المشاط: 828 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي يوميا
قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي إن الإحصائيات الدولية تشير إلى أن 828 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي يوميا، مشيرة إلى أن نسبة الإنفاق على الغذاء من إجمالي الدخل تصل إلى 15% في الدول المتقدمة، بينما تجاوز 50% في الدول الفقيرة وهو ما يظهر حجم الأزمة التي يواجهها قطاع كبير من السكان في العالم على مستوى الأمن الغذائي.
وأضافت المشاط خلال كلمته ضمن فعاليات الدورة الأولى لمؤتمر الأمن الغذائي، أن قارة أفريقيا تعد الأكثر تأثرا بالأزمات التي يواجهها العالم لاسيما التغيرات المناخية، حيث يتأثر بهذه التغيرات 60% من دول القارة، في الوقت الذي تسهم القارة بنسبة 4% فقط من الانبعاثات الضارة على مستوى العالم، مشيرة إلى أن قارة أفريقيا تعد مستوردا صافيا للغذاء بتكلفة سنوية تصل إلى 43 مليار دولار، متوقع لها الزيادة لنحو 110 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2025.
وتابعت المشاط: من أجل تحقيق الأمن الغذائي ومواجهة الأزمات الراهنة، يجب بذل المزيد من الجهود المشتركة من أجل تحفيز الزراعة والعمل المشترك بين المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وزيادة الاستثمارات في مشروعات التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية، بما يعزز قدرة الدول على الصمود ومواجهة التحديات التي تحول دون تحقيق التنمية.
انطلاق مؤتمر الأمن الغذائي
وانطلقت منذ قليل، فعاليات الدورة الأولى لمؤتمر الأمن الغذائي، الذي تعقده وزارة التعاون الدولي وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، حيث تعقد الدورة ضمن الجهود العالمية لمواجهة تحديات التغيرات المناخية وتأثيرها على الأمن الغذائي في العالم.
مواجهة التحديات العالمية
ويناقش المؤتمر أهم التجارب والحلول لمواجهة التحديات العالمية الناتجة عن التغيرات المناخية ونقص الغذاء وتوقف سلاسل الإمداد والتوريد، نتيجة الأوبئة والحروب، من خلال ثلاث ركائز أساسية، الأولى هي الابتكار التكنولوجي في المجال الزراعي لتعزيز المرونة المناخية، ودعم أصحاب الحيازات الصغيرة وتطوير سبل الحصول على الغذاء لتحسين مستوى الأمن الغذائي، والثانية هي برامج الحماية الاجتماعية ودور رقمنة البيانات، وشبكات الأمان، وبرامج التمكين والتعلم، أما الركيزة الثالثة فتتناول دور الشمول المالي وأنظمة التمويل الحديثة، سواءً المصرفية أو غير المصرفية؛ للوصول إلى المجتمعات الأكثر احتياجًا وتمويلها.
برنامج الأغذية العالمي
جدير بالذكر أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يعد أكبر منظمة إنسانية في العالم تساعد المجتمعات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي على الاستعداد والاستجابة والتعافي من الصدمات والتأثيرات المناخية، بالإضافة إلى إنقاذ الأرواح في أعقاب الكوارث المرتبطة بالمناخ، فضلًا عن تقديم المساعدات الغذائية التي تساهم في تحقيق السلام والاستقرار للمجتمعات والأشخاص المستنزفين لبناء مسارات للسلام والاستقرار، وهو العمل الذي حصل بموجبه البرنامج على جائزة نوبل للسلام عام 2020.
كما يقدم البرنامج حزمة متكاملة من المساعدات لتحسين التغذية لدى الأمهات والأطفال، ودعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة من أجل تحسين إنتاجيتهم.
ويساعد البرنامج البلدان والمجتمعات على الاستعداد للصدمات المناخية والتعامل معها، وتعزيز رأس المال البشري من خلال برامج التغذية المدرسية.