تقارير: الهند تعتمد مبدأ التوازن بين روسيا والغرب لتحقيق مصالحها
يسعى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، القريب من روسيا والحليف للغرب في آن واحد، إلى استغلال تناقضات العالم قدر الإمكان خدمة لمصالح بلده وبحثا عن دور له على الساحة الدولية، وفق تقرير نشرته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية.
عصر الحرب
وقال رئيس الوزراء الهندي للرئيس فلاديمير بوتين، إن الوقت ”ليس للحرب“، فيما صرح الرئيس الروسي خلال لقاء خاص نظمته قمة منظمة شنجهاي للتعاون في سمرقند بأوزبكستان: ”أعلم أن العصر الحالي ليس عصر حرب، وقد تحدثت إليكم عنه عبر الهاتف“.
وأوضح التقرير، أنّ ناريندار مودي اختار منذ عام 2017 ضم الهند إلى هذه المنظمة التي تعتبر جبهة ضد الغرب. وعلى الرغم من المحاولات المتعددة من قبل الغرب، رفض رئيس الوزراء الهندي دائمًا إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا، واكتفى بدعوة الطرفين إلى ”العودة إلى طاولة المفاوضات“ دون تسمية المعتدي.
واعتبر التقرير أنّ ”الفجوة الكبيرة في الدبلوماسية الهندية مستمرة بل وتزداد، فقبل مغادرته إلى سمرقند مباشرة استقبل ناريندرا مودي، في نيودلهي، وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، لتأكيد رغبته في بناء قوة تعاون ودفاع في المحيطين الهندي والهادئ، بهدف مواجهة القوة الصينية“.
ووفقا للتقرير: ”يلخص هذان الاجتماعان وحدهما لعبة الهند المتناقضة، إحدى القدمين في المعسكر الغربي والأخرى في المجال الروسي، دون أن يقيدوا أيديهم“.
عقوبات دولية
واعتبرت ”لوموند“، أنّ الغرب فشل في إعادة الهند إلى حظيرته، لكنه فشل أيضًا في إجبارها على الانضمام إلى العقوبات الدولية ضد موسكو، وكان الأوروبيون والأمريكيون يأملون، مع الحرب في أوكرانيا، في إقناع ناريندرا مودي بالنأي بنفسه عن روسيا، مورد السلاح الرئيس وحليفه التاريخي، لكن ذلك لم يحدث.
وامتنعت الهند باستمرار عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة التي تدين الغزو الروسي، ووقعت للتو على بيان مجموعة السبع في يونيو، متعهدة ”باحترام وحدة أراضي وسيادة الدول الأخرى“ وتواصل شراء الأسلحة من موسكو ونفطها المنخفض التكلفة، على الرغم من الحظر الأوروبي على النفط الروسي، حيث حلت روسيا الآن محل السعودية كأكبر مورد للنفط للهند.
وتابعت الصحيفة الفرنسية أنه ”بعيدًا عن تغيير لعبة التحالفات الهندية، سلط الهجوم الروسي الضوء على الاستراتيجية الجديدة التي نشرتها نيودلهي: وهي المحاذاة المتعددة، وهي نظرية وضعها وزير الخارجية سوبرامانيام جيشنكر في كتابه ”طريق الهند“ الصادر سنة 2020.
ويدافع رئيس الدبلوماسية الهندية عن سياسة خارجية تركز بالكامل على المصالح الوطنية، بصرف النظر عن أي اعتبار أخلاقي، وأي مجموعة من القيم الدولية، وبالنسبة للهند يتعلق الأمر بتجنب التحالفات وصياغة التزامات متعددة، من خلال ”تحديد واستغلال الفرص التي أوجدتها التناقضات العالمية“.
فوستوك 2022
ووفقًا لجيشنكر فقد حان الوقت لنيودلهي ”لإشراك أمريكا وإدارة الصين وزراعة أوروبا وطمأنة روسيا وإشراك اليابان وجذب الجيران، وتوسيع الجوار وتوسيع مجموعات الدعم التقليدية“.
وعلى الصعيد العسكري يطبق رئيس الوزراء الهندي نفس الاستراتيجية غير الواضحة، وفي بداية سبتمبر انضم الجيش إلى تمرين عسكري استراتيجي (فوستوك 2022) نظمته روسيا مع الصين، على الرغم من استنكار الولايات المتحدة التي تحركت للتنديد ”بمشاركة دول في هذا التمرين مع روسيا أثناء خوضها حربا وحشية وغير مبررة ضد أوكرانيا“ وفق قولها.
ووفقا للتقرير فإنه ”في أكتوبر المقبل، ستجري الهند تدريبات دفاعية مشتركة مع الولايات المتحدة (مناورات يود أبهايس) في الهيمالايا، بالقرب من خط السيطرة الذي شهد قبل عامين اشتباكًا مميتًا بين الجنود الهنود والصينيين.