أسلحة نووية مفقودة.. خطر يهدد العالم بالفناء
يخشى العالم بأثره من نشوب حرب نووية بين القوى الكبرى مما قد يدمر الكوكب، إلا أن هناك خطرا آخر تشكله الأسلحة النووية المفقودة وحوادث الطائرات والغواصات التي تحمل هذه الأسلحة.
ويطلق على الأسلحة النووية المفقودة اسم "السهم المكسور"، حيث تنوعت الحوادث التي كادت أن تتسبب في انفجار نووي مدمر، بعضها إما عن طريق حدوث خطأ في إطلاق الصواريخ أو تلوث إشعاعي أو فقدان أسلحة نووية، أو غيرها من الوقائع.
وسلط تقرير لموقع " تاسك أند بيربوس" الأمريكي المختص بالشؤون العسكرية، الضوء على أخطر حوادث الأسلحة النووية التي تعرض لها الجيش الأمريكي، وبالأخص التي تسببت في فقدان هذه الأسلحة.
وأوضح تقرير الموقع الأمريكي، أن واشنطن تبذل جهودا كبيرا من أجل استعادة أسلحتها النووية، وتأمينها من الحوادث إلى أقصى درجة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث يوم 17 يناير عام 1966 عندما اصطدمت قاذفة أمريكية من طراز بي – 52 بطائرة وقود في أجواء جنوبي إسبانيا مما تسبب في سقوط أربع قنابل نووية حرارية بالقرب من قرية صيادين تسمى "بالوماريس"، ورغم انفجار العبوات الناسفة في قنبلتين، إلا أن الشحنات النووية في القنبلتين لم تنفجر لأنها لم تكن مجهزة للانفجار.
وعلى الفور أرسل الجيش الأمريكي قوات لانتشال القنبلة الثالثة التي سقطت على الأرض ولم تنفجر، وجمع القطع المشعة من القنبلتين اللتين انفجرتا، وكذلك للبحث عن القنبلة الرابعة التي سقطت في المحيط.
حادثة نووية
وفي حادثة أخرى وقعت في يوم 28 يوليو سنة 1957، تعرضت طائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي من طراز سي 124 بعطل في اثنين من محركاتها بعد اقلاعها من قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاوير الأمريكية.
وكشفت التقارير أن الطائرة الأمريكية كانت تحمل 3 أسلحة نووية وكبسولة نووية واحدة عند اقلاعها، غير أن قائدها قرر اسقاط قنبلتين لتخفيف الوزن وإطالة المسافة التي يمكن أن تقطعها الطائرة بغرض إنقاذها.
ولم تستطع القوات الأمريكية العثور على القنبلتين اللتين اسقطتا من ارتفاع 4500 و2500 قدم أثناء التحليق، وافترضت السلطات أنهما تحطمتا وغرقتا بشكل شبه فوري في مياه المحيط.
كما أن حادث اصطدام قاذفة أمريكية من طراز بي 47، ب بمقاتلة طراز إف 85 قرب مدينة سافانا بولاية جورجيا الأمريكية، في فبراير 1958، نجم عنه تضرر القاذفة بشكل بالغ لدرجة أن الطيار حاول الهبوط بها ثلاث مرات في قاعدة "هانتر إير فورس" الجوية، ولكنه لم يستطع إبطاء سرعتها بما يكفي لهبوطها على المدرج بشكل آمن الأمر الذي دفع الطيار إلى إسقاط السلاح النووي الذي تحمله طائرته في منطقة تحمل اسم "واساو ساوند" بالقرب من جزيرة "تايبي" بولاية جورجيا، بدلا من المخاطرة بنسف القاعدة الجوية نظرا لأن القنبلة كانت مزودة بشحنة ناسفة تزن 400 رطل.
ولحسن الحظ، لم تنفجر القنبلة رغم سقوطها من ارتفاع 7200 قدم وهبطت الطائرة بسلام، ولكن لم يتم العثور على هذه القنبلة حتى الآن.
وقال موقع " تاسك أند بيربوس" في تقريره، إن في يوم 25 سبتمبر عام 1959، أبحر قارب سريع تابع للبحرية الأمريكية يحمل سلاحا نوويا مضادا للغواصات وتحطم في المحيط على بعد مئة ميل غرب الحدود ما بين ولايتي واشنطن وأوريجون الأمريكيتين.
وبحسب مشروع السهم المكسور الذي أجرته جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية، تم انقاذ طاقم القارب المؤلف من عشرة أفراد ولكن لم يتسن العثور على السلاح النووي الذي مازال يرقد حتى وقتنا هذا في قاع المحيط الهادئ.