إجماعا، للأمر به في الأخبار الصحيحة، سواء في ذلك قاتل نفسه وغيره».
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، عبر موقع دار الإفتاء المصرية الرسمي، إن حماية النفس وعدم إزهاق الروح، أو حتى إتلاف عضو من أعضاء الجسد أو إفساده، هو مطلب سماوي، فحرم الله تعالى كل ما من شأنه أن يهلك الإنسان أو يلحق به ضررا، ويجب المحافظة على النفس كمقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، فقال المولى عز وجل: «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما».
وأوضح المفتي، أن الانتحار، إخلال بمبدأ الشريعة الإسلامية بحفظ الكليات الخمس وهي الدين، النفس، العقل، النسب والمال، وهذه كليات متفق عليها بين الأديان السماوية وأصحاب العقول.
هل المنتحر كافر؟
وعن خروج المنتحر أو من أنهى حياته من الملة، قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوي بدار الإفتاء، في فيديو له، إن المنتحر ليس بكافر كفر الملة، أي أنه خارج من ملة الإسلام، بل هو كفر أصغر وهو كفر النعمة ويعني كفر دون الكفر، مشيرا إلى أن المنتحر ارتكب كبيرة من الكبائر التي يقابلها عقاب عظيم وممتد، وإن مات الشخص على ملة الإسلام فهو من أصحاب الكبائر وله وعيد وتُرجى له الرحمة، وهو داخل في دائرة الإرادة الإلهية فإن يشأ يعذبه أو يرحمه.
الأزهر يحذر من الانتحار
وكان الأزهر الشريف، حذر في وقت سابق من الانتحار مهما تراكمت الهموم والأحزان، مؤكدا: «مهما تراكمَت الشدائد على نفسك، وتراكمت الظلماءُ في طرقك، وشعرت بضيقٍ شديدٍ، وأحسست بأن اليأس تملكك ويأكل بقايا الأمل في روحك، أَبشر بفرج الله إليك احذر من اليأس، فاليأس والقنوط استصغارٌ لسعة رحمة الله عز وجل ومغفرته، وذلك ذنب عظيم، وتضييق لفضاء جوده».
الاكتئاب وراء الانتحار
وفي سياق متصل قال الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوي في الأزهر الشريف، إن الانتحار هو الفعل الذي يتضمن تسبب الشخص عمدا في قتل نفسه، أو هو فعل يقتضي إنهاء الشخص لحياته بكلتا يديه وعمدا، مهدرا بذلك حقه في الحياة، والذي يعتبر أقدس حقوق الإنسان على الإطلاق.
وأكد أن الانتحار يعتبر جريمة دافعها الأساسي، ربما يكون اليأس والاضطرابات النفسية، مشيرا إلى أن اليأس الذي يعتبره الكثيرون أنه هو الدافع الأساسي للانتحار مرجعه إلى الاكتئاب أو الهوس الاكتئابي.
وشدد على أن الإسلام يحفز أبناؤه ويطلب منهم أن يكونوا ذوي طموح، ولكنه الطموح المشروع المفيد، فآيات وأحاديث الترغيب في هذا الأمر تأخذ قدرا كبيرا من الكتاب والسنة ألا يعتبر ذلك تحفيزا على الطموح، ذلك الطموح المقرون بالعمل والجهد والعرق، ألم يقل الله تبارك وتعالى: «وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» آل عمران، وقال تعالى: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ»، آل عمران.