تقاسما شعرهما مع مرضى الكانسر.. قصة «مها ومايكل» شقيقان بالمنيا تبرعا بتاج رأسيهما لمصابي السرطان بـ مستشفى 57357: جبر الخواطر نعمة| فيديو وصور
يقول الله تعالى “فَأَمَّا مَن أَعطَى وَاتَّقَى، وَصَدَقَ بِالحُسنى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرَى وفي المقابل يقول السيد المسيح “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ“.. وبين هذا وذاك ترجمت مها أمير وشقيقها مايكل أبناء محافظة المنيا، ذلك على أرض الواقع بعد أن قررا التبرع بشعرهم للأطفال المصابين بالكانسر بمستشفى 57357 ليتم صناعه البواريك لهم تعويضًا على فقدان شعرهم بسبب العلاج الكيماوي.
وداخل قرية بسيطة من بين قرى محافظة المنيا تسكن أسرة عم أمير المكونه من 5 أفراد هم زوجته الخمسينية وفتاة و3 شباب أكبرهم مها خريجة كلية العلوم جامعة المنيا، واصغرهم مايكل الطالب بكلية الحقوق جامعة أسيوط.
«أهلي ربوني على العطاء دوما».. هذا ما تفوهت به صاحبة الست والعشرون عامًا خلال حديثها الخاص لـ"فيتو، راوية: شاهدت منشورًا لوالدة الطفلة الصغيرة عبرت فيه عن مدى حزنها على ابنتها المصابة بالسرطان الذى قضى على شعرها تمامًا، ما دفعني إلى ترك رسالة للأم بأنها ستتقاسم شعرها الطويل مع الطفلة الصغيرة.
إلا أن الأم من كثرة التعليقات لم تشاهد تعليقي على ما دونته، ولكن لم اتخلى عن فكرة التبرع بأكثر من نصف شعري لصالح مرضي الكانسر، تواصل مع إحدى المؤسسات التي تعمل في صناعة البواريك والتي تسلمها للمستشفى.
تعرفت على الشروط الرئيسية والاساسية في التبرع بالشعر من بينها أن يكون جاف ويزيد طوله عن 20 سم، وشروط أخرى، واقتنعت شقيقي مايكل بالفكرة.. وحاولت والدتي التبرع بشعرها أيضًا إلا أن الشعر الأبيض لا يصلح في صناعة البواريك.
لم انتهى عند أخي ووالدتي فحسب ولكن أحمد الله بأنني استطعت إقناع 10 آخرين بفكرة التبرع بالشعر، وتم التواصل مع المؤسسه والآن أنا في مرحلة الجمع وسوف اسافر قريبًا الي محافظة الإسكندرية لتسليمهم.
تؤكد مها أن الأمر بالرغم من بساطته إلا أن له تأثيرًا كبيرًا على مريضات السرطان ويعتبر تعويضًا ولو قليلًا لما فقدوه، واختتمت: "هذا ما تربينا عليه من أخلاقنا الجميلة".
وفى سياق متصل، يقول مايكل شقيق مها، عقب عرض شقيقتي الفكرة وافقت دون تردد من يجبر الخواطر يجبر الله خاطره فمابالك إذا كان جبر خاطر مريض وملاك من الملائكة.
وأضاف صاحب الثمان عشر عاما خلال حديثه الخاص مع "فيتو"، 13 شهر وأكثر استطعت خلاله أن اعتني بشعري عناية كاملة حتى وصل طوله الي الطول المطلوب حسب مواصفات المؤسسة أكثر من 20 سم، وخلال تلك الفترة شعرت بالتمر من قبل بعض الزملاء ولكن لهم كامل العذر لأنهم لم يعرفوا ماذا كان يدور في مخيلتي في هذا الوقت ولا يعلمون عن فكرة التبرع إطلاقا.
ولفت طالب كلية الحقوق قائلًا: توجهت إلى الحلاق وشرحت له الوضع كاملًا لكي يقوم بقص شعري بطريقة معينة وأشكر الله تمت المهمه بنجاح فجبر الخواطر نعمة كبيرة لا تقدر.
وفى هذا السياق، يقول أمير منير والد مها أمير ومايكل، أشكر الله تعالى بأنني استطعت تربيه ابنائي الأربعة بفضل الله ووالدتهم على العطاء دون انتظار مقابل من بشر لا نرجوا من ذلك سوي إرضاء الله تعالى، فعند عرض فكرة التبرع من قبل الأبناء وافقتهم دون تردد بل وقمت بتشجيعهم، لأن أطفال مرضى الكانسر وجب علينا الوقوف بجانبهم دون انتظار مقابل سوي رضا الله.
كما تفوهت الأم الخمسينية "ثريا بطرس" خلال حديثها مع فيتو موضحة، كان نفسي اتبرع مع أولادي ولكن شروط التبرع بالشعر لم تنطبق على لان من شروط التبرع أن يكون الشعر بدون أي شعرة بيضاء، ولكن بارت لهم على طريق الخير الذي سلكه مايكل وشقيقته مها، فمثل تلك الأطفال لهم َواجب كبير علينا في المساندة، ليس شرطًا أن يكون التبرع ماديًا فقط ولكن يوجد العديد من الأساليب للتبرع والوقوف بجانبهم.