أمين البحوث الإسلامية يؤكد عمق العلاقة بين العلوم الدنيوية والشرعية
قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عيّاد إن هذا اللقاء من الأهمية بمكان حيث يأتي ضمن جهود الأزهر الشريف بجميع قطاعاته خصوصًا وأن الأزهر الشريف عبر تاريخه يعمل على إعادة الوعي باعتبار أن الوعي يمثل نقطة الارتكاز التي ينبغي أن تبنى عليها الأمم، وينبغي أن تقوم عليها في سبيل نهضتها وتقدمها وعلوها وريادتها، والأخذ بزمام البشرية إلى ما يحقق لها مضمون مراد الشارع الحكيم في الدنيا والآخرة، مضيفًا أن هذا اللقاء حلقة في سلسلة بدأها الأزهر الشريف عبر تاريخه الطويل.
جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات الندوة الشهرية الثانية لمجلة الأزهر والتي عقدت بعنوان: "الجوانب العلمية والشرعية للتغيرات المناخية.. الأسباب والحلول".
وأضاف عياد أن هذه الندوة تؤكد أيضًا على عمق العلاقة بين العلوم الدنيوية والعلوم الشرعية؛ مما يدفع تلك الاتهامات الجائرة التي جاءت في عصر العلم على أن هناك تعارضًا أو تناقضًا بين الوحي الإلهي وبين العقل الإنساني، أو بين العلوم النظرية أو العلوم التجريبية؛ وذلك من خلال حصر مجموعة من الأسباب تتعلق بالأمور المناخية فيما يتعلق بالتأثير والتأثر، والإيجابيات والسلبيات من خلال مجموعة من رموز الفكر سواء في الجوانب الشرعية أو العلمية.
أوضح الأمين العام أن الأزهر الشريف عندما يتناول هذا الموضوع من خلال مجلة الأزهر الشريف؛ باعتبارها تعبر عن رأي الأزهر وعن رؤيته حول القضايا المجتمعية والمشكلات الإنسانية؛ فإنه يعكس رسالة مهمة في أن المجلة في عرضها للآراء تفسح المجال لوجهات النظر المتعددة والمتباينة والمتغيرة، وتترك لها بسط وجهة نظرها طالما أنها تعتمد على حجج موضوعية وأسس متينة، كما تقوم بعرض القضايا عرضًا جيدًا يقرع الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان، وتلتزم الحيادية والموضوعية، مشيرًا إلى أن مما يحسب للمجلة من خلال طريقها الطويل اشتبكت في قضايا عدة، وموضوعات مختلفة كان الفيصل فيها الحق والاستناد للعلم دون افراط أو تفريط مع الأخذ بالموضوعية وعدم المحاباة.
كما أكد عياد أن ما ققدمه الأزهر من جهود وأنشطة في هذا الشأن يعكس أن الأزهر الشريف بجميع قطاعاته مؤسسة وطنية من مؤسسات الدولة تعنى بمشكلات الواقع وقضايا المجتمع، موضحًا أن قضية التغير المناخي واحدة من القضايا العالمية التي أقلقت العالم كله، وجعلت أصحاب الضمائر الحية يدعون إلى ضرورة بحث هذه القضية والعمل على حلها بعيدًا عن الأهواء والمصالح الشخصية والمنافع الخاصة، مضيفًا أننا قصدنا من خلال تلك الندوة محاولة عرض صورة واضحة لدور المؤسسة الأزهرية تجاه واحدة من القضايا العالمية الشائكة.
وأشار الأمين العام إلى أن هذه القضية عندما ننظر لها من المنظور الشرعي سوف تجد أنها تحكي لنا علاقة إيجابية بين الإنسان وبين الكون باعتبار أن الإنسان هو خليفة لله تعالى في الأرض خلقه الله تعالى وأمره بعدم الإفساد فيها وأمره بإصلاحها وإعمارها، مشيرًا أن عنوان الندوة جاء يحمل رؤية اقتصادية شرعية علمية واقعية من خلال عدة محاور: أثر التغيرات المناخية على أوقات العبادات، الثقافة المناخية في إطار الأسرة والمدرسة والجامعة، المرأة في ظل التغيرات المناخية بين التأثير والتأثر، الاقتصاد الأزرق ودوره في مواجهة التغير المناخي، ثورة الطبيعة.. الأسباب والحلول.