رئيس التحرير
عصام كامل

مقهى الست عزيزة بالجمالية.. حكاية 50 عاما من "الكفاح والشقى" | فيديو

الست عزيزة
الست عزيزة

في أحد شوارع حي الجمالية العتيق بقاهرة المعز لدين الله الفاطمي، ثمة حكاية تمتلك خيوطها سيدة سبعينية خطت التجاعيد وجهها وأحنت ظهرها سنوات الشقاء والعمل التي تجاوزت الخمسين عاما، حكاية الست عزيزة صاحبة أحد مقاهي هذا الحي القديم، هذه السيدة التي لا تجد راحتها إلا في العمل ولا تجد تسليتها إلا في الوقوف بين أكواب القهوة والشاي والعناب المثلج.

 

 

"أنا لو وقفت شغل أعيا أنا حياتي في الشغل" بهذه الكلمات تحب الست عزيزة أن تبدأ حديثها حينما تسألها "ليه يا حاجة بتشتغلي بنفسك لحد دلوقتي في القهوة؟"، فإلى جانب تقدمها في العمر وكسر حاجز السبعين عاما مصابة الست عزيزة بأمراض صدرية تدفعها لإجراء جلسات تنفس اصطناعي من حين لآخر إلى جانب آلام العظام والقدمين "بحكم السن"، تخبرك أن الأمر أعقد من من أن تجيب عنه بكلمة أو حتى جملة واحدة، فالظروف المعيشية الصعبة التي رافقتها منذ قدومها في سن صغيرة من إحدى قرى محافظة المنوفية والزواج من رجل "قهوجي" تعلمت وتشربت منه الصنعة لم تسترح يوما واحدا ولم تترك عملها، فتارة تعمل مع زوجها الذي رجل منذ عدة سنوات وترك لها مهمة الوقوف بالمقهى، وتارة تعد المشروبات والأطعمة بالقرب من مسجد الحسين،:"بحب اشتغل مبحبش القاعدة عزيزة ابراهيم بقالي خمسين سنة في القهوة ومأجراها من صاحبها بـ 1000 جنيه، وقبلها كنت تحت عند الحسين بعمل مشاريب وأكل".

 

الست عزيزة

 

 

الست عزيزة


بصوت منخفض تترك الشيخوخة بصماتها على كل حرف يصدره هذا الصوت، تخرج تلك العبارات البسيطة من الست عزيزة التي تعلقت بالعمل في المقهى وبدا أنه من الصعب ترك تلك المهنة بأي حال من الأحوال، فإلى جانب حبها للعمل ليس لديها أي مصدر رزق آخر غيره، فبناتها الخمسة تزوجن على فترات مختلفة وكل منهن تعاني هي الأخرى من ضيق الحال وصعوبة تحصيل الرزق، " مش معايا  حد إلا ربنا مجوزة 5 بنات لكن هما قد حالهم، وأنا رجلي وصدري تعبانين وباخد جلسات كهرباء وباخد علاج لصدري"ومن اليومية التي تحصل عليها عزيزة تحاول تدبير أدويتها "بيطلع لي في اليوم 50 أو 100 جنيه وفي ناس من المنطقة ولاد حلال بيساعدوني".

 

الست عزيزة

 

الست عزيزة

 

لا ترغب الست عزيزة أن تترك عملها ولا أن تتوقف عن إعداد القهوة وتنظيف الشيشة ومحاكاة اصحاب المحال المحطية بها، لكنها ترغب في أن تدقم لها يد العون في أن تحصل على معاش شهري ثابت "أنا كنت بأخذ معاش لما زوجي توفى ودلوقتي توقف" فضلا عن رغبتها في أن تجدد المقهى والمنزل الذي تعيش به.

 

 

ومن خلال زيارة لفيتو إلى منزل الست عزيزة القريب من المقهى حاولنا أن ننقل صوت هذه السيدة التي تقيم مع شقيق زوجها الذي تزوجت منه بعد رحيل الزوج فبدأ في معاونتها في العمل فتقف هي بالمقهى في النهار وهو يستكمل العمل ليلا، غرفة صغيرة مكتظة بالأثاث القديم، وسقف متهالك وجدران تصدعت وتحاول عزيزة ما إصلاح هذه العيوب قدر الإمكان،" الأوضة واقعة والفرش عايز يتغير عايزة اصلحها وعندي فرش عايز يترمي في القمامة، أنا عايزة حد يساعدني أجددها أو يتصرف لي معاش ثابت زي الأول".

الجريدة الرسمية