رئيس التحرير
عصام كامل

إلا الخيانة


قد يغفر الشعب المصرى للإخوان يوما ما مستقبلا كل ما ارتكبوه من أخطاء وخطايا بعد العزل الشعبى لرئيسهم ابتداء من ممارسة العنف والتعاون مع الجماعات الإرهابية وانتهاء بمحاولات شل الحياة فى المحروسة واقتحام المؤسسات.. ولكن لن يغفر الشعب المصرى للإخوان أبداً لجوءهم إلى الخارج سواء أمريكا أو لحلف الناتو لدعوتهم لغزو أرض مصر ودفع قواتهم وأساطيلهم وبوارجهم وطائراتهم لاقتحام أرضنا لفرضهم علينا حكاما وإعادة رئيسهم بقوة الاحتلال الأجنبى إلى الحكم مجددا.



هذه هى الخطيئة أو الجريمة الكبرى التى لا يمكن للشعب المصرى أن يغفرها للإخوان حتى إن تابوا و قدموا الاعتذار تلو الآخر.. فالشعب المصرى لا يقبل بين صفوفهم من يستعدى الأجانب عليه ومن يحرضهم على احتلال أرضهم ويحضهم على استخدام القوة المسلحة ضده بكسر إرادته.. وكم من الخونة فى التاريخ المصرى ما زال يحفظ الشعب المصرى أسماءهم فى قوائم من يحتقرهم حتى الآن رغم مرور مئات وليس عشرات السنين.



لذلك.. حتى بعد الفشل المنتظر أن يلحق بمحاولات الإخوان لاستدعاء القوات الأجنبة لمساعدتهم على استعادة الحكم الذى فقدوه فإن شعبنا العظيم لن يغفر لهم ذلك.. وسوف يبقى للإخوان بعد فشل محاولاتهم الازدراء الشعبى لهم وهذا أقسى عقاب ينتظرهم.. 

صحيح أننا يمكننا محاكمة عدد من قادتهم وكوادرهم على ما يفعلونه الآن مثل التهليل لقدوم الأسطول الأمريكى بالقرب من موانينا أو بمحاذاة السفارات الأجنبية أو باتصالاتهم المفضوحة مع بعض العواصم الأجنبية وخاصة واشنطن أو بالطلبات الصريحة لأمريكا بالتدخل لإجهاض 30 يونيو.. ولكن كل ذلك سيكون أمرا لا يذكر مقابل العقاب الشعبى الذى ينتظر الإخوان لمجرد تفكيرهم فى الاستعانة بالأجانب فى حربهم التي أعلنوها ضد الشعب والجيش معا ..الازدراء الشعبى والاحتقار المجتمعى ونبذهم من المجتمع أقوى من أية عقوبة أخرى... فلن يغفر الشعب لهم أبدا الخيانة أو مجرد التفكير فيها.
الجريدة الرسمية