تداعيات القصف الإيراني على الأكراد شمال العراق
اعتبرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن الضربات التي نفذتها طهران ضد الأكراد في شمال العراق أمس الأربعاء، تدل على يأس الحكومة الإيرانية التي تواجه واحدة من أكبر الاحتجاجات في تاريخ البلاد.
وقالت الصحيفة إن طهران نفذت ”هجمات دامية“ عبر الحدود في شمال العراق، استهدفت من خلالها مقار ثلاثة أحزاب كردية إيرانية تدعم التظاهرات الجارية داخل إيران منذ نحو أسبوعين، حيث قتلت الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة 13 شخصًا على الأقل.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن الضربات الإيرانية تؤكد ”ارتباك“ حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، بشأن التعامل مع الاحتجاجات التي أسفرت عن مقتل العشرات من المتظاهرين وإصابة المئات.
احتجاجات طهران
وكانت التظاهرات في إيران اندلعت احتجاجًا على وفاة مهسا أميني، وهي فتاة كردية إيرانية، في أحد مراكز احتجاز ”شرطة الأخلاق“ (الآداب) المثيرة للجدل، وألقت السلطات القبض على أميني (22 عاما) وسط مزاعم حول عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في البلاد.
وأوضحت ”واشنطن بوست“ في تقرير لها أنه ”لطالما استقرت الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في العراق، وبينما أعربت عن دعمها للاحتجاجات في إيران، لا يوجد ما يشير إلى ارتباطها المباشر بالاضطرابات“.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن ”الهجمات الإيرانية كانت بمثابة محاولة يائسة لإبعاد النظام الإيراني نفسه عن المساءلة حول الاحتجاجات وعدم قدرته على حلها بالطرق السلمية.. تريد طهران إلقاء اللوم على قوى خارجية“.
وقال المحلل السياسي الكردي المقيم في أربيل، هيوا عثمان، للصحيفة: ”ما يريد الإيرانيون قوله هو أن الاضطرابات داخل إيران تحرض عليها أحزاب المعارضة في العراق.. لكنها في الواقع معارضة علنية من قبل الشعب الإيراني ضد النظام“.
واعتبرت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية أنه من غير المرجح أن يهدئ الخطاب المتلفز الذي ألقاه رئيسي يوم الأربعاء، تزامنا مع قصف الأكراد، الشباب الإيراني المنتفض الذي فقد الثقة في نظام بلاده المتطرف، خاصة أن الرئيس الإيراني هو الذي أمر بتطبيق أكثر صرامة لقوانين الحجاب في وقت سابق من هذا الصيف.
وقال نشطاء في إيران تحدثوا إلى الصحيفة: ”إن ثقتنا آخذة في الازدياد.. نحن لن نتراجع عن انتفاضتنا رغم الاعتقالات.. هناك اعتقاد سائد بأن شيئًا ما سيتغير هذه المرة“.
واختتمت ”الجارديان“: ”ستكون الحكومة الإيرانية يائسة لضمان عدم امتداد الاحتجاجات إلى المزيد من أحياء الطبقة العاملة، ومن المرجح أن تصور المتظاهرين على أنهم ليبراليون مناهضون للوطنية على خلاف مع قيم النظام“.