مفاجأة.. وزير الرى الجديد يرفض استكمال "تبطين الترع".. "سويلم" يطيح بقرارات سلفه.. ويقدم تصورات جديدة لحل أزمة المياه في مصر
كما تعودنا فى مصر، أغلب الوزراء الجدد لا يسايرون معظم قرارات أسلافهم التى اتخذت فى الغالب وفق أهواء وانحيازات شخصية وليس عن دراسات وقناعات المؤسسة نفسها، لهذا بدأ الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى حقبته الوزارية بقرارين يمثلان ًانقلاب كاملًا على أفكار سالفه الدكتور محمد عبد العاطى.
سويلم القادم من خلفية علمية وأكاديمية أوروبية عازم على البحث عن بدائل جديدة لعمليات تبطين الترع الجارية فى مصر منذ 3 سنوات انتهت خلالهم الوزارة من تبطين قرابة 6 آلاف كيلومتر من المجارى المائية المتعبة والرئيسية بتكلفة بلغت مليارات الجنيهات بهدف تقليل المهدر من المياه فى عمليات النشع وتوفير 5 مليارات متر مكعب من المياه بجانب حل أزمة توصيل المياه إلى نهايات الترع ومنع تلوث المياه حفاظا على جودة الحاصلات الزراعية المنتجة.
وقف تبطين الترع
تصريحات الوزير كانت بمنزلة هدم كامل لأفكار «عبد العاطي» والتى اعتمدت على نموذج موحد للتبطين بالخرسانة والمواد العازلة لنفاذ المياه، خاصة بعد بعض الانتقادات التى وجهت للوزير السابق من داخل قيادات بوزارة الرى حول جدوى توحيد نموذج التبطين وآثاره السلبية التى تم رصدها مع عملية التنفيذ ومنها احتمالية زيادة معدلات ازاحة التربة بتحويل مجرى الترع إلى كتلة من الأسمنت وألواح الخرسانة، غير الانتقاد الذى طال تنفيذ الوزارة للمشروع دون حساب الأثر البيئى لعملية التبطين والتى أدت إلى إزالة آلاف الأشجار التى نمت على ضفاف الترع وعمرها يتجاوز عشرات السنوات وكانت تمثل إحدى وسائل التظليل اللازمة لمواجهة التغيرات المناخية والارتفاع المستمر فى درجات الحرارة.
نماذج بديلة
سويلم طرح أفكاره خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى وأكد خلالها عزم الوزارة طرح نماذج بديلة لعملية التبطين الحالية تكون أكثر استدامة مع عمل دراسات مستقلة لكل ترعة وحاجتها للتبطين الكامل أو الجزئى مع مراعاة الأثر البيئى لعملية التبطين.
المفاجأة أن ملف التبطين لم يكن الوحيد الذى فجره سويلم فى الأسابيع الأولى له فى الوزارة، لكنه وجه انتقادات مبطنة لسياسة سلفه عبد العاطى بتصريحه أنه سيعمل بشكل جاد على دمج البحث العلمى التطبيقى بشكل أوسع فى الوزارة من خلال مركز بحوث المياه وخاصة فى ملف إيجاد نظام رى حديث مناسب لمناطق الدلتا والوادى خاصة الأراضى الواقعة فى شمال الدلتا والتى تعانى من زحف ملوحة البحر المتوسط أسفلها وجعلها تحت تهديد دائم من التدهور والبوار.
وأكد سويلم أن نظام الرى الحديث، والذى تحاول وزارتا الرى والزراعة تعميمه فى الوادى والدلتا، له سلبيات على المدى المتوسط والبعيد خاصة فى مناطق شمال الدلتا لمساهمته فى زيادة ملوحة التربة وتدهورها.
وكانت مصادر بوزارة الرى وجهت فى وقت سابق انتقادات مختلفة لنموذج منظومة الرى المطور التى حاولت وزارة الرى بالتعاون مع وزارة الزراعة تعميمها فى أراضى الوادى والدلتا خاصة أن نظام الرى بالتنقيط لا يناسب كل أنواع الأراضى خاصة مع اختلاف معطيات طبيعة التربة واحتياجاتها المائية فى كل منطقة.
نقلًا عن العدد الورقي…،