يعشقها منذ الصغر.. حكاية "بهجت نوار" أقدم بائع جرائد بالبحيرة| فيديو وصور
لم تعد الجرائد الورقية في رونقها مثل السابق، كان لا يخلو أي منزل من الجرائد الصباحية مع فنجان القهوة، المصدر الأول والرئيسي في مراقبة أهم الأحداث، وفي مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة يعمل عم "بهجت نوار" صاحب الـ 57 عامًا في بيع الجرائد الورقية منذ الصغر.
بلهفة وسعادة عارمة، كان يرافق بهجت وهو في عمر السادسة أبيه في توزيع الجرائد على كافة محال ومقاهي المنطقة حيث كانت تدخل في نفسه سرور خاص، فكان يذهب كل يوم بعد صلاة الفجر مع أبيه، الذي كان لديه توكيل توزيع الجرائد بجميع مراكز محافظة البحيرة، ويوزعها ثم يذهب إلى مدرسته.
ويقول عم "بهجت" أنه عشق الجرائد وتوزيعها من الصغر حيث كان ينتظر فجر كل يوم حتى يصطحب أبيه ويوزع الجرائد، فكانت بالنسبة له أمر مسلي يمنحه المرح والسعادة واعتاد الأمر يومًا بعد الآخر وعام بعد عام حتى كانت هي ملاذه الأول والأخير من بعد وفاة أبيه.
وأكد أيضًا على أهمية الجرائد الورقية في الأعوام السابقة، حيث كانت تمثل أهمية كبرى لدى الأسرة المصرية صباح كل يوم مع وجبة الإفطار، فهي كانت المفتاح السحري لمعرفة أحوال البلد السياسية والاقتصادية بل ووالاطلاع على أحوال العالم أجمع بكل جوانبه المختلفة وثقافاته المتنوعة.
كما تحدث عن تطور المهنة على مر السنوات الماضية، حيث مثلت الصحافة والجرائد مرآة الدولة في ذلك الوقت، فكانت الجرائد ملازا للعامل والمهندس والمزارع والطبيب وجميع فئات الشعب المختلفة حتى ظهور شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت التي بدأت تقضي بشكل كبير على الجرائد الورقية التي أصبحت لا تضيف شيئًا جديدًا للقارئ.
وأضاف أن الجرائد الورقية كانت متاحة للجميع بسبب سعرها القليل حيث كانت تباع بسعر 3 قروش فقط إلا أن أصبحت في هذه الأيام يتراوح سعرها ما بين 3 إلي 5 جنيهات ولكن مع ذلك قل الإقبال عليها من المواطنين وذلك بسبب التطور السريع في منصات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى عدم تطور الصحافة الورقية خلال الفترة الأخيرة.