أول عمل فني بواسطة الذكاء الاصطناعي يحصل على حقوق فكرية
شهدت الآونة الأخيرة تنامي الاهتمام ببرامجِ الابتكار الفني المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مثل "دال-إي" ما سبَّب تعقيدات قانونية وأخلاقية حول تطبيقاتها فضلًا عن إمكانية حيازة حقوق فكرية على إبداعاتها.
وحصل الفنان كريس كاشتانوفا من الولايات المتحدة على أول حقوق فكرية أمريكية لرواية مصورة تحمل اسم ”زايرا أوف ذا دون“ أبدعها باستخدام نظام ليتنت ديفيوجن العامل بالذكاء الاصطناعي.
وقال كاشتانوفا في إعلان نشره على إنستجرام: ”أرى أن العمل الفني المصنوع بواسطة الذكاء الاصطناعي يجب أن يملك حقوقا فكرية، ما دفعني إلى تسجيله كعمل فني بصري، واستلمت شهادة القبول مباشرة“.
وتطور الذكاء الاصطناعي حديثا في مجال توليد الصور والرسومات، إلى درجة منافسة الفنانين وأصحاب المهن الإبداعية، وساعدت تقنيات طموحة على إكساب الذكاء الاصطناعي أدوات فنية تجاري الإبداعات البشرية.
وأصدر مكتب الحقوق الفكرية في الولايات المتحدة في فبراير2022، قرارا بمنع إعطاء شهادة الحق الفكري للذكاء الاصطناعي، إذ رأى القائمون عليه أن الإبداع غير البشري ليس مؤهلا لحماية حقوقه الفكرية.
وجاء القرار ردًّا على قضايا عديدة تطالب بمنح حقوق فكرية لأعمال لم يقم بها البشر، مثل صورة ”سيلفي“ التقطها قرد.
وميز المكتب بين إصدار شهادة حقوق فكرية لذكاء اصطناعي وإصدارها للشخص الذي تعاون مع الذكاء الاصطناعي في ابتكار العمل.
ولا تحظى إبداعات خوارزميات الذكاء الاصطناعي بالدعم ذاته الذي حصل عليه كاشتانوفا، وسط مخاوف يتعلق بعضها بحقوق مشاهير.
وأشار نقاد إلى أن الشخصية الرئيسة في الرواية شبيهة بالممثلة ”زندايا“ إذ أن برامج الذكاء الاصطناعي لتوليد الصور تعتمد غالبا على صور المشاهير مرجعا لها، بفضل توفر صور كثيرة عنهم، ويحدث ذلك دون موافقة المشاهير أو معرفتهم.
وسبق أن أعلن جريج بيترز، المدير التنفيذي لموقع ”جيتي إيميجز“ الأمريكي المتخصص بالوسائط المرئية وأرشفتها، أن الشركة لن تقبل أعمالا فنية مصنوعة بواسطة ذكاء اصطناعي في منشوراتها، بسبب القضايا القانونية ومشكلات الخصوصية المرتبطة بها.
وقال بيترز: ”أحدثت الأعمال الفنية المُبتكرة بواسطة نماذج حاسوبية وخوارزميات ذكاء اصطناعي قلقا كبيرا في مجالات واسعة من الفن وغيره، في ظل الحاجة إلى امتلاك الأعمال حقوقا لحمايتها من النسخ والاستخدام غير المشروع، وحاجة الفنانين لحماية حقوقهم الفكرية من السرقة والانتحال“؛ وفقًا لموقع ”بوب ساي“.
استمرار السجال.. ويبدو أن الجدل حول إبداعات الذكاء الاصطناعي ودخوله مضمارا ظل خلال التاريخ حكرًا على البشر لملامسته المشاعر، سيستمر لعقود قادمة.
وإلى جانب مخاوف متعلقة بالخصوصية والحقوق الفكرية، يرى نقاد أن أعمال الذكاء الاصطناعي لا ترقى إلى مستوى الأعمال الفنية الإبداعية.
في حين يرى فيها آخرون صنفًا جديدًا من الفنون، سيعترف به البشر مستقبلًا على الرغم من الانتقادات، مشبهين الجدل حوله، بما أثاره التصوير الفوتوغرافي في بداياته من سجال مشابه، بين مؤيد لتصنيفه كفن إبداعي ومعترض على ذلك.