أدوية إنقاص الوزن فيها سُم قاتم.. «الغذاء والدواء الأمريكية» تحظر من الأدوية التى تحتوى على مادة السيبوترامين
السمنة مرض خطير يصيب بعض الأطفال منذ صغرهم لأسباب عديدة منها عوامل جينية متعلقة بالوراثة أو بفعل تعاطى بعض الأدوية التى من ضمن آثارها الجانبية الامتلاء وزيادة الوزن بسرعة كبيرة أو بسبب العادات الغذائية الخاطئة مع قلة الحركة، وجميع هذه العوامل يظل ملازما لهم فترة طويلة إذا لم يتم التعامل معه بطريقة صحيحة.
وعلى جانب آخر تنتشر أدوية علاج السمنة وتتزايد أعدادها بشكل هائل، إذ تخرج علينا كل يوم أنواع جديدة وبأسماء تجارية مختلفة، ولأن مرض السمنة مزمن، والمريض يمل بسرعة ويسعى دائمًا إلى الجديد فى العلاج، فقد سعت شركات الأدوية إلى تغيير شكل واسم الدواء كل فترة، دون تغيير فى مكوناته ونسب تركيب الدواء، بجانب الوصفات غير الصحية التى تنتشر على السوشيال ميديا وقد تشكل خطورة بالغة على صحة المرضى.
أدوية السمنة
يوضح الدكتور بيشوى نان، أخصائى العلاج الطبيعى وعلاج السمنة والنحافة، أن التعامل مع أدوية السمنة دون استشارة طبيب خطر للغاية، إذ تتوافر أدوية غير معتمدة وغير حاصلة على تصريح من وزارة الصحة وبعضها ممنوع دوليا، لافتا إلى عدم وجود دواء تخسيس تظهر نتيجته وفعاليته بدون ممارسة رياضة ونشاط حركى معه.
ويحذر أخصائى علاج السمنة من الأدوية التى قد تسبب إسهالا، أو الأعشاب والملينات بهدف إنقاص الوزن، مثل الأنواع التى تروج عن شاى التخسيس، موضحا أنها توقف حركة القولون وتتسبب فى إسهال شديد وأضرار بالغة، ولن تحدث أى تغيير فى الوزن إلا فى الأيام الأولى نتيجة فقد كمية من المياه، خسارة للجسم أكثر منها خسارة للوزن.
يكشف الدكتور بيشوى لـ«فيتو» أسماء الأدوية التى حصلت على موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام على المدى الطويل لعلاج السمنة وهى خمسة أدوية فقط، حيث تم منع كل الأدوية التى تحتوى على مادة السيبوترامين ومنع ترخيصها داخل مصر، إذ مع الأبحاث وجد أن لها أضرارا كبيرة على المخ والكبد والقلب وضغط الدم، لذلك كل الأدوية الموجودة المحتوية على مادة السيبوترامين هى أدوية مهربة ومجهولة المصدر وهو ما يزيد من مدى خطورتها.
وأكدت الدكتورة إيمان كامل، رئيس قسم صحة الطفل بالمركز القومى للبحوث، إن مشكلة السمنة عند الأطفال مشكلة خطيرة جدا تؤثر تأثيرا سلبيا على صحتهم ونفسيتهم وسلوكهم، لافتة إلى أنها تسبب أمراضا عديدة للأطفال فى سن مبكر منها الكوليسترول ودهون الكبد، كما أنها السبب الرئيسى فى الإصابة بأمراض السكر والضغط فى سن مبكر، والتى تستمر معهم حتى البلوغ.
علاج الأطفال
وأوضحت كامل أنه قبل عمر سبع سنوات لا يوجد لسمنة الأطفال علاج إلا من خلال تعديل سلوك الطفل، ومن عمر سبع سنوات إلى 12 عاما يمكن اللجوء إلى الأنظمة الغذائية بجانب ممارسة الرياضة لعلاج السمنة، ومن بعد 12 عاما يتم علاج السمنة للأطفال بأكثر من طريقة مثل النظام الغذائى والرياضة وتعديل السلوك، ويمكن حينها إضافة بعض الأدوية المصرح باستخدامها لهذا السن مثل دواء أورليستات بجرعة معينة وهى 120 مجم، 3 مرات وقت الأكل، وهو يعمل على التخلص من الدهون الزائدة فى الطعام نفسه وليس الدهون الموجودة فى الجسم.
وأضافت الدكتورة إيمان كامل أن هناك علاجا آخر يمكن استخدامه وهو ليراجلوتايد وهى حقن تحت الجلد مصرح باستخدامها فى العالم كله، ودخلت إلى مصر فى نوفمبر الماضى عام 2021، وهى تعمل على تأخير تفريغ محتويات المعدة، بالإضافة إلى تحسين وزيادة الشعور بالشبع مما يؤدى إلى تقليل تناول الطعام بالتالى فقد الوزن.
وعلى جانب آخر، أكدت الدكتورة فاتن عمارة، مدير عام إدارة التدريب بالهيئة العامة للتأمين الصحى أن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن أمراض سوء التغذية فى الأطفال من طلاب المدارس الابتدائية، لاقت نجاحا واسعا ومبهرا فى الفترة السابقة، وأنها كانت دليلا واضحا على اهتمام الدولة المصرية بصحة الطفل وإدراكها خطورة مشكلة السمنة عند الأطفال مشيرة إلى أنه تم الكشف على 11 مليون طفل خلال منذ بداية عام 2022 على مستوى الجمهورية.
وأوضحت عمارة أن 30٪ من الأطفال الذين تم الكشف عليهم من عمر ٦ إلى ١٢ سنة كانوا مصابين بأمراض سوء التغذية والتى تضم الأنيميا والسمنة والتقزم، لذا كان من الضرورى البدء فى التحرك فى كافة المحافظات لعمل حملات توعية للأهالى والمعلمين فى المدارس عن خطورة أمراض سوء التغذية بالنسبة للأطفال.
سوء التغذية
وأشارت مدير إدارة التدريب بهيئة التأمين الصحى إلى أنه تم تحويل الأطفال المصابين بأمراض سوء التغذية للعلاج فى عيادات الربط وعددها ٢٥٥ عيادة على مستوى الجمهورية، كما تم تحويل بعض الحالات الصعبة إلى لجان متخصصة فى التغذية وأمراض الدم وهرمونات النمو، ويتم متابعة نتائج العلاج بصفة دورية مجانا بالكامل.
وأوضحت د. عمارة أن هناك نجاحا ملحوظا فى نتائج المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن أمراض سوء التغذية فى الأطفال فى المرحلة الابتدائية، خاصة مشكلة السمنة، حيث تم تحقيق انخفاض فى معدلات الإصابة بالسمنة من 13٪ عاما 2021 إلى 12٪ عاما 2022.
بدورها حاولت “فيتو” التواصل مع هيئة الدواء المصرية لمعرفة دورها الرقابى على أدوية التخسيس الموجودة فى الأسواق والصيدليات لكن لم ترد.
نقلًا عن العدد الورقي…