رئيس التحرير
عصام كامل

حلاوة المولد.. الفقراء يمتنعون.. ركود في الأسواق بسبب ارتفاع الأسعار.. و«العلبة الاقتصادية» طوق النجاة

حلاوة المولد النبوي
حلاوة المولد النبوي

للنبي «محمد» مكانة كبيرة في قلوب المصريين، الذين حوّلوا الاحتفال بمولده إلى مناسبة خاصة للاحتفال منذ عقود طويلة، وأصبح لا يمكن أن تمر تلك الذكرى دون اقتناء كل منزل عددًا من العرائس والأحصنة طبقًا لعدد الذكور والإناث بالأسرة.

وتعتبر هذه المناسبة بمنزلة فرحة كبيرة للصغار والكبار، بالإضافة إلى باقي أنواع الحلوى المختلفة والتي عُرفت كأحد أهم مظاهر فرحة المولد النبوي منها «السمسمية والمشبّك والفولية، والحمصية والملبن والجوزية والجزارية وملبن عين الجمل والبسبوسة والهريسة بالبندق والنوجا»، وكان ذلك الوقت من كل عام يمثل إقبال الأهالي على الشراء ووقوف العشرات أمام محال الحلوى المختلفة التي تعرض الحلوى بشكل جذاب يُجبر معظم الأسر على الشراء.

الأسعار

وتشتهر محافظة دمياط بصناعة الحلويات وتحديدا المشبك والهريسة، كما تشتهر بتميزها فى الحلويات الشرقية، وهو ما يجعل لحلاوة المولد فيها مذاقًا مختلفًا، لكن في العام الجاري لم تعد الأمور كما كانت، فكثير من الأسواق تعانى حالة من الركود تأثرا بسبب ارتفاع الأسعار من جانب التجار.

وأعلنت مصانع الحلويات بدمياط، حالة الطوارئ بين عمالها والعمل بكامل طاقتها لتجهيز حلويات «المولد النبوي»، وضخها إلى الأسواق، في جميع أنحاء الجمهورية من خلال محلات الحلويات المنتشرة.

وأشار إبراهيم الحلواني، صاحب مصنع حلويات، إلى أن مستلزمات الإنتاج، مثل (النشا والجيلاتين والسكر)، وهى المكونات الأساسية لأى منتج من الحلوى، ارتفع سعرها بجانب زيادة أسعار المكسرات تزامنًا مع سعر الدولار، مما أدى إلى أن إنتاج الحلوى بأنواعها يعود بالخسارة حاليا، لافتين إلى أن تكلفة إنتاج الكيلو المشكل السوبر من المكسرات تتعدى الـ90 جنيهًا فيما يُباع بالمحال ما بين 95 و120 جنيها وهو ما يجعل المواطنين يعزفون عن الشراء، ويتجهون إلى الأصناف الشعبية الأقل سعرًا، والتي يتراوح سعر الكيلو بها من 30 إلى 50 جنيهًا دون النظر للجودة.

ونوه محمد البدرى صاحب مصنع حلويات إلى أن الإقبال على شراء حلوى المولد هذا العام ضعيف مقارنة بالأعوام السابقة، حيث تراجع بنسبة 30%، وهذا يرجع إلى زيادة الأسعار ليس في قطاع الحلوى فقط، بل في معظم السلع، وهو ما يلقى بأعباء على الأسر المصرية وجعلها تقلل من مشترياتها، منوهًا بأن الأسرة التي كانت تشترى حلوى بـ200 جنيه رصدت هذا العام 100 جنيه فقط للشراء، والتي كانت تشترى بسعر 100 رصدت 50 جنيهًا بسبب ضعف القدرة المالية مقابل زيادة الأسعار.

وأشار الجمل إلى أن هذه الزيادة سترفع سعر الحلويات بنسبة 40% على الأقل، بخلاف تأثير زيادة أسعار الأصناف الأخرى، من الخامات المستخدمة فى صناعة الحلويات، فنسبة زيادة سعر البندق وصلت إلى 100% والفستق 80%، وعسل الفاكهة والجلوكوز 80%، وبذلك سيصل سعر كيلو حلويات الحمص إلى 40 جنيها بدلا من 25 فى العام الماضي.

العلبة الاقتصادية

وأكد شريف الزيني، صاحب مصانع حلويات، أن أسعار حلويات المولد النبوى الشريف هذا العام زادت بصورة كبيرة، ولكنها من الممكن أن تكون في متناول الجميع، حسب احتياجات العائلات، حيث بلغ سعر كيلو «الجزرية الحبل» 230 جنيهًا، و»اللديدة» و»الحمام» و»الجزرية العادية» 85 جنيهًا، و اللوزية» و»البندقية» 240 جنيهًا للكيلو، بينما وصل سعر كيلو الملبن إلى 150 جنيهًا، و»الفولية» إلى 57 جنيهًا، و»الحمصية» إلى 55 جنيهًا، أما سعر علبة «الفزدقية» فبلغ 530 جنيها، وهو أعلى أسعار للحلوى على الإطلاق، ولكن توجد كل هذه الأصناف فى علبة مشكلة وزنها كيلو، ويكون سعرها فى متناول الجميع وبسعر اقتصادى.

وأوضح حمادة الحفني عرابي، صاحب محل حلويات، أن العروسة والحصان، وهما مطلوبان لتقديمهما كهدايا للأطفال، يبدأ سعر الواحدة منهما من 40 جنيهًا، وقد يصل إلى مائتى جنيه، مشيرًا إلى أن بعض الأسر كذلك اتجهت إلى «العلبة الاقتصادية» وتضم تشكيلة من الحلويات، ويبدأ ثمنها من 70 جنيهًا، وقد يصل إلى 200 جنيه.

نقلًا عن العدد الورقي…
 

الجريدة الرسمية