جمهورية الفيمنست.. برامج “تسليع النساء” تسيطر على الشاشة.. وخبراء: انفلات إعلامي أتاح الفرصة للحمقى
فى هذا الزمن، ليس أسهل من أن يجلس أحد أمام شاشة التليفزيون أو الحاسوب ويتكلم وينصح بل يحرض أحيانا، وبرامج السيدات فى الفضائيات لم تكن استثناء، فكثير من تلك القنوات لم يعد يتعلق بالمرأة قدر “الشحن” والإثارة لهدم البيوت المصرية، وبعضهم يثير ضجة كبيرة فى كل الأوساط الإعلامية، وتنم عن ذلك تداعيات سلبية على المجتمع.. والتقرير التالى يناقش الأبعاذ النفسية والاجتماعية لهذه الهبة غير الفطرية..
الدراسات العلمية تشير إلى أن تلك البرامج لها تأثير قوى على العلاقات الاجتماعية، وهذا ما يوضحه طه أبو الحسين، أستاذ علم الاجتماع، فيوضح أن برامج الإعلام فى النهاية علم، وكثير من مذيعات برامج السيدات يتحدثن فى تفسير آيات القرآن الكريم، وهن لا يُجِدن قراءتها فى الأساس، فالحديث فى العلم يجب أن يكون قائمًا على دليل وسند ومرجعية، كما يحدث فى رسائل الماجستير والدكتوراه إذا كتب الباحث جملة بدون سند يحذفها المشرف من رسالته.
وأوضح أبو الحسين أن لكل زمن ولكل مجتمع ظروفه التى تختلف عن غيرها، فعلى سبيل المثال الزوجة الثانية حلال، ولكن هل الظروف الاقتصادية الحالية تسمح بوجود زوجة ثانية، وبالتالى الزوجة التى لا تريد أن تخدم زوجها أو ترضع أبناءها من حقها ذلك، فهى غير مجبرة على ذلك، ولكن هل الظروف الحالية تسمح للزوجة بتوفير خادمة لها.
وأشار إلى أن الحياة الاجتماعية الزوجية قائمة على الوفاق الاجتماعى حول حقوق ومسئوليات المرأة والاختلاف الاجتماعى حول حقوق ومسئولية المرأة، وإن كان هذا الخلاف على حق، ولكن لا يجب أن نستخدم هذا الحق، الذى يراد به باطل، كأداة فتنة وتدمير للبيوت المصرية وفساد العلاقات الاجتماعية، بما يضع المجتمع فى مهب الريح، منوها كل الدعوات المطروحة فى تلك البرامج لا يجب أن تكون فرضا، وبالتالى هؤلاء المذيعات لا يردن إصلاحًا.
روشتة إنقاذ
فى نفس السياق يقول أحمد الباسوسى، أستاذ علم نفس، عالمنا المعاصر يعاد تشكل أو صياغة منظومته القيمية من خلال وسائل الإعلام، وهناك الكثير من التغيرات القيمية الإنسانية حدثت فى الغرب بسبب تلك المنظومة، ولم تعد القيم التقليدية التى درج عليها الآباء والأجداد هى السائدة فى ثقافة عالمنا المعاصر سواء فى الدول الغربية أو بلادنا.
وواصل، أهم وسائط الإعلام المؤثرة بقوة على وعى الجماهير: الإنترنت بالطبع، ووسائل التواصل الاجتماعى، والتلفزيون الذى لا يزال يحتفظ بزخمه الشديد فى التأثير على عقول الناس وتغيير اتجاهاتهم وتوجهاتهم المعرفية والاجتماعية والنفسية، وتأتى برامج الفضائيات فى مصر المهتمة بشئون الأسرة لتلتقط من عالم الإنترنت المزدحم بكل عادات وثقافات الغرب الجديدة الغريبة على مجتمعاتنا لتمثل المادة الإعلامية لبرامجها والتى تصطدم بقيمنا التقليدية السائدة، دون مراعاة لعملية التدرج أو التحول القيمى المجتمعى، وبالتالى تحدث صدمة لوعى الناس الذين لم يتم التمهيد لهم عن هذا الاختلاف أو التحول الجارى فى المجتمعات الأخرى.
وأكد الباسوسى على أن مسايرة الواقع المتغير ضرورة لا بد منها، لكن عن طريق الوعى تماما بهذا التغير وتأثيراته المجتمعية على شبابنا المتلهف للتغيير، لذلك لا بد من الاستعانة بخبراء فى المجال لديهم الكفاءة والخبرة للتعامل مع هذه المواد وترشيدها وإجراء هذا التحول وإنجازه فى سلام من دون حدوث صدمات أو اصطدام أو تهديد السلم المجتمعى.
وفيما يخص التحليل النفسى لظاهرة الفيمنيست وتأثيراتها السلبية على المجتمع، قال الباسوسى يجب أن نوضح فى البداية أن وسائل التواصل الاجتماعى أتاحت الفرصة للمضطربين نفسيا والمجرمين والحمقى للتعبير عن أنفسهم وآرائهم من خلال لوحة المفاتيح فى غرف النوم، كما أنها أصبحت وسيلة مهمة للظهور والدعاية للنفس أو إثبات الوجود بالنسبة لأولئك الذى يتمتعون بعقد النقص وعدم الكفاءة ومشاعر داخلية بالعجز، فقد جاءت السوشيال ميديا لديهم طوق نجاة ينشرون عبرها أفكارهم المضطربة بأريحية تامة.
نقلًا عن العدد الورقي…،