"الطين مصدر رزقهم"..شقيقان يبدعان في عمل الأواني الفخارية والتحف الفنية بالبحيرة..بث مباشر
يعملوا بالطين منذ الصغر واستطاعوا تحويل قطع الطين السواء إلى تحف فنية تنطق بالجمال، بأحد الورش القديمة بمحافظة البحيرة وبالتحديد بقرية زاوية غزال بمركز دمنهور يعمل الشقيقان محمد وعادل في مهنة صناعة الأواني الفخارية بكل أنواعها منذ سنوات فهي تعد مصدر رزقهم الوحيد بعد وفاة أبيهم.
حيث يعمل الشقيقان منذ 30 عاما بهذه المهنة حتى عرفوا كل أسرارها الخفية فأصبحوا من أهم صناعي الأواني الفخارية بالمنطقة، كما قاموا بتوريثها إلى أبنائهم حتى تظل باقية جيل بعد جيل، وتعد هي الملجأ الأول والأخير إليهم بعد وفاة أبيهم منذ عدة سنين ويعمل بها جميع أفراد الأسرة.
صناعة الأواني الفخارية بمحافظة البحيرة
و تعد صناعة الأواني الفخارية من أهم وأقدم الحرف اليدوية التي بدأت منذ قديم الأزل وتحتاج صبرا ومجهودا كبيرا حتى تخرج قطعة واحدة بشكل كامل، حيث لا تقتصر على أنواع أو قطع بعينها ولكن تطورت بشكل ملحوظ لصناعة قطع فنية وأشكال مختلفة تستخدم لغرض الزينة.
مراحل عمل الأواني الفخارية
و تبدأ عملية تصنيع الفخار من استخراج المادة الطينية من حفر مدارس أو حفر ترع وقنوات مائية ولابد من وجود نسبة من الطمي إلى الطين المستخدم، ثم ينقل إلى الورشة ويتم وضعه في برك مائية مستطيلة الشكل حتى يجف إلى حد معين ومن ثم يوضع في أكوام عديدة بجانب بعضها البعض جاهزة للاستخدام والتشكيل.
و عند بداية التشكيل يقوم أحد عمال الورشة بعمل ما يسمي ب " خدمة القطع الطينية"، وهي خلطها بشكل جيد حتى يمتزج اليابس والناعم ببعضهما حتى تصبح ذات ملمسا واحدا، كما يتم توزيعها الى قطع صغيرة الحجم حسب الجسم أو القطعة المراد تصنيعها حيث يختلف حجم "القلة" عن "البرام الفخاري" و" الفازة ".
سر صناعة الأواني الفخارية
و أكد عادل عبدالله، صاحب الورشة، " أن بعد تصنيع الأواني الفخارية المختلفة تترك بالشمس لمدة ساعتين حتى تأخذ بعض الصلابة وبعدها يقوم بترتيبها بصفوف في أحد غرف الورشة لمدة أسبوع حتى تجف بشكل كامل وتأتي بعد ذلك مرحلة الحرق في الفرن والتي تتم علي مرتين الأولي تأخذ بها اللون البني والثانية تدهن بلون يشبه البرتقالي وفي النهاية تصبح جاهزة للتوزيع في الأسواق وبذلك تأخذ القطعة ما يقرب من 10 أيام حتى تكون قابلة للبيع.
وأضاف "فتحي ابراهيم"،أحد العمال بالورشة،ان هذا المهنة قضي بها معظم حياته و عشقها من اليوم الأول، حيث بدأ العمل بها منذ أن كان في عمر ال12 عاما وكان شاهد على تطور المهنة يوم بعد يوم، من بداية وجودها بقوة وحتى اندثارها في هذه الأيام وذلك بسبب الآلات الحديثة أو أنواع الأواني التي باتت تنافس بقوة.