رئيس التحرير
عصام كامل

محمد الكحلاوي.. رفض الغناء لعبد الناصر حبا في الرسول.. ورؤية بالمنام أعادت صوته

مداح النبى محمد الكحلاوى
مداح النبى محمد الكحلاوى

انضم إلى الإذاعة مطربا عام 1934 بأغنيات دينية وأناشيد منها "لأجل  النبى" التى كانت سببا فى شهرته، وأغنية "مدد يانبى"، نور النبى"، "خليك مع الله"، وغيرها.. ومن هنا سمى محمد الكحلاوى ـ ولد في مثل هذا اليوم عام 1912 ـ مداح النبى لكثرة ما غنى في حب النبي صلى الله عليه وسلم، 


فلا يمكن أن يذكر اسم الكحلاوى إلا ويعود إلى الأذهان أول نشيد ديني غناه ولحنه،  وتقول كلماته: "كريم تواب وأنا تايب.. كريم تواب جيتك تايب".. أو يقول: "أنا جسمي عليل ودواه النبي.. وقلبي يميل لزيارة النبي / أحب النبي وأحباب النبي / رامي حمولي على الله ".

حياة أولاد البلد 

سمى محمد الكحلاوى نسبة  إلى خاله محمد مجاهد الكحلاوى الذي قام بتربيته بعد وفاة أمه وهو طفل، وتعرف من خلال خاله صاحب الصيت الواسع فى الحياة الفنية بحى باب الشعرية حيث عاش حياة أولاد البلد والفن الشعبى، واتجه  إلى إنشاد المواويل الشعبية ثم عمل بالإذاعة منذ نشأتها عام 1934، وانتُخب نقيبا للموسيقيين عام 1945 لكنه تنازل عنها الى الموسيقار محمد عبد الوهاب، ثم اتجه إلى الغناء البدوى فكون ثلاثيا مع الشاعر الزجال بيرم التونسى والملحن زكريا أحمد.

الكحلاوى فى أحد أفلامه 

اتجه الكحلاوى إلى السينما وكانت أول  أعماله  فيلم سينمائى بدوى باسم "رابحة " بطولة بدر لاما وكوكا، وقام بتلحين وأداء أغانى الفيلم ثم قدَم بعد ذلك أربعين فيلمًا قام بالبطولة في 12 منها من أشهرها "أحكام العرب، ابن الفلاح، الصبر جميل، أسير العيون ".

اولاد القبيلة 

أنشأ الكحلاوى شركة إنتاج سينمائية باسم"شركة أولاد القبيلة" تخصَّصت في الأفلام العربية البدوية فقدمت 40 فيلمًا، قام الكحلاوى ببطولة 12 منها، كان آخرها فيلم "بنت البادية" عام 1957 وأنشد فيه أغنية لجل النبي، اقتصر أداؤه على الغناء الدينى حتى قدَّم 600 لحن دينى بدأها بلحن "كريم تواب" وهى من تأليفه وتلحينه، ثم تبعها بأغنيات "عليك سلام الله" و"ماشى في نور الله"، واستمر في الغناء الدينى 

الكحلاوى فى شبابه 

 أصيب الفنان محمد الكحلاوى بالمرض فى أحباله الصوتية وفقد القدرة على الغناء لفترة ـ وكما صرحت ابنته الدكتورة عبلة الكحلاوى ـ استمر مريضا لا يقدر على الكلام والغناء حتى رأى رؤية فى منامه، وسمع شخصا  يوقظه قائلا: "سيعود صوتك لكن لا تغنى إلا للرسول صلى الله عليه وسلم،  فاستيقظ  الكحلاوى ليجد صوته قد عاد، فنذره لمدح الرسول فقط، وقرر أن يعيش ما تبقى من حياته مداحا للرسول، وألا يغنى لأى إنسان آخر، حتى انه عندما طلب منه الرئيس جمال عبد الناصر غناء اغنية له رفض الكحلاوى ذلك.


فى سنواته  الأخيرة، زهد الحياة واعتزل الغناء، وهجر عمارته المطلة على النيل في الزمالك وبنى لنفسه مسجدا بمنطقة الإمام الشافعى، وأقام أعلاه استراحة عاش فيها حتى رحل الله فى اكتوبر عام 1982، ودفن فيه.

الذلة الكبرى 

حصل محمد الكحلاوى خلال مشواره الفني على العديد من الأوسمة  والجوائز منها جائزة التمثيل عن دوره في فيلم " الذلة الكبرى" وجائزة الملك محمد الخامس، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967 وجائزة الدولة التقديرية.
 

الجريدة الرسمية